يشار إلى أن الفيلم كان في الأصل مسلسل تليفزيوني وحقق نجاحا كبيرا ومعدلات مشاهدة تفوق الخيال، إلا أن إدارة الانتاج قررت بعد الموسم الثالث أن تغير استراتيجيتها بوقفه تجنبا للخسائر برغم ازدياد معدلات جمهور المشاهدين، مما دفع مبدعو العمل إلى اللجوء إلى الانترنت بحثا عن وسيلة لتحويل العمل إلى فيلم سينمائي طويل.
من جانبها أكدت شركة وارنر براذرز أنها ستتولى مهمة توزيع الفيلم والترويج له، إذا تمكن فريق العمل من الحصول على التمويل اللازم لتصويره.
ومن هنا ولدت فكرة البحث عن تمويل جماهيري للفيلم على موقع
(Kickstarter.com) على شبكة الانترنت، وهو موقع مخصص لدعم وتشجيع المبادرات ذات الطابع الثقافي والأدبي والفني. من خلال هذا الموقع المتميز تحول "فيرونيكا مارس" إلى ظاهرة، حيث نجح في تحقيق رقما قياسيا بعد أن جمع نحو مليوني دولار في أقل من أربع وعشرين ساعة، وفي النهاية حصل على التمويل اللازم، لتصبح ميزانية الفيلم 7ر5 ملايين دولار، مما مكن صناعه من إنجازه.
أثناء هذه التجربة أكد توماس استمرار بطلة المسلسل كريستين بيل معه لتلعب دور الشخصية الرئيسية في الفيلم، لأنها وفقا لوجهة نظره أفضل من يقوم بهذا الدور. تجسد الفنانة /32 عاما/ دور فتاة مراهقة، تجمع إلى جانب دراستها بالمرحلة الثانوية، مهنة مخبر سري خاص، تحت وصاية والدها، وهو خبير متخصص في هذا الموضوع. أثناء قيامها ببطولة المسلسل، كانت في كل حلقة تكشف غموض جريمة ما أو لغز محير، هذا جعل من شخصية فيرونيكا مارس بطلة أسطورية بين جمهور المراهقين.
بكل أسف سير المسلسل على هذا النسق مع هذه النوعية من الجمهور، لم يستمر إلا لموسمين فقط على قناة (UPN) وموسم ثالث على قناة أخرى هي (The CW Television Network). استغل توماس فترة التوقف لكتابة سيناريو الفيلم، وعرضه على شركة وارنر براذرز. في البداية رفضت الشركة مالكة حقوق المسلسل الأصلي الفكرة، إلا أنهم تراجعوا بعد ذلك بعد أن رأوا أن الريح مواتية وأن أموالهم التي استثمروها ستعود عليهم بفوائد كبيرة.
بحسب توماس، وافقت الاستديوهات على أن يكون موقع (Kickstarter.com) هو المعيار لمعرف مدى الاهتمام بالمشروع من عدمه. "قالوا لنا، إذا كنا قادرين على إثبات أن هناك قدر كاف من الاهتمام من جانب الجمهور، لتمويل الفيلم، فسوف يدعموننا"، أوضح المخرج الشاب. يشار إلى أن الموسم الأول بلغ 22 حلقة، وحقق نسبة مشاهدة تقدر بـ5ر2 مليون مشاهد، وهي أرقام مقبولة، ولكن الشركة اعتبرت أن هذه المعدلات لا ترقى لمستوى الأعمال التي تتصدر المراكز الأولى في كبرى شبكات التليفزيون الأمريكي.
يؤكد المخرج أن تطور الفكرة، ووصولها إلى المراحل النهائية ووتويج الفيلم بعرضه في دور السينما الأمريكية، يعد دليلا على قدرة الجماهير ، وكيف أن حبها لنجم أو عمل معين، يمكن أن يكون طاقة بلا حدود تساهم في طرح مشروعات وأفكار غير مسبوقة، كما انه من ناحية أخرى يعد بمثابة إزاحة عبء كبير عن كاهل الاستديوهات يتمثل في تحفيض الميزانية، ومن ثم هامش المخاطرة.
بالإضافة إلى هذه الأفكار الرائدة، لا يزال الفيلم يحمل العديد من المفاجآت، ومنها أنه سيكون بمقدور الجمهور مشاهدته في دور العرض، وفي الوقت نفسه متابعته من المنزل عن طريق تطبيق " view-on-demand " أو المشاهدة حسب الطلب، وهي خدمة تقلل من استغلال دور العرض ولكن لفترة محدودة، لا تزيد عن ثلاثة شهور. الطريف في الأمر أنها ستكون المرة الأولى التي يقوم فيها واحد من كبار استديوهات هوليوود بخوض تجربة مماثلة مع فيلم روائي طويل، وهو أمر يعطي بادرة إيجابية على أن الأمور بسبيلها للتغيير.
يبقى التعرف على مدى استجابة الجمهور مع نسخة أكثر نضجا تمت معالجتها بتقنيات مختلفة من "فيرونيكا مارس"، تبدأ أحداثها من نيويورك، ولكنها تنتقل بعد ذلك إلى مكان آخر عندما يتم اتهام الرفيق العاطفي للبطلة لوجان إيكولز بارتكاب جريمة قتل.