نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


عالم سمسم الأشهر عالميا في تاريخ برنامج الأطفال




منذ انطلاق برنامج عالم سمسم قبل خمسين عاماً، أنتج حوالي خمسة آلاف حلقة، وحصل على 193 جائزة إيمي، ويبث الآن في 150 دولة حول العالم. وتشي كل هذه النجاحات بالكثير عن البرنامج.


وبُثت أولى حلقات عالم سمسم في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1969، وكبر ملايين الأطفال على سماع أغنية المقدمة الخاصة به. ومع مرور الوقت، غير البرنامج الكثير في وسائل التعليم في الطفولة المبكرة حول العالم. في أواخر ستينيات القرن العشرين، اتجه المنتجان المشاركان للبرنامج، ليود موريسيت وجوان غانز كوني، إلى كلية التعليم بجامعة هارفارد، وعرضوا عليهم توجهاً جديداً لتعليم الأطفال الأمريكيين. وتعاون فريق من علماء النفس التقدميين مع منتجي البرنامج لتحليل نفسية الأطفال، والعمل على وسيلة تليفزيونية جديدة للخروج بدروس ترفيهية للأطفال. وأوكلت إلى صانع العرائس، جيم هينسون، مهمة صناعة العرائس. واختار منتجو المسلسل شارعا عاديا كبيئة للقصص بدلا من عالم الخيال. أما الشخصيات الآدمية الأربعة، فكانت متنوعة عرقيا، وهو قرار تاريخي في هذه الفترة. ويقول أستاذ التعليم في جامعة هارفارد، جو بلات، وهو أحد العاملين على المسلسل إن فكرة استخدام التليفزيون كانت مبتكرة آنذاك، كونه ارتبط بالكسل وإكساب الأطفال عادات سيئة. عند وفاة الممثل ويل لي إثر أزمة قلبية، وهو أحد الممثلين الأربعة، والذي قام بدور البقال (عم جرجس في النسخة المصرية)، اتخذ المنتجون قراراً جريئا بشرح فكرة الموت للأطفال. وشرح الممثلون لأحد الدمى أنه "عندما يموت شخص، لا يعود إلينا مجددا" لكن ذكراهم تبقى ويتولى آخرون استكمال أعمالهم. ويقول بلات إن نص هذه الحلقة اختُبر قبل عرضها على عدد من الأطفال، للتأكد من استيعابهم للرسالة. وشجعت هذه التجربة منتجي المسلسل على شرح أفكار قاسية أخرى، مثل فكرة الطلاق. وتقول بولي كونواي، من مجموعة "كومن سينس ميديا" إن الأطفال يمكنهم فهم الأفكار المعقدة عند عرضها بطريقة تناسب سنهم. "والحل ليس تجنب الحديث للأطفال عن فكرة الموت، وإنما الحديث عنه بطريقة تناسب المرحلة العمرية، وبشكل مدعوم من أبحاث الطفولة." وبعد عرض الحلقة التي تحدثت عن الموت، لم يعرض البرنامج أي حلقات تظهر فيها شخصية البقال. ويقول بلات إن "منتجي العمل قالوا إنه لن يعود، وقد التزموا بهذا الموقف". فوجئ منتجو البرنامج، الذين كانت فكرتهم أن يخصص للمشاهدين الأمريكيين، بأنه أصبح برنامجا عالميا. حتى أن الأطفال في مناطق الصراع، وفي معسكرات اللاجئين، أصبح بإمكانهم مشاهدة نسختهم الخاصة من عالم سمسم. وحاول صناع العمل في كل ثقافة استخدامه لشرح الأمور الخاصة بمجتمعاتهم. ففي جنوب أفريقيا، قدم البرنامج شخصية كامي، وهي دمية يتيمة مصابة بنقص المناعة المكتسبة، وتوفيت والدتها إثر الإصابة بمرض الإيدز. وفي أفغانستان، قدمت شخصيتا زاري وشقيقها زيراك كنموذجين للمساواة بين الجنسين واحترام حقوق النساء. وكانت المكسيك والبرازيل وألمانيا هي أولى الدول التي تقدم نسختها الخاصة من عالم سمسم، في مطلع السبعينيات من القرن العشرين. ولاحقا، أبرم منتجو البرنامج شراكات مع منتجين محليين في العديد من دول العالم، لإنتاج نسخة محلية. ويقول بلات إن المنتجين "كانوا يأخذون نموذج البرنامج، وطريقة البحث والمنهج، ويطورون برنامجا جديدا بأهداف تتناسب مع الوضع المحلي في البلاد". واليوم، بعد مرور 50 عاما، يعمل 30 فريق حول العالم على تنفيذ نسخ محلية من عالم سمسم، يشاهدها أكثر من 150 مليون طفل، في 150 دولة. ظهرت النسخة الدولية الأولى من البرنامج في المكسيك والبرازيل عام 1972. عُرضت النسخة الألمانية عام 1973، ثم تبعتها هولندا عام 1976. في النسخة المصرية، ظهرت شخصية خوخة التي تهدف إلى تمكين الفتيات لتحقيق طموحات عظيمة. في عام 1998، انتج برنامج فلسطيني-إسرائيلي مشترك، يقوم على فكرة مجتمعين منفصلين متجاورين يتعاونان مع بعضهما البعض. في بنغلاديش، تجمعت شخصيات البرنامج حول شجرة توت، وفي مقهى ومحل للحلويات، وهي أماكن التجمع التقليدية في المنطقة. ويعمل منتجو العمل المشاركون حاليا مع أطفال الروهينغا المهجرين، والعرب الذين يعيشون في مخيمات لاجئين. بدءا من عام 2015، دُشنت مكتبة إلكترونية باسم "عالم سمسم في المجتمعات المحلية" قدمت محتوى تم اختباره على أطفال حول العالم، لمساعدة الأطفال في الأحياء الأمريكية في التغلب على الصراعات اليومية، مثل حوادث إطلاق النار في المدارس، والإدمان، والتطور التكنولوجي السريع. وفي عام 2018، ظهرت شخصية ليلي، وهي دمية وردية اللون في السابعة من عمرها، لتصبح أول شخصية في البرنامج بلا سكن. وأحدث الدمى التي أُضيفت للبرنامج هي شخصية كارلي، وهي طفلة في دار رعاية، لأم تقاوم إدمان المخدرات. ويرى منتجو البرنامج أن شخصية كارلي لها أهمية كبرى، إذ أن 5.7 مليون طفل أمريكي على الأقل، تحت سن 11 عاما، يعيش مع أحد أبوين مدمن على المخدرات. وعلى مدار السنوات، قدمت الدمى دروسا للأطفال في التوحد، والطلاق، والهواتف الذكية. كما قامت شخصيات عالم سمسم ومنتجو العمل بدور فاعل، إذ كان لهم دور في صنع السياسات حول العالم. ففي خضم تفشي السمنة بين الأطفال عام 2006، حاز البرنامج على الكثير من الثناء لتخصيص مقاطع عن العادات الصحية بهدف تثقيف الأطفال عن الغذاء والتمارين الرياضية. حتى أن شخصية وحش الكعك (قراقيش في النسخة المصرية) قال إن الكعك "يؤكل من آن لآخر"، وشرح للأطفال أهمية الطعام المتوازن. وفي عام 2009، زارت ميشيل أوباما موقع تصوير عالم سمسم لتسجيل حلقة عن الطعام الصحي. كما شاركت زوجات الرؤساء من قبل في فقرات من البرنامج، مثل باربرا بوش في مطلع تسعينيات القرن العشرين، وسوزان مبارك في مصر. وفي عام 2001، ظهر إلمو (تحفة في النسخة المصرية) في مصاف السياسات العامة عندما أصبح أول دمية تقدم شهادة في الكونغرس الأمريكي، لمناقشة تعليم الموسيقى في المدارس.

ماكس ماتزا - بي بي سي
الثلاثاء 12 نونبر 2019