جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، أُعلنت فيه بنود "البيان الختامي" للقمة و"إعلان العلا".
وأضاف الوزير أن "القمة الخليجية أعلت المصالح العليا لمنظومة التعاون، وأكد البيان الختامي العلاقات الراسخة ودعا لتوطيدها واحترام مبادئ حسن الجوار".
وأشار إلى أن "قمة العلا" تفتح صفحة جديدة لاستقرار الخليج وتضامنه، و"مهما بلغت الخلافات بالبيت الخليجي فإن حكمة القادة قادرة على تجاوز ذلك".
وتابع: "لم تكن القمة لتحقق أهدافها لولا التكاتف والدور الهام للكويت والولايات المتحدة".
ووفق الوزير فإن البيان يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها.
وأكد وزير الخارجية السعودي خلال المؤتمر أن "ما جرى اليوم هو عودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول الأربع وقطر". وأعرب عن ثقته باستمرار اتفاق المصالحة الخليجية.
وقال في الوقت ذاته: "من المهم أن يكون لدول المنطقة موقف موحد وواضح تجاه التهديدات الإيرانية".
وعقدت القمة الخليجية الـ41 في مدينة العلا شمال غربي السعودية، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد للمرة الأولى، وتُوِّجت بتوقيع قادة دول الخليج البيان الختامي و"بيان العلا".
لقاء بين بن سلمان وأمير قطر
لقاء بين بن سلمان وأمير قطر
وعلى هامش القمة بحث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الثلاثاء مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني "سبل تعزيز العمل الخليجي".
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عُقد اللقاء في قاعة مرايا بالعلا شمال غربي المملكة.
ويعد هذا اللقاء الثنائي الأول من نوعه مع السعودية منذ سنوات بعد إبرام اتفاق لإنهاء الأزمة الخليجية المتفاقمة منذ 2017.
وجرى خلال اللقاء "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز العمل الخليجي المشترك".
وحضر اللقاء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
كما اصطحب ولي العهد السعودي، أمير قطر، في جولة بمدينة العلا التاريخية التي احتضنت القمة الخليجية رقم 41.
ومساء الثلاثاء أعلن الديوان الأميري القطري مغادرة أمير قطر السعودية بعد مشاركته في "قمة العلا"، معبراً عن شكره للملك سلمان وولي عهده على الحفاوة وحسن الاستقبال.
وشهدت العلاقات بين البلدين شبه قطيعة منذ 5 يونيو/حزيران 2017، بعدما فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً برياً وجوياً وبحرياً على قطر بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة وتعتبره "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
وللمرة الأولى منذ أكثر من 3 سنوات يشارك أمير قطر في القمة الخليجية التي عقدت الثلاثاء وأسفرت عن اتفاق للمصالحة.
وفي مايلي النص الكامل لبيان العلا الصادر امس بتوقيع جميع الدول التي حضرت القمة
وفي مايلي النص الكامل لبيان العلا الصادر امس بتوقيع جميع الدول التي حضرت القمة
إعلان العُلا الصادر في الدورة (41)
إعلان العُلا الصادر في الدورة (41)للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
“قمة السلطان قابوس والشيخ صباح”
العُلا – المملكة العربية السعودية
21 جمادى الأولى 1442هـ – الموافق 5 يناير 2021م
أكدت قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الحادية والأربعين، “قمة السلطان قابوس والشيخ صباح”، على الأهداف السامية لمجلس التعاون، التي نص عليها النظام الأساسي، بتحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء في المنطقة.
ويعقد مواطنو دول المنطقة الأمل بأن يعيد “بيان العُلا”، الذي تم التوصل إليه في هذه القمة، العمل المشترك إلى مساره الطبيعي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة.
ويؤكد توقيع جمهورية مصر العربية على بيان العُلا، توثيق العلاقات الأخوية التي تربط مصر الشقيقة بدول المجلس، انطلاقاً مما نص عليه النظام الأساسي بأن التنسيق والتعاون والتكامل بين دول المجلس إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية.
لقد أظهر تحدي جائحة كورونا المستجد ما يمكن تحقيقه من خلال التعاون بين دول العالم في مواجهة هذا الوباء، حيث تمكنت مجموعة العشرين من تحقيق إنجازات غير مسبوقة خلال فترة رئاسة المملكة العربية السعودية في هذا المجال. ولا شك أن مواجهة الجائحة ومعالجة تداعياتها تتطلب تعزيز العمل الخليجي المشترك وعلى وجه الخصوص ما يلي:
- التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته (36) في ديسمبر 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وبلورة سياسية خارجية موحدة.
- تفعيل دور “المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها” الذي تم تأسيسه في هذه القمة، انطلاقاً مما تضمنته رؤية خادم الحرمين الشريفين، وتمكينه بشكل سريع من تنسيق العمل الخليجي المشترك لمواجهة جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة.
- استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، وتحقيق المواطنة الاقتصادية الكاملة، بما في ذلك منح مواطني دول المجلس الحرية في العمل والتنقل والاستثمار والمساواة في تلقي التعليم والرعاية الصحية، وبناء شبكة سكة الحديد الخليجية، ومنظومة الأمن الغذائي والمائي، وتشجيع المشاريع المشتركة، وتوطين الاستثمار الخليجي.
- الاستفادة مما تم تطويره من أدوات متقدمة للتعاون في إطار مجموعة العشرين، خلال فترة رئاسة المملكة العربية السعودية، في جميع المجالات، بما في ذلك تحفيز الاقتصاد، وإشراك قطاع الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني وتمكين المرأة والشباب بشكل أكبر في التنمية الاقتصادية، وتشجيع المبادرات المتعلقة بالاقتصاد الرقمي، وتكليف الأمانة العامة للمجلس بالمتابعة ووضع الخطط والبرامج لتنفيذ ذلك بالتعاون مع بيوت الخبرة المتخصصة.
- تنمية القدرات التقنية في الأجهزة الحكومية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ضماناً لسرعة وكفاءة تنفيذ الخدمات والإجراءات، وتطوير المناهج التعليمية والرعاية الصحية والتجارة الرقمية. وتعزيز التعاون بين مؤسسات المجلس ومنظمة التعاون الرقمي التي تأسست عام 2020م، بما يحقق مصالح دول المجلس.
- تعزيز أدوات الحوكمة والشفافية والمساءلة والنزاهة ومكافحة الفساد من خلال العمل الخليجي المشترك وفي كافة أجهزة مجلس التعاون ومكاتبه ومنظماته المتخصصة، والاستفادة مما تم الاتفاق عليه في إطار مجموعة العشرين و”مبادرة الرياض” بشأن التعاون في التحقيقات في قضايا الفساد العابرة للحدود وملاحقة مرتكبيها، لما يشكله الفساد من تأثير كبير على النمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، والثقة المتبادلة بين الحكومات والشعوب.
- تعزيز التكامل العسكري بين دول المجلس تحت إشراف مجلس الدفاع المشترك واللجنة العسكرية العليا والقيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون، لمواجهة التحديات المستجدة، انطلاقاً من اتفاقية الدفاع المشترك، ومبدأ الأمن الجماعي لدول المجلس.
- استمرار الخطوات التي قامت بها دول المجلس، ومجموعة العشرين برئاسة المملكة العربية السعودية، لمواجهة الجائحة وتخفيف آثارها محلياً وإقليمياً ودولياً، بما في ذلك مساعدة الدول الأقل نمواً في المجالات الصحية والاقتصادية.
- تعزيز الدور الإقليمي والدولي للمجلس من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات الاستراتيجية بين مجلس التعاون والدول والمجموعات والمنظمات الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة.
وقد أكدت قمة “السلطان قابوس والشيخ صباح” ما يوليه قادة دول مجلس التعاون من حرص على تعزيز مكتسبات المجلس، وتحقيق تطلعات المواطن الخليجي، وتذليل كافة العقبات التي تعترض مسيرة العمل المشترك.
صدر في مدينة العُلا- المملكة العربية السعودية
يوم الثلاثاء 21 جمادى الأول 1442هـ الموافق 5 يناير 2021م