نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


علي سالم البيض: الحوار لن يقدم شيئا لليمن فصالح وعائلته ما زالوا يحكمون




القاهرة - جاكلين زاهر - أكد علي سالم البيض آخر رئيس لجنوب اليمن أن الحوار الوطني الذي من المقرر أن ينطلق يوم غد الاثنين بالعاصمة اليمنية صنعاء لن يقدم جديدا لا للقضية الجنوبية ولا لليمن ككل.


علي سالم البيض: الحوار لن يقدم شيئا لليمن فصالح وعائلته ما زالوا يحكمون
ورأى البيض في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في القاهرة أن "الهدف من هذا المؤتمر هو إبقاء اليمن في دائرة الضوء واستغلال الدعم الدولي الكبير خاصة في جانبه المالي .. فضلا عن محاولة التوافق بين القوى صاحبة النفوذ باليمن على تقسيم المصالح والمكاسب فيما بينها ، وإذا لم يستطيعوا التوصل لتفاهمات فقد يعرقل هذا الحوار".

وشدد البيض على أن عدم مشاركته في مؤتمر الحوار لا يعود لرفضه للحوار بل لإيمانه بأن هذا  الحوار لا علاقة له بالقضية الجنوبية ، وقال :"هذا الحوار يأتي وفقا للمبادرة الخليجية التي تجاهلت القضية الجنوبية بشكل كامل وبالتالي لا علاقة لنا به".

وتابع :"نحن مستعدون للحوار ولكن على  أسس ، أولها أن نتحاور كدولة جنوب اليمن مع أشقائنا بالشمال لفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب" ، كما اشترط "وجود سلطة في صنعاء تستطيع أن تتخذ القرار" ، وقال :"لا يوجد من يتخذ القرار الآن باليمن ، فالبلد كله واقع تحت الوصاية الدولية وتحديدا الولايات المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية".

وأردف :"أما الرئيس عبد ربه منصور هادي فهو رئيس مؤقت .. أتوا به لمهمة مؤقتة ، لا يستطيع أن يفعل شيئا ولا نفوذ له لا في صنعاء ولا غيرها .. لا يحظى بنفوذ عسكري ولا نفوذ قبلي ولا هو مدعوم من الإسلاميين .. لا توجد لديه قوى اجتماعية يستند إليها".

كما أوضح أن من ضمن أسباب رفض قوى الحراك الجنوبي المشاركة بالحوار الوطني هو أن جزءا رئيسيا من المشاركين به من بين الشخصيات التي قامت بالاستيلاء على ثروات الجنوب ، وقال :"هم نهبوا الجنوب .. أخذوه ولا يكمن أن يتخلوا عنه لوجود مصالح كبرى لديهم".

يشار إلى أن البيض كان رئيسا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن) بين عامي 1986-1990 ، وهو الذي وقع اتفاق الوحدة مع علي عبد الله صالح لتأسيس الجمهورية اليمنية في 22 أيار/مايو 1990 ، ورفعا معاً علم الوحدة في عاصمة الجنوب عدن.

وظل البيض نائبا لصالح حتى اندلعت الحرب الأهلية في اليمن عام 1994 ، وبعد خسارته لجأ إلى سلطنة عمان ، ثم انتقل بعدها إلى أوربا .

وفي تعليقه على وجود ممثلين عن القضية الجنوبية في المؤتمر وتخصيص 85 مقعدا لهم ، قال البيض :"من سيشاركون بالحوار لا يمثلون سوى أنفسهم فقط ولا تأثير لهم مطلقا على قوى الحراك الجنوبي في قطاعاته الواسعة الفاعلة على  الأرض والمقاطعة لهذا الحوار .. ويستطيع النظام أن يأتي بأشخاص بطرقه الخاصة لتخدم مصالحه وهذا ليس جديدا".

وأوضح البيض بأنه يعني بـ"القوى صاحبة النفوذ" كلا من الرئيس السابق علي صالح والقائد العسكري علي محسن الأحمر والسياسي البارز حميد الأحمر عضو "حزب التجمع اليمني للإصلاح" الذي يعد امتداد لجماعة الإخوان المسلمين ،  وقال :"علي صالح وعائلته لا يزالون يحكمون اليمن ولا يتم شيء دون موافقتهم أو التقاسم فيما بينهم".

كما رأى أنه لا يوجد تمثيل حقيقي للشباب الذين قادوا التغيير في اليمن ، وقال :"لقد قامت القوى الكبرى بالالتفاف على قوى التغيير الشبابية ، وبطشوا بها .. ومن يستعرض القوائم المشاركة في الحوار سيجد أسماء من بطش بقوى الشباب ومن سرق المكاسب منهم .. وفي المقابل لا يوجد تمثيل حقيقي للشباب في هذا الحوار".

وحول ما يطرح من أن حميد الأحمر قد يكون الشخصية التي تحظى بدعم الولايات المتحدة للوصول للسلطة كما حدث في دول عربية أخرى ، قال :"ربما يحدث هذا وهناك تجارب مشابهة تمت بالمنطقة".

ونفى البيض ما يتردد عن حصوله على دعم مالي أو سلاح من قبل إيران ، وشدد :"إيران ليس لها مصلحة في الوقوف معنا .. وهذا الحديث مزايدات سياسية وشائعات سيبطلها الزمن .. وشعب الجنوب يعرفنا جيدا .. هم يحاولون الضغط علينا بمثل تلك الشائعات حتى نسير في الاتجاه الذي يريدونه" ، ولكنه أقر بوجود دور لإيران بالشمال اليمني "فدعمهم للحوثيين معروف ومعلن".

وحول نشاط القاعدة في جنوب اليمن ، قال :"إخواننا في صنعاء هم الذين فتحوا لها المجال ودعموها واستطاعت التواجد في بعض المناطق .. والآن لهم بقايا في الجنوب" ، واتهم "الجهات والقوى المتنفذة التي تحكم اليمن" بتوفير الآليات والوحدات العسكرية التي تمكنت القاعدة بها من السيطرة العام الماضي على محافظة أبين.

وتابع :"لو تركوا لنا الجنوب سنستطيع أن نحقق الأمان للجنوب ولمنطقة البحر العربي كله وسنطهره من العصابات والميلشيات".

وأبدى البيض اندهاشه من التقرير الصادر عن مجلس الأمن والذي يتهمه والرئيس علي صالح بعرقلة جهود المصالحة الوطنية باليمن ، وقال :"سألت المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر عما إذا كان ورد شيء في تقاريره عني أو يتعلق بي وكانت إجابته أن اسمي لم يرد أبدا في أي تقرير" ، وأضاف :"ولكن الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن يمكنها أن تفعل ذلك .. إنهم يساوون بين الضحية والجلاد ، بين شخص كان ولا يزال يحكم وبين شخص يعيش منذ أكثر من عشرين عاما بعيدا عن وطنه".

وتابع :"أما دعمي وتأييدي للحراك الجنوبي فهذا حقنا ونحن مؤمنون بقضيتنا .. وحراكنا سلمي منذ بدأ عام 2007 .. ولا صحة لما يتردد عن تسليحه".

وأردف :"لقد سقط منا ما يقرب من 20 قتيلا ومئات الجرحى نتيجة الأفعال الإجرامية التي تمارس ضدنا منذ نهاية شباط/فبراير الماضي ، فضلا عن قائمة مفتوحة دائما للمعتقلين".

وردا على تصريح هادي بأن "فك الارتباط بين الشمال والجنوب لن ينجح ويكفي اليمن 50 عاما من الصراعات الدامية" ، قال البيض :"نحن لسنا دعاة انفصال ، نحن نريد أن نستعيد حقنا في وجود دولتنا الجنوبية وأرضنا وثرواتنا المنهوبة ونريد من العالم أن ينصت لنا ويأتي بقوة من الأمم المتحدة لتحل محل مليشيات ووحدات الشمال الموجودة لدينا بالجنوب".

وشدد على أن أي حوار أو حديث لا يتضمن فك الارتباط بين الشمال والجنوب أمر لا يحقق طموحات شعب الجنوب الذي لن يقبل بأقل من استعادة دولته وثرواته المنهوبة ، معربا عن يقينه بوجود أمل كبير في انتصار قضية الجنوب رغم انشغال القوى الدولية والإقليمية بأكثر من أزمة مسلحة بالمنطقة ، وقال :"نحن نبذل الجهود ولن نيأس أبدا وبفضل اتصالاتنا مع أشقائنا العرب ومع الأمم المتحدة سنجد طريقا لنصرة القضية الجنوبية".

جاكلين زاهر
الاحد 17 مارس 2013