نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( الحركة ليست بركة دائماً )

22/05/2024 - حازم نهار *

بين الجنون والسجون

22/05/2024 - إلياس خوري

سورية.... الخروج من المستنقع

22/05/2024 - علي العبدالله

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*


في الطريق الى موسكو




....لا تحتاج لنظارات مقربة لتلاحظ حجم التلميع الذي بدأت تحظى به “ هيئة التنسيق السورية “ بين ما يسمى بأصدقاء سوريا ٫ وهذا لا يشمل مصر فقط ٫ فالسعودية تقوم بقسطها مع انها كانت الام الرؤم للائتلاف بعد قطر كما انها كانت السبب - بعلمها او دونه - في معظم خلافاته ومنازعاته .


 
وهناك تفسيران لهذا الاعجاب المفاجئ بهيئة التنسيق الاول سلبي يراه اصحابه على انه تراجع صريح من الدول الاقليمية عن دعم الشعب السوري وهذه واضحة ولا تحتاج لأدلة كثيرة فالدول الاقليمية لا تستطيع مهما استقلت نسبيا عن عرابيها ان تخرج عن فلك رعاتها وحماتها الدوليين حتى في المسائل الانسانية ناهيك عن العسكرية .
أما التفسير الثاني ٫ فاقل سلبية ويعتقد حملته واصحابه انه بمعاملة الهيئة على قدم المساواة مع الائتلاف يمكن تخفيف مخاوف النظام السوري من الذهاب الى موسكو آخر الشهر القادم ٫ فحسن عبد العظيم في النهاية ليس غيفارا ولا هوشي منه ٫ وربما كان هو المؤهل أكثر من غيره لتشكيل حكومة ان لم تكن عميلة بالكامل ٫ فهي حسب الهامش المتاح داخليا وخارجيا شبه عميلة على غرار حكومة فيشي في فرنسا اثناء الاحتلال النازي لأنها مبرمجة اصلا لتتعامل مع الاحتلال الايراني بشروطه وشروط صبيانه في دمشق بانتظار دخول القوات التي تحرر العاصمة من هذا الاحتلال ورموزه “ الاسدية - المملوكية - الحسنية “ .
ولأن بعض رموز الائتلاف يتخوفون من هذه الحالة التي تحيلهم من ممثل وحيد الى ممثل كومبارس تراهم يتحركون بحذر ٫ويصرحون بذعر لدرجة ان عبارة “ اسقاط النظام بكافة اشكاله ورموزه “ لم تعد ترد ابدا في تصريحاتهم مع انها المبرر الوحيد لانشاء ذلك الائتلاف الذي خدم المصالح الاقليمية اكثر مما خدم الشعب السوري تماما كما خدمت الهيئة النظام طيلة سنوات الثورة بتقديمها الغطاء السياسي للرماديين وماسكي العصا من الرسط وجماعة “ كنا عايشين “ .
وفي حين سيبدو الائتلاف كالمتراجع عن اهدافه والمذنب والمخطئ سياسيا بحق الشعب السوري ستقدم هيئة التنسيق نفسها في موسكو والقاهرة كفصيل سياسي صاحب رؤيا مستقبلية لم تشجع على العنف ويملك اصحابها استنادا الى ذلك الاحقية في قيادة المرحلة الانتقالية ٫ فهم وكما سيقال لاحقا لم يتعاونوا مع القوى الخارجية ضد بلدهم مع انهم في الواقع  كانوا ضيوفا دائميين في موسكو وطهران العاصمتان الداعمتان للعصابة الحاكمة  لكن النظام يغفر لهم ذلك بل هو من شجعهم عليه ٫ ومهد لهم تلك الدروب مع حلفائه ليظلوا تحت السيطرة ٫ فهذا بالضبط ما يريده نظام  مجرب بالخبث الاستخباراتي ٫ ويعرف كيف يتعامل مع شلة عبد العظيم وكيف يرعبها ويجعلها تبدل الوانها حسب طقسه السياسي .
والمضحك في حوار موسكو المزمع عقده ان لم تحصل مفاجآت ان موسكو نفسها غير متحمسة وغير متفائلة بقدر تفاؤل الهيئة التي تلقفت الفرصة وكأنها هدية من السماء ٫  فموسكو تعلم قبل الدعوة ٫ وبعدها ان فرص النجاح دون توافق دولي اقل من الصفر كما تدرك انه لا الائتلاف ٫ ولا هيئة التنسيق ٫ ولا الشيخ معاذ ٫ وقدري جميل ٫ ولا كل الاسماء المتنطعة لحوار الطرشان يمونون على مقاتل ميداني واحد على الارض ٫ فهناك يدور حوار آخر بالسلاح هو الذي سيحدد شكل المرحلة المقبلة .
ومن سوء حظ العصابة الحاكمة في دمشق وداعميها فإن الامور في الميدان لا تسير كما ترغب العصابة الاسدية ٫ فانتصارات وادي الضيف والحامدية ٫ وما يجري حول حلب من مقاومة شرسة افشلت خطط كتائب ابن انيسة والميليشيات الطائفية الداعمة لها واوقفت تقدمها عند حندرات مما دفن خطة المبعوث الدولي دي ميستورا في ادراجها قبل ان تصل الى مجلس الامن ٫ ودفن معها احلام النظام باحياء سياسة الهدن المحلية التي تتيح له الاستفراد بكل منطقة وفصيل على حدة علما انه وحسب احصائيات مراكز الدراسات الدولية نقض  حرفيا كل هدنة ابرمها من الهدن الست والعشرين التي تركزت معظمها حول حمص ودمشق .
ولا شك ان كل هذه الحيثيات لا تبشر بخير لا للائتلاف ولا للهيئة بل ربما يكون طريق موسكو الملغوم ما هو الا محاولة لجر الطرفين لمتاهة جديدة اعقد من متاهة جنيف ٢ فطالما ان اميركا لم تغير استراتيجية " فخار يكسر بعضه " قاصدة بذلك اطالة الازمة لابعد مدى زمني ممكن  ٫ فان موسكو لا تستطيع التحرك وحدها باتجاه الحل النهائي الذي يحتاج الى قرار دولي وقوات دولية .
وفي هذه الحالة التي تشير سلفا الى طريق مسدود ستحاول موسكو قدر الامكان الحفاظ على حلفائها في حالة موت سريري الى ان تقرر خدمة لمصالحها قطع الشريان الذي يمدهم بالحياة منذ ثلاث سنوات ٫ وعدة شهور ولولاه ٫ وهو والشريان الايراني واحد في هذه المرحلة لما كان في دمشق مكان لا لحسن عبد العظيم ولا لبشار الكيماوي ٫ ولكانت الامور قد اتخذت منحى آخر بدل ان تصبح سوريا تحت احتلال ايراني مباشر سهلته موسكو وحمته في الامم المتحدة بثلاث فيتوهات تاريخية لن ينساها السوريون ابدا للعاصمة التي تتظاهر الآن بالتعاطف مع الشعب السوري علما انها هي ٫  وطهران الفاعلان الاساسيان في كل ما أصابه من كوارث ومحن .

د . محيي الدين اللاذقاني
الاربعاء 31 ديسمبر 2014