نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


عمل العراقيات في الأجهزة الأمنية بين العيب والتقاليد والحاجة الأمنية والمادية





بعقوبة - عمل النساء في الاجهزة الامنية ، صعب للغاية في العراق ، بسبب عادات وتقاليد المجتمع الذي يرفض فكرة انخراط المرأة في مضمار الاجهزة الامنية ، باعتبار ان المجتمع يعتقد " أن عمل المرأة في الاجهزة الامنية يسيء إلى سمعتها ، وبالتالي هناك رفض كبير تعاني منه في بادئ الامر كل الفتيات العراقيات من العائلة ، لكن درجته انخفضت ألى حد معين مع بروز اهمية دور المرأة في الحد من الهجمات الانتحارية التي تنفذها النساء الانتحاريات ورصد الجماعات المسلحة وحمل الاسلحة في اثناء عمليات المداهمة والتفتيش


عمل العراقيات في الأجهزة الأمنية بين العيب والتقاليد والحاجة الأمنية والمادية
وبهدوء ونظرة شوق إلى تلك المراسيم ، اوقفت الشرطية ، سناء قيس ، موكب زفاف كان يمر من نقطة للتفتيش تعمل بها وسط مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شمال شرق بغداد، لتتقدم نحو عجلة مدنية مزينة بالورود والاشرطة الملونة ، تحمل العريسان وتقدم التهاني لهما وتطلق زغاريد عفوية وهي تتمنى لهما الخير والنجاح بحياتهما الاسرية القادمة ، معبرة عن املها بان ترتدي فستان زفاف ابيض بدلا من البزة الرسمية الزرقاء اللون ، المطرزة باشارة مميزة وعليها العلم العراقي.
وقالت قيس وهي شابة ، تجاوزت العقد الثالث من عمرها انها انضمت إلى جهاز الشرطة العراقية منذ ثلاث سنوات تقريبا ، وهي تنتمي إلى عائلة فقيرة الحال مكونة من 12 فردا، حيث ارغمتها الظروف المعيشية الصعبة لاسرتها ، على الانخراط في العمل الامني.
وأضافت" أن بداية العمل صعبة للغاية ، حيث ظهرت انذاك بوادر سيطرة الجماعات المسلحة على الاحياء السكنية في مدينة بعقوبة وضواحيها، وكان افراد القوات الامنية من اولى اهدافها ، حيث قتل المئات من افراد الشرطة ، سواء كانوا من الذكور أو الاناث ، مؤكدة ان حياتها كانت في خطر دائم ، لكنها واجهت الامر بشجاعة ونجحت في الاستمرار بالعمل حتى هذا اليوم".
وأكدت قيس أن النساء المنخرطات في الاجهزة الامنية ، يفقدن الكثير بسبب عملهن ، ولعل الزواج وتكوين أسرة في مقدمة ذلك ، مشيرة إلى إن حظوظ المرأة الشرطية في الزواج منخفضة جدا ، حيث ان الشباب للاسف وبسبب الافكار الغير صحيحة عن عمل النساء في الاجهزة الامنية ، يستبعدون فكرة الارتباط بإمرأة تعمل في هذه الاجهزة.
وبابتسامة خفيفة اوضحت قيس"إن عملنا في الاجهزة الامنية ، تضحية للمجتمع ، للحفاظ عليه من شر الجماعات المسلحة ، ودعم عوائلنا وتوفير لقمة المعيشة لهم ، يقابله مجازفة بفرصة الارتباط وتكوين أسرة أي بمعنى ادق هناك تضحية مقابل عملنا ، وهذا ما فرضه المجتمع للاسف".
وتشير المصادر الامنية في محافظة ديالى ، ان هناك نحو 400 إمرأة في جهاز الشرطة العراقية ، اغلبهن يعملن في اطار نقاط التفتيش الموجودة عند بوابات الدوائر الامنية والحكومية والطرق الداخلية في مراكز المدن .
وتعرضت العشرات منهن للاعتداءات المسلحة ، وفارقن الحياة اثناء فترة التدهور الامني خلال السنوات الماضية حيث اعتبرت الجماعات المسلحة ، عمل المرأة في الاجهزة الامنية بمثابة "خيانة للاسلام ، وصدرت فتاوى لملاحقتهن وقتلهن ". من جهتها ، ترى الشرطية نعيمة اسماعيل (27عاما) ان كل إمرأة تفكر جديا بالزواج وتكوين اسرة واطفال ، قد لا تحصل على هذا الحلم ، اذا كانت في سلك الشرطة وقالت"هناك حقيقة لابد ان ندركها أن فرصة اي امراة تعمل في الاجهزة الامنية بالزواج تكون محدودة ، وذلك بسبب مايروج من شائعات وقصص سيئة تناقلها المجتمع وبقت عالقة في ذهنه عن عمل النساء في الاجهزة الامنية"، مستدركة "برغم ان الكثير من طبقات المجتمع تقر باهمية عملنا، لكن واقع الحال يفرض علينا اما ترك فرصة العمل او المجازفة ونسيان حلم تكوين اسرة واطفال". وفي هذا السياق، قال الباحث الاجتماعي بلال الخزرجي، إن المجتمع يحوي الكثير من الاراء والافكار الخاطئة التي استمرت دون اي تغير ، ومنها النظرة إلى عمل المرأة في الاجهزة الامنية ، حيث كان ينظر الى ذلك الامر بانه"عيب وخطيئة ، فضلا عن كونه فوق طاقتها"، ومع ان المجتمع اقر مؤخرا بالدور الفاعل لهذه المرأة بعد ان"برهنت عليه الاحداث الماضية ، لكن لايمكن القول ان نظرة المجتمع تغيرت بشكل كبير، لذا نرى تاثيرها يبرز في اطار الزواج والتقدم لخطبة إمرأة تعمل شرطية وهذا الامر يكون صعبا بحقيقة الامر".
وأشار الخزرجي إلى أن حظوظ الشرطيات او زميلاتهن المنخرطات في الاجهزة الامنية ربما يكون قليلا في الحصول على زوج ولهذا فان تمسكهن بالوظيفة يعد مجازفة، الا اذا تمكن الزمن والتغيير الثقافي من تعديل افكار الشباب ومجتمعاتهم.
وحول خطورة الارتباط بأمرأة من سلك الشرطة ، قال الشاب عمرسعدي منهل (25سنة) طالب جامعي انه لايفضل الارتباط بإمرأة تعمل في الجهاز الامني ، وذلك لما يحمله عملها من مخاطر على حياتهما معا، فضلا عن نظرة المجتمع لمثل هذا الزواج ، مبينا ان خياراته كثيرة في اختيار شريكة حياته ، وبالطبع لن تكون بينهم شرطية.
ويسانده جهاد نبيل وهو شرطي عراقي يبلغ من العمر(29عاما) ويعمل في نقطة تفتيش في ضواحي بعقوبة الشرقية بالقول "ان فكرة الزواج من امراة تعمل في الاجهزة الامنية امر مستبعد "،موضحا اعرف الكثير منهن وتربطني علاقات جيدة كزميلات مهنة ، لكني لا استطيع تجاوز المجتمع فهو اقوى مني في هذا الاتجاه

وكالات - شينخوا
السبت 29 غشت 2009