نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


“عصفورية” الأسد ومجانين المعارضة والموالاة




قد يفاجئ العنوان الكثيرين إن لم أقل الجميع، وقد يتبادر لذهن بعضهم يا ترى ما الغاية ..؟ وما الدافع من وراء هكذا عنوان..؟ ولكن كما يقال، عندما تعرف السبب يبطل العجب، وهذا ما سنعمل عليه في السطور القادمة كي نريح القارئ الكريم ونجيب على الأسئلة، ومن ثم نبدد العجب من هكذا عنوان؛ بالتأكيد أن جميعكم تابعتم وتتابعون ما جرى ويجري منذ ما يقارب العشر سنوات من عمر الثورة وما تخللها من اجتماعات ولقاءات ومؤتمرات منذ اجتماع اسطنبول الذي عقد في 26 نيسان 2011،


 أي بعد مضي أكثر من شهر على بدء الحراك الشعبي الثوري في 15 أو 18 آذار، ومروراً بمؤتمر أنطاليا الذي عقد خلال الفترة من 31 أيار إلى 3 حزيران عام 2011، بتركيا، وحتى آخر ما سمي بالجولة الخامسة لما أطلق عليه بتسمية اللجنة الدستورية التي عقدت في 25 كانون الثاني الماضي في جنيف، وحكما جميعاً قرأنا وتابعنا واستمعنا إلى ما كان يدور ودار خلال تلك الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات وحتى الجولات الخمس لهذه اللجنة، حتى وصلنا إلى نتيجة تنطبق عليها تلك المقولة / مجنون يحكي وعاقل يسمع /، بما أنه لم يتحقق حتى لحظة كتابة هذه المادة شيء مما قيل على لسان هؤلاء المجانين كي يصدقه العاقلون، معيدين للذاكرة صراخ ذاك البعثي الذي تزوج وبدأ يصرخ في ليلة الدخلة بدنا… وبدنا…، ومن دون أي نتيجة تذكر، ولم يتحقق له ما أراد، على مبدأ أسمع جعجعة ولم أر طحيناً. يذكر أنه وفقاً للموسوعة العربية أن أول بيمارستان ( مستشفى للمجانين ) قد أنشئ في دمشق على زمن الخليفة الوليد بن عبد الملك في عصر الدولة الأموية سنة 707 ميلادية، وعّد أول بيمارستان في تاريخ الإسلام وأجرى الأزراق للمرضى وأمر بعلاج وحجز المجذومين كي لايخرجوا وقدم المعونة والعلاج بالمجان، وأحضر الأطباء والمعالجين وأجزل لهم العطاء، وتوالى بناء وإنشاء البيمارساتانات في عموم البلدان العربية، في مراكش بالمغرب وبغداد والشام والقاهرة. ويروى أيضاً أن العالم القديم لاسيما في أوروبا في القرن السادس ما قبل الميلاد عرف العديد من مراكز المعالجة من حالات الاكتئاب والأمراض النفسية والمختلين عقلياً، وقد اعتبر العالم اليوناني أبو قراط أنذاك أن الاختلالات الفسيولوجية هي سبب الاضطرابات العقلية، نعتقد لو أنه عاش في زمن نظام الأسد، لكان حكما أرجع السبب ليس إلى الاختلالات الفسيولوجية، بل إلى ما يسمعه من أفكار شيطانية تخرج من ألسنة هذا النظام العجيب الغريب، الذي يعمل على مبدأ نقول له تيس يقول احلبوهو . يعتقد كثيرون أن مستشفى المجانين استعار اسمه ” العصفورية” من عصافير تزقزق حول رأس المريض. لكن الحقيقة أن الكلمة لا تحمل أي إشارة للسخرية من أولئك الذين ربما نكون منهم دون أن ندري. إذ يروون أن نهايات القرن التاسع عشر شهدت قيام إرسالية مسيحية أميركية ببناء قرابة الخمسين مبنى قرب منطقة الحازمية في لبنان في منطقة تعرف بالعصفورية لكثرة أشجارها وطيورها. فأخذ الناس يطلقون التسمية على كل مستشفى للأمراض العقلية. وهي ذاتها البيمارستان الذي صار اسمه “الموريستان” في الشام و”السرايا الصفرا” بمصر و”الشماعية” في العراق. آلاف الوثائق ومثلها أو مايفوق من تصريحات خلبية ووعود عجز ويعجز عقل العاقل عن تصديقها خرجت من تحت أيدي من أطلقت على نفسها مسمى معارضة وليس ثورة، وكذلك خرج من فمها وعلى لسانها، الكلام المغاير لسابقه، منها ع سبيل المثال لا الحصر ( لم نكن ندري ..حاولنا ..لم نرغب أن نكون معرقلين… وإلى ما ذلك من أكاذيب وبدع وخزعبلات)، حتى وصلنا إلى مرحلة باتت فيها الأصوات تخرج من داخلها وداخل تشكيلاتها الصورية بدءاً ممّا يسمى بالائتلاف مروراً بما بات يعرف بالهيئة العليا للمفاوضات وصولاً إلى الدمية الأخيرة، تلك الأصوات التي أرتفعت مؤكدة أن ما حصل ويحصل منذ 23 أيلول 2019، مجرد ملهاة ومضيعة للوقت وعبثية، تم تداول وطرح الحديث بكل شيء عن السيران في دمشق وعن الطبخ وآخر الأزياء، فقط الشيء الوحيد الذي غاب عن جلسات المضيعة والمسخرة هو الدستور. يدرك نظام الأسد في كل خطواته وأحاديثه وأقاويله، أنه يتعامل مع ناس ( عذراً )، عقولهم متصحرة جاهلة غبية من دون وعي ولا إدراك لا تعي ما يدور حولها، تأكل من القمامة بحثا عما يسد رمقها من أجل البقاء على قيد الحياة وليس من أجل العيش، وشتان بين هذا وذاك، كالفرق بين من يصارع بهدف البقاء حياً، وبين من يبحث عن ظروف معيشية أفضل، ومع كل ذلك فإن هؤلاء الناس تنادي وتصرخ وتسبّح باسم قائد الوطن وسيّده، الذي منحه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لقب يتذكره الكثيرون؛ ” ناس” وأنا مصر على تسمية ناس وليس شعب، هذه ” ناس ” لم يعد فيها لا دم و لا روح بالمفهوم المعنوي وليس البيولوجي، مجرد هياكل بشرية تتحرك في شوارع سورية، وتصرخ ليل نهار بالدم بالروح نفديك يا …..، أعتقد أن المكان الطبيعي لأمثال هؤلاء هو في البيمارستان، حفاظاً على ما تبقى من سوريتنا. فإذا كان نظام الأسد مدركاً لكل ما سبق، رغم أنه منفصل عن الواقع، ويعيش في كوكب آخر، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه، ماذا عمّن هم في المؤسسات الصورية للمعارضة والثورة، فهل هم مدركون لما يفعلون مع أنصار الثورة…؟ أم أنهم ينامون على حرير ومن ينام على فراش وثير من حرير لا يعنيه من ينام في الخيام وفي بيوت مهدمة وعلى وسائد من حجر، لذلك يُصدرون فرماناتهم يميناً ويساراً من منع تشكيل أجسام معارضة جديدة، من خارج مؤسساتهم الصورية، ويدّعون بناء دولة مدنية ديموقراطية والديموقراطية منهم براء، ويزعمون أن لديهم الكوادر من المحترفين، وهي الأطر التي تعجز عن فك الحرف وطلاسم السياسية وألغازها. وفي الختام أنصح معارضي تلك المؤسسات بمراجعة الطبيب النفسي، عسى ولعل يحظون بمكان لهم في البيمارستان، ويحلّون عن ظهر الثورة والثوار، ومعهم كذلك المنحبكجية والمؤيدون كي يرتاحوا ويريحوا سورية ويرحموا تاريخها وعراقتها وإرثها الحضاري ويتروكها بحالها، ولا أجد عبارة أختم بها مادتي هذه سوى قول ” الله يعين سورية على ما ابتليت به “.
----------
سوريتنا

غياث كنعو
الاثنين 2 غشت 2021