نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


في آخر جلسات منتدى الإعلام العربي بدبي .. عمرو أديب يجنح كثيراً ويثير استهجان الحضور




دبي - رائدة دعبول ـ على الرغم من أن جلسة العمل الثامنة والأخيرة في منتدى الإعلام العربي بدبي جاءت تحت عنوان "لا تُقاطعني.. لباقة الحوار وفضيلة الإنصات"، إلا أن الإعلامي عمرو أديب "سقط" في فخ القُطرية بعد أن توجهت إليه إحدى الإعلاميات الجزائريات باستفسار انصب حول الهجوم الذي شنه على الجزائريين قبل وبعد مباراة كرة القدم بين الفريقين المصري والجزائري للتؤهل إلى المباراة النهائية في كأس الأمم الأفريقية، ولم يكن من عمرو أديب إلا أن أجابها بلغة بعيدة حتى عن عنوان الجلسة، وطلب منها متهكماً أن تتحدث باللغة العربية..


الإعلامي المصري عمرو أديب
الإعلامي المصري عمرو أديب
وبالطبع فضحت الشاشتين الكبيرتين الموضوعتين إلى يمين ويسار المنصة تعابير عمرو أديب، فالكاميرات الموضوعة على "الكرينات" كانت ترصد كل حركة من حركات المتحدثين، وكل نأمة يمكن أن تصدر عنهم بسبب الحساسية العالية للميكروفونات.
وفي تلك الجلسة الساخنة التي عقدت أمس صفق الجمهور غير مرة، ليس لعمرو أديب الذي كان الممثل الأوحد على المنصة، إنما لأنه ضاق ذرعاً بطريقة حديث أديب، وبحديثه نفسه، وبردوده التي لم تعجب الأغلبية.

"لا تُقاطعني.. لباقة الحوار وفضيلة الإنصات"، جلسة جيدة بامتياز، سواء بمديرها د. عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، أو بالمتحدثين فيها، وحتى بمداخلات الحضور، فقد طرح د. عبدالخالق هذا المحور الذي يتعلق حصراً بالبرامج الحوارية التي تبثها القنوات الفضائية العربية، وقد استضيف للحديث حول تلك البرامج كل من الإعلاميين مارسيل غانم مقدم برنامج "كلام الناس في قناة إل بي سي ، وتركي الدخيل مقدم برنامج "إضاءات" في قناة العربية، وعمرو أديب مقدم برنامج "القاهرة اليوم" في قناة اليوم التابعة لشبكة أوربت، ومحمد النغميش الكاتب والمختص في الإدارة بصحيفة الشرق الأوسط، لمن "نجماً" مهماً غاب عن الجلسة، وهو الإعلامي فيصل القاسمي الذي يقدم برنامح "الاتجاه المعاكس" في قناة الجزيرة، وقال د. عبدالخالق إما أن القاسم غاب لعذر، أو أنه خاف من الحضور باعتبارهم جمهوراً، فصفق الجمهور ربما موافقة أو اعتراضاً على كلام الدكتور، ولو أن فيصل القاسم جاء متأخراً لكان أفضل من ألا يأتي أبداً..

بدأ د. عبدالخالق بسؤال طرحه على المتحدثين، وهو يتعلق بفن الإنصات وآداب الحوار، ومتى يجب أن يقاطع مقدم البرامج ضيفه، ثم أعطى الكاتب محمد النغميش الفرصة للحديث، فقدم النغميش نتائج دراسته العلمية التي ضمها كتابه الذي يدور حول آداب الحوار والاستماع، وقال إن 70% من العرب المشاركين في البرامج الحوارية التلفزيونية لا يتحلون بآداب الحوار، ويقولون كلمات بعيدة عن اللياقة، كما يقاطعون محدثهم بطريقة تشتت أفكار المتحاورين فيرتبكون، كما أن 57 % من المتكلمين يتعرضون إلى مقاطعة حديثهم، ويستمرون في الكلام دون توقف غير آبهين بمن يقاطعهم، وقد حان الوقت لتسليط الضوء على آليات الحوار في الفضائيات، وهل المقاطعة شرط أساسي من شروط التقديم؟"، معتقداً أن المقاطعة هي أداة يستخدمها المحاور ليدير دفة الحوار، كما أنها تأتي بسبب عدم التكافؤ بين المتحاورين، أو لإنقاذ الضيف، أو لإعادته إلى محور النقاش إذا خرج عنه، مضيفاً أنه "في ظل هذا الوضع يجب علينا أن ندرب مقدمي البرامج على كيفية الحوار، وإعادة النظر في آليات الحوار لنقل صورة ناصعة عن الإعلام العربي تعكس بدروها صورة إيجابية للمجتمع العربي".

تركي الدخيل الإعلامي الهادئ كعادته كان ذكياً في رده، فأوضح أن طرائق تقديم البرامج الحوارية متعددة، وقوالبها كثيرة، فلكل مقدم طريقة، ولكل حوار قالب، فمرات الضيف هو الذي يفرض على المقدم طريقة معينة، فإذا كان الحوار فاتراً اضطر إلى مقاطعة ضيفه وطرح سؤال عليه لتسخين الجو، في حين أنه يفعل العكس إذا كان الضيف متحمساً، فالدخيل لا يقاطع من أجل المقاطعة، إنما من أجل البرنامج الحواري ذاته، آخذاً دائماً المشاهد بعين الاعتبار.

وأكد أنه حين يقاطع الضيف فإنما يكون ذلك لصالح البرنامح، حتى وإن اضطر المقدم إلى تجاوز الخط الأحمر قليلاً، وبالتالي فإنه ليس في الأمر تمثيلاً وحباً للظهور على حساب الضيف، قليلاً، وعلى الرغم من ذلك فإن للمشاهد كامل الحق والحرية بأن ينتقل إلى قناة أخرى إذا لم يعجبه ذلك، والخيارات أمامه كثيرة، وكأن الدخيل يقول: "إنني أضبط إيقاع برنامجي".
أديب..يسهب ويتهكم منذ أن سلّم د. عبدالخالق دفة الحديث للإعلامي عمرو أديب، بدا البون شاسعاً بين طريقة أديب وطريقة الدخيل، فالأول ـ أي أديب ـ كان كعادته، انفعالياً، ومتحمساً، ومبالغاً أيضاً حتى بطريقة ترحيبه بالعالم أحمد زويل، وقد أكد أديب أن التعامل مع الضيف العربي صعب جداً، فهو ـ أي الضيف ـ "يحتاج إلى تسخين أكثر من نصف ساعة"، ويتهرب من الإجابة عن الأسئلة، وإن تكلم فإن يغرق في تفاصيل لا داعي لها، وبين كل ذلك يبقى دور المحاور منصباً على تقديم المعلومة المفيدة والصحيحة للمشاهد، وإدخال شيء من الترفيه لجذبه، ومن هنا فإنه لابأس من مقاطعة الضيف، والضغط عليه أيضاً.

استرسل الإعلامي عمرو أديب في الحديث، وأسهب وأطال في تقديم الأمثلة والشروحات، ودارت معظم أمثلته حول "من قتل زينب؟"، وحول حادثة القطار الذي قضى فيه عشرات المصريين، فإذا كان الضيف غربياً فإنه يقول: لا أعرف، أو فلان، أو اسألوا فلان، أما الضيف العربي فعكس ذلك تماماً، لا يقدم إجابة واضحة، ومن هناعلى المحاور أن يضغط على الضيف ليأخذ المعلومة منه

هذا الاسترسال دفع د. عبد الخالق عبدالله لمقاطعة أديب بطريقة جد لبقة وذكية أسعدت الحضور، ثم أعطى الحديث للإعلامي مارسيل غانم مقدم برنامج "كلام الناس" السياسي منذ عام 1990، وكان غانم حاضراً بقوة على المنصة، ليس بـ "الشو" كما فعل سابقه، إنما بتهذيبه الجم، وقال أنه يخالف رأي النغميش بأن "70% من المشاهدين العرب لا تجذبهم البرامج الصاخبة، موضحاً أن الحلقات المثيرة للجدل هي التي تثير اهتمام الجهمور الذي يبحث عن التسلية والمتعة، ومن هنا فإن المقدم أمام تحدّ كبير في البحث عن طريقة تجذب المشاهد في ظل المنافسة الشديدة التي تشهدها الفضائيات العربية، والمنافسة أيضاً في البرامج الحوارية السياسية، كما على المقدم أن يبحث عما يريده الجمهور، وتقديم برنامجه في قالب عفوي.

وفي ختام الجلسة ترك د. عبدالخالق الفرصة للحضور لطرح أسئلته، والتي كانت في غالبيتها موجهة للإعلامي أديب الذي ظل حتى نهاية الجلسة يرد بطريقة أثارت الجدل كثيراً، وتحديداً حينما أراد فتح ملف الجريمة التي ارتكبها بعض من أهالي قرية كفرمايا اللبنانية بحق المصري الذي كان قد قتل أربعة أفراد من تلك العائلة، ومن القرية ذاتها، وهذا الأمر رفع من حساسية الحضور على اختلاف أصوله ومنابته العربية، ودفع نسبة لا بأس منه للمقارنة بين كل المتحدثين وبين أديب نفسه.

رائدة دعبول
الجمعة 14 ماي 2010