
مشهد من فيلم الافتتاح الهولندي
وبما أن "قنديل باب منارة ما يضّوي كان على البراني" كما يقول المثل الشعبي التونسي، أقيم المهرجان وها هو يبلغ دورته الثالثة، وقد ينافس أيام قرطاج السينمائية الذي تقيمه وزارة الثقافة مرّة كل سنتين بالتوازي مع أيام قرطاج المسرحية. علما وأن المهرجان حين انطلق في دورته الأولى كان يحمل فكرة الإهتمام بقيمة وأهمية الأزياء في صناعة السينما، وقد كرم كلوديا كاردينال آنذاك لما امتازت به من أناقة طيلة مسيرتها الفنية وعرض لها شريطين هما "الفهد " و" زوكو وأخواته".
الدورة الثالثة مهداة للمرأة المبدعة كاتبة ومخرجة ومنتجة، وقد صرح نيكولا مدير المهرجان، بأنه يهدي هذه الدورة التي وصفها بالواجهة السياحية والسينمائية التي تجمع ضيوفا من كل العالم، إلى السيدة الأولى ليلى بن علي حرم رئس الجمهورية التونسية لأنها مثال للمرأة التونسية العصرية .
نيكولا بروشي إختار لمهرجانه المقام على أرض تونس، أفلاما عالمية "نسائية" كتبتها سيدات وأخرجتها سيدات وتتناول في محتواها قضايا المرأة، كما إختار بروشي عضوات لجنة تحكيم المسابقة الدولية من النساء أيضا، ليحكّمن في المسابقة الرسمية للمهرجان للحصول على جائزة "عليسة".
وتضم لجنة التحكيم المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي المقيمة بفرنسا والتي تغيبت عن الافتتاح، والممثلة التونسية الصاعدة درة زروق التي شاركت بأدوار قصيرة في بعض الافلام المصرية أظهرت فيها موهبتها، والسينمائية الفرنسية ميراي دارك. وتترأس لجنة التحكيم الممثلة منى نورالدين مديرة فرقة مدينة تونس لمسرح.
السؤال الذي تطرحه "الهدهد" على الجميع : هل السيدة منى نورالدين أو الممثلة درة زروق وإلى حد ما مفيدة التلاتلي مختصات في السينما العالمية أو على الأقل مطلعات، ولهن الدراية الكافية بصناعة الأفلام في فرنسا وكوريا وايران وهولندا والمانيا والبوسنة والولايات المتحدة وتشيلي وكندا والصين وانكلترا حتى يحكمن فيها؟ طبعا دون الاستنقاص من قيمتهن كفنانات تونسيات لهن باع في ثقافتهن وبيئتهن، لكن يبدو أن هذا النيكولا وجد له مخرجا هذا العام ولنرى في السنوات القادمة ما هو فاعل ...
بفيلم إجتماعي هولندي إفتتح المهرجان حمل عنوان "دنيا وديسي" وقد صور الفيلم حياة عائلة مغربية تقليدية مهاجرة في امستردام وحياة عائلة هولندية متحررة صادف أن تجاورا في السكن، بطلتا الفيلم الشابة الهولندية ديسي والشابة المغربية دنيا، حركتا أحداث الفيلم بين أمستردام ومراكش والدار البيضاء وعدة مناطق من المغرب لتتمكنا في الأخير من جمع ثقافتين مختلفتين وبيئتين وديانتين رغم معارضة الأهل.