نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


عشاق التاريخ في أوروبا يتحاربون سنويا في ساحة المعركة التي صنعت نهاية نابليون




ووترلو - كاترين مارسيانو - شهدت ووترلو مجددا السبت والاحد جيوش نابوليون وهي تواجه في معركة شرسة القوات الانكليزية والهولندية والبروسية: فقد اقام 1200 شخص من محبي التاريخ معسكرا قبل ان يباشروا المناورات التي ادت الى هزيمة القوات الفرنسية.
في مقر القيادة الفرنسية وهو عبارة عن مجموعة من الخيم البيضاء حان وقت الاكل. وراح الجنود يتلقون حصتهم من المشرفات على الطعام.


الامبراطور نابليون بونابرت
الامبراطور نابليون بونابرت
وبين الجنود بريطاني يدعى غراهام تاورز اختار منذ فترة المعسكر الخصم. ويقول تاورز عضو جمعية نابولينية متجاهلا الاعجاب الشديد لمواطنيه بدوق ويلنغتون "افضل الاستراتيجيا والتكتيكات العسكرية لجيوش نابوليون".
ويخوض البريطاني غمار المجهول منفذا اوامر الضباط الذين وحدهم حفظوا سيناريو مشاهد القتال.
ويقول تاورز الاربعيني الذي يشارك في رحلات استعادية لمعارك مثل هذه منذ سن السادسة عشرة "هذا اقرب ما يكون الى اجواء تلك المرحلة".
قبل اسبوع كان يقاتل في ايغمول في بافاريا. وهوايته هذه التي تأخذ الكثير من وقته قادته كذلك الى حقول اوسترليتز وايينا. وهي معارك انتصر فيها نابليون خلافا لمعركة ووترلو الدامية التي استمرت عشر ساعات في 18 حزيران/يونيو 1815.
وكانت هذه المعركة اخر معركة يخوضها نابوليون قبل ان ينفى الى جزيرة سانت هيلينا وهي في المقابل التي اوصلت دوق ويلغنتون الى المجد.
ويصيح صوت جهوري "ارموا الاطباق، هيا بنا!".
ويقول نيكولا مارغول سائق الشاحنات في حياته اليومية والذي يتحقق من عمل بندقيته وهي نسخة طبق الاصل عن تلك التي كانت مستخدمة في تلك الفترة "انا جاهز لمهاجمة الروزبيف (لقب يطلقه الفرنسيون على الانكليز)".
ويبدأ الفرنسي بعدما تناول قطرة كحول بانشاد اغنية مع زملائه يقول مطلعها "اضع كل املي في الخمرة وانا على ثقة من اصابتي بتشمع الكبد...".
يعتمر الضباط القبعات ذات القرنين التي تتجاور مع الخوذات المخروطية الشكل التي يضعها جنود المشاة عند خط الجبهة. على مسافة من هنا يحيي الحرس الامبراطوري بقبعاته الموبرة وصول نابليون على صهوة حصانه صارخين "يعيش الامبراطور".
ويرتدي طبيب الصحة العامة لوسيان شارل بليه معطفا طويلا ازرق كالذي كان يرتديه جراحو المعسكر في تلك الفترة. وهو يعرف ان الموت بانتظاره.
وشأنه في ذلك شأن الكثيرين من "المقاتلين" المشاركين في المعركة يشمل شغفه بالتاريخ الحربين العالميتين كذلك. فليل الخامس-السادس من حزيران/يونيو شارك في انزال النورماندي بلباس "حقيقي" لطبيب اميركي. ويقول معلقا على ذلك "كانت لحظة مؤثرة فعلا".
قبل مجيئه الى ووترلو انغمس في كتب التاريخ. لكنه يوضح وقد بدا عليه التأثر "هنا وسط رائحة القش وروث الجياد نشعر اننا نرى المشهد بتقنية الابعاد لثلاثة".
حذائه المصنوع من الجلد القاسي غير مريح خصوصا وانه اضاف اليه طية لجعله اكثر شبها باحذية تلك الفترة. لكي يجسد بشكل افضل دور الجندي.
في ساحة المعركة يتجابه المقاتلون ال1200 الذين اتوا من كل انحاء اوروبا بالنظرات قبل انطلاق المعارك. يطلق نحو مئة فارس العنان لجيادهم وفد استلوا سيوفهم. ازيز الرصاص الذي يطلق من كل حدب وصوب يملئ المكان لكن الجنود يواصلون تقدمهم.
وتواجه في المعركة عسكريون فرنسيون متمرسون (74 الفا في العام 1815) مع حلفاء مدفعين بالرغبة في الانتقام (67 الفا) ضموا جنودا انكليز ومرتزقة المان وهولنديين وبروسيين.
وقتل في هذه المعركة الشهيرة نحو 12 الف شخص وتركت في ارض المعركة جيف الاف الجياد في ما بقي بعض الجرحى ينتظرون اكثر ثلاثة ايام للحصول على مساعدة. كانت معركة ووترلو مشهدا فظيعا.
اما بالنسبة لمقاتلي "عطلة نهاية الاسبوع" فقد حان وقت الانسحاب. وعلق مايكل بعدما عاد من عالم الاموات قائلا "كان الانكليز اشداء هذه السنة. ولم يتراجعوا قيد انملة".


كاترين مارسيانو
الاثنين 22 يونيو 2009