نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


عشاق العراق يستلهمون خطط الجماعات المسلحة لخطف عشيقاتهم والزواج بهن دون موافقة الأهل




بعقوبة - لم يجد "العشاق" في محافظة ديالى شرقي العراق سوى "الخطف" وسيلة جديدة للارتباط واتمام الزواج دون رغبة ذويهم، خاصة في ظل "الضغوط القاسية" التي تفرض على الفتيات في اطار الزواج، الامر الذي قد يدفعون بسببه "ثمنا باهظا" قد يكون حياتهم


عشاق العراق يستلهمون خطط الجماعات المسلحة لخطف عشيقاتهم والزواج بهن دون موافقة الأهل
وقال مصدر امني في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى إن "الاشهر الثلاثة الماضية سجلت عدة حالات خطف لفتيات من قبل مجهولين، لكن التحقيقات اثبتت ان اغلب هذه الحالات جاءت باتفاق الفتيات مع شباب على الهرب بعيدا عن القيود للزواج".
وتابع "ان بعض حالات الخطف لم تكن بالمعنى الحقيقي، بل هروب الفتاة من منزل عائلتها والزواج من شاب تحبه، لكن بعض العوائل تسجل تلك الحوادث في بادئ الامر تحت بند الخطف تفاديا للفضيحة"، مشيرا الى "ان هذه الظاهرة اجبرت العوائل على اعادة حساباتها واحترام رأي الفتاة".
وقالت فتاة ممن هربن مع اخلائهن للزواج تبلغ من العمر (25 عاما) بعد اعتقالها من قبل الشرطة، عقب يوم واحد من زواجها، "إنها اضطرت للموافقة على أن يخطفها حبيبها بدلا من البقاء اسيرة القيود"، حيث تسكن في حي فقير في الضواحي الجنوبية لمدينة بعقوبة.
وتصرخ الفتاة التي طلبت مناداتها بنعيمة، بعدما استعادت وعيها الذي فقدته اثر اعتقالها، حيث وجدت نفسها وسط مركز الشرطة يحيط بها والداها ورجال الشرطة،"ارتكبت خطأ فادحا، انتم ارغمتموني عليه، ارجوكم لا تحاسبوني، ولا تقتلوني، اريد الحياة التي ارسمها انا مع من احب".
واعتبر ضابط في الشرطة العراقية برتبة نقيب فضل عدم ذكر اسمه "خطوة الشابين في الهرب غير مرحب بها ومرفوضة في الاعراف الاجتماعية، ولا يمكن أن يتقبلها النسيج الاجتماعي، حتى وان كان الزواج بطريقة شرعية ومسجل في الدوائر الحكومية".
وقال "للاسف قد يكون مصير الفتاة القتل من قبل عائلتها بسبب الثار للشرف، لان العرف العشائري يعتبر جريمة هروبها مروعة تمس شرف العائلة، والقتل هو السبيل الوحيد لمنع الفضيحة، لذا ندرك صعوبة الموقف من هذه الناحية ونسعى لإيجاد حل للموضوع ومنع أي رد فعل في لحظة غضب".
نعيمة التي استعادت وعيها، قالت "ارتكبت خطأ كبيرا بحق نفسي وعائلتي بعد هروبي مع شاب للزواج بعيدا عن الاهل"، مؤكدة إنها احبته لكن اسرتها رفضت لاكثر من مرة زواجهما، لذا لم يبق امامها أي خيار سوى الهرب وتحمل العواقب، التي تعتقد انها ستكون مأساوية.
فيما بقي زوجها صامتا لا يحرك ساكنا رغم تعرضه لتوبيخ قاس من والدة نعيمة، متهمة اياه بانه "قاتل وسرق ابنتها".
وعلى الرغم من ان الشرطة تلجأ في هذه الحالات الى ممارسة الضغوط على الاسر للرضوخ للامر الواقع والقبول بالزواج واخذ تعهد من اهل الفتاة بعدم المساس بها حتى لا يقعون تحت طائلة القانون، الا ان الكثير منها قد ينتهي "نهاية مأساوية".
بدورها، قالت الباحثة الاجتماعية نهلاء قيس، "إن مسألة الهرب ليست ظاهرة جديدة بل هي موجودة منذ القدم، لكن لم تكن تحظى باهتمام الاعلام لحساسية الموضوع، كونه يرتبط بشرف عوائل، وهو امر ثمين ومقدس لا يمكن التهاون معه" .
واضافت في تفسيرها لذلك "أن هناك ضغوطا قاسية تفرض على الفتيات وتحديدا في اطار الزواج، لذا فان رفض ذوي الفتاة المتكرر لطلب الزواج من قبل شاب تحبه يصيبها بالاحباط، وبالتالي تنفذ مخطط الهرب للزواج، لكن التقاليد العشائرية تكون صارمة وقاسية في انزال القصاص، وغالبا ما تكون نهاية الفتاة والشاب هي القتل من قبل ذوي الفتاة تحت مسمى رد الشرف" .
واوضحت "أن عمليات الخطف باتت غطاءا تحتمي به العوائل في بداية الامر للتغطية على القضية"، مشددة على "اهمية أن تكون هناك حماية ووعي بضرورة الحد من القسوة المفرطة بحق المرأة، وأن تراعي الاسر حقوق الفتاة والعمل على تغليب مصلحتها واحترام مشاعرها".
وتتحدث المصادر الامنية في ديالى عن "أن الاشهر الماضية سجلت تسع حالات خطف للفتيات في مناطق متفرقة، تم التعرف على مصير النسبة الاكبر منها"، مشيرة إلى ان العشاق استفادوا من خطط الجماعات المسلحة ، خاصة مما يطلقون عليه عمليات الخطف السلمي

وكالات - شينخوا
الجمعة 2 أكتوبر 2009