نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


عن حادثة مدرسة المدفعية في كتاب




((خرجنا من عند أستاذنا البوطي، صامتين، لم ننظر في وجوه بعضنا، ولم ننبس ببنت شفة، كان الأمر بشعًا جدًا، أن يُخْدَع رجل كالبوطي العالِم النِحرير! ولمن سنشكو البوطي؟ أنشكوه إلى الجدّ؟! الذي يفكر بطريقة مماثلة غير أنه لا يثق بهذا الرئيس ولا بحزبه ولا بحكومته، لا يصدقهم، ولا يُكِّن لهم أدنى قدر من احترام، ويعتبرهم أعداء ألداء، مُغْتَصبي الحكم، وعلينا –كما يردد- أن نصبر ونحتسب حتى يخلصنا الله منهم


 
- ألا ترى يا جدو ما يفعلون من تغييرات بالغة الخطورة في تركيبة حياتنا؟
- نحن مأمورون بالصبر.
- يا جدو.. نصبر نصبر، ولكن ريثما يهلك هذا الرئيس، سوف تكون البلد قد أُهْلِكت معه وتبدلت هويتها ومعالِمها.
- أنا لا أفتي أحدًا بحمل السلاح.
- يا جدو ألم تر ما حصل في مدرسة المدفعية قبل عامين؟ وماذا كشفت تلك العملية الرهيبة.
- ذلك عملٌ كما وصفتيه "رهيب"، وما كان ينبغي أن يقوم به من قاموا به، نَكِل نياتهم إلى الله، ونعتقد أنهم اجتهدوا فأخطأوا.. ذلك إثخانٌ في القتل في غير مكانه.
- أتفق معك يا جدي في هذه النقطة، ولكن الناس كل الناس من حولنا يعتبرونها عملية بطولية، ولا يجرؤ أحد على المجاهرة برأيه.
- وأين هي البطولة في قتل شباب محاصرين بهذا الشكل، وإحداث مجزرة؟!.. المجازر ليس لها إلا اسم واحد فقط: مجازر.
- كان ذلك محاولة لوضع حد لتطييف الجيش ياجدي، شيء مخيف جدًا هذا الذي حدث، وشيء مخيف أكثر كان الذي يحدث دون علم الناس، تسريح مئات الضباط الذين ينتمون لأغلبية الشعب، وجعل الجيش مقتصرًا على أقلية لا تُشكِل ولا اثنان في المائة من تعداد الشعب، لا بد أن النقيب "ابراهيم اليوسف" الذي قام بهذه العملية، قد لاقى الويلات من الضباط الطائفيين في مدرسة المدفعية التي جرت فيها الحادثة.
-قصدك.. المجزرة! ما هكذا يتم التغيير، ولا هكذا يمكن مواجهة الحكام الظَلمة.
- يا جدو هؤلاء ليسوا حكامًا ظلمة، هؤلاء حكام يريدون القضاء على هذا الشعب، جملة وتفصيلاً.
- لا يمكن القضاء على الشعوب.
- بلى يا جدو.. بتغيير هويتها.
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
- يا جدو.. أنا لم أفهم ما حدث في مدرسة المدفعية في ذلك الحين إلا من إذاعة لندن!، نحن في بلادنا ولا نعرف ماذا يجري فيها!، ولكن هذه الحكومة ليس في نيتها فعل الخيرات، وما يفعلونه في السرّ، تقابله عمليات المقاومة السرّية هذه، ونحن.. أي عامة الشعب "آخر من يعلم".
غضب جدي، وقال: نحن مأمورون بالصبر والدعاء.. حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً.
تركني جدي في حالة قهر وحزن عميق، وما عدت أتجرأ على الخوض في هذا الحديث معه من جديد، ماذا نفعل؟! إلى من نلجأ نحن الشباب؟! وكيف يمكن لسورية الخروج من هذه المخاضة التي امتلأت بالدماء؟!.. هل كانت وجهة نظر جدي والبوطي هي الصواب؟ وكيف يمكن لهذا الشعب أن يستفيق من غفلته ما لم تهزه زلزلة توقظه من أحلامه القذرة، وتضعه على الطريق الصحيح.
أحب جدي ، وأحترم أستاذي ، لكنني كنت أكره فيهما كليهما هذه الطريقة الغريبة لِما كنت أسميه إذعانًا واستكانة للبغاة المستبدين.
أننتظر أن يأتوا علينا جميعًا ونحن جلوسٌ نتفرج؟ أيستقيم أن نسكت وهم يَعتقلون حتى الأطفال من مُرتادي بعض المساجد أو المنتديات لأن رجلاً معارضًا كان يرتاد ذلك المسجد ؟! أو لأن أحدهم ألقى تحية ذات يوم على أحدهم الذي كتب شيئًا في مجلة وراء الحدود؟!.. بل لقد قاموا باعتقال عائلة العلواني في حماة بأكملها، ثلاثمئة إنسان، رجالاً ونساءً كبارًا وصغارًا ورُّضعًا، ليضغطوا على "مهدي العلواني" فيسلم نفسه، كانوا يتهمونه بالوقوف وراء بعض تلك الاغتيالات التي شهدتها البلاد.
شاب في العشرين من عمره.. يخيف دولة الخوف، ويقلب المنضدة على رؤوس رؤوسها.
مع الطغاة المجرمين لا ينفع الحوار الهادئ! مع القتلة الأوباش كيف تستقيم المهادنة..))
--------------------
ص16/ ص17
 من كتاب - مور ا في_مدري لنوال السباعي

د . نوال السباعي
الجمعة 5 غشت 2016