نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


في اول يوم حرية جميل السيد يعتبر ديتليف ميليس عارا على القضاء الألماني




بيروت - ريتا ضو - منذ الصباح الباكر، بدأ اللواء جميل السيد يستقبل المهنئين في فندق كورال بيتش المواجه لمنزله على شاطىء البحر في غرب بيروت، في اليوم الاول من حرية تاتي بعد اربع سنوات من السجن ويصفها "بانها شعور غريب يجب ان اعتاد عليه من جديد".
الرجل الذي استقال من منصبه كمدير عام للامن العام ومن السلك العسكري برمته قبل دخوله السجن "بسبب الضغوط السياسية"، يؤكد انه "سيتعاطى السياسة" انما ليس بهدف "الوصول الى منصب معين ووفق مخطط معين".


في اول يوم حرية جميل السيد يعتبر ديتليف ميليس عارا على القضاء الألماني
ويقول "في السجن لم يكن لدي الوقت لاخطط، بل الهاجس كان الحرية"، الحرية التي ينبري اصدقاؤه ومؤيدوه وافراد عائلته للاحتفال بها بشتى الوسائل.
على باب صالة السفراء في الفندق حيث يستقبل السيد (58 عاما) المهنئين، محاطا بافراد عائلته، علقت صورتان له، واحدة كتب عليها بالعربية "الحرية اول الحقيقة" والثانية بالانكليزية "اخيرا الحقيقة".
ومع الوافدين وبينهم سياسيون واعلاميون ووفود شعبية، باقات من الزهور وصوان من الحلوى والشوكولا.
في الشارع الذي يقع فيه منزله في منطقة الجناح، رفعت صورة ضخمة له مع الضباط الثلاثة الآخرين الذين كانوا مسجونين ايضا في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وكتب عليها كلمة "احرار" فوق كلمة اخرى مشطوبة باللون الاحمر "مطلوبون".
هي الصورة نفسها مع كلمة "مطلوبون" التي رفعت قبل اربع سنوات بعد مقتل الحريري في ساحة الشهداء في وسط بيروت في 14 آذار/مارس، يوم التظاهرة "المليونية" التي دعت الى خروج الجيش السوري من لبنان واقالة الضباط الذين كانوا محسوبين على النظام السوري.
الا ان السيد يؤكد ان "التحقيق سلك طريقا خاطئا". ويضيف "خلال اربع سنوات، تحدينا لجنة التحقيق الدولية والمحققين ليجدوا اي شيء ضدنا".
ويضيف "لم يتم استجوابنا الا خلال الاشهر الثلاثة الاولى، ثم تركنا لمدة ثلاث سنوات ونصف كنا خلالها نسأل باستمرار القضاء اللبناني واللجنة الدولية عن سبب احتجازنا، فيحيلنا الاول الى اللجنة واللجنة الى القضاء اللبناني. هذا غير مقبول ولا يمكن تخيله على كل المستويات".
ويؤكد السيد ان النائب سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، "مضلل من المحيطين به". ويقول "لا احب ان اعتبره شريكا (في الجريمة)، لكنه سيكون شريكا اذا لم يتخلص من المحيطين به"، مشيرا الى انه يعني بهؤلاء "اعلاميين وسياسيين وضباطا وخصوصا القضاة".
وينقل عن قضاة قولهم له خلال فترة احتجازه "ليس لدينا اي شيء ضدك، ولكن اذا افرجنا عنك، سيقطع الحريري رؤوسنا".
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، رفض مستشار الحريري هاني حمود التعليق على كلام السيد، الا انه قال "معروف ان سعد الحريري التزم منذ اليوم الاول عدم التدخل بالتحقيق في اغتيال والده لا في الجانب اللبناني ولا في الجانب الدولي".
وفاز الحريري، على رأس تكتل من احزاب وشخصيات، بالاكثرية في البرلمان في انتخابات اجريت بعد اغتيال والده وخروج الجيش السوري من لبنان في حزيران/يونيو 2005.
ولا يوفر السيد في انتقاداته اول رئيس للجنة التحقيق الدولية القاضي الالماني ديتليف ميليس الذي اوصى بتوقيف الضباط.
ويقول "ميليس ومعاونوه سيئون وهم عار على القضاء الالماني. لقد تصرفوا في قضيتنا بشكل اسوأ مما يجري في دول العالم الثالث"
باستثناء ميليس، يقول السيد انه يثق بالقضاء الدولي. "الآن وقد باتت القضية في يد المحكمة الدولية، هناك فرصة لتصحيح الامور وامل بالوصول الى الحقيقة".
واشار ميليس في تقريريه الاولين الى تورط مسؤولين لبنانيين وسوريين في اغتيال الحريري، بينما لم تشر تقارير لجنة التحقيق التي صدرت بعد ذلك الى هذه المسالة.
لم يتغير جميل السيد خلال اربع سنوات. لعله فقط يبدو دبلوماسيا اكثر ببزته الكحلية وربطة عنقه الحمراء والابتسامة التي لا تفارقه ولهجته اللطيفة مع الجميع، ما يناقض بشكل كبير صورة الرجل القاسي والواسع النفوذ التي كانت شائعة عنه.
سنوات السجن الانفرادي الطويلة امضى السيد قسما كبيرا منها في كتابة المذكرات والمطالعة.
ويقول لوكالة فرانس برس "في السجن، كنت اقاتل من اجل الحرية. كنت اكتب البيانات والمذكرات الموجهة الى القضاء واللجنة الدولية بخط يدي والمحامون يضعونها في الاطار القانوني".
ويضيف "كتبت 250 مذكرة، اي بمعدل مذكرة ونصف او اثنتين في الاسبوع. ولا ازال احتفظ باقلام الحبر التي استعملتها ويبلغ عددها 250: مئتان لونها احمر، فانا اميل لاكتب بالاحمر، انها عادة اكتسبتها في المهنة، وخمسون لونها ازرق".
ويتابع "قرات في السجن الكثير من كتب التاريخ، كل التاريخ من العصور القديمة حتى العصر الحديث مرورا بتاريخ الاديان، وخلصت الى ان كل شيء يتكرر في التاريخ، انما بوسائل مختلفة".


ريتا ضو
الجمعة 1 ماي 2009