عبد الملك الخامري
ووصل رجل الأعمال عبدالملك الخامري الى العاصمـة صنعاء وسط ترحيب واستقبال كبير نظمـه أشقائـه، بعد أن قررت قبائل "بني ضبيان" الإفراج عنه إثر وساطات قام بها مشائخ قبليين وأعضاء في البرلمان اليمني.
وقال الشيخ محمد السالمي أحد مشائخ بني ضبيان إن الإفراج عن الخامري جاء إثر المساعي التي قامت بها الوساطـة، وأسفرت عن "تحكيم قبلي" للخاطفيـن الذين يتهمون شقيق المخطوف بقتل أحد أفراد القبيلة قبل بضع سنوات مضت.
وأضاف "أن المفاوضات انتهت بالحكم على آل الخامري بـ120 ملـيون ريـال، مقابل أن يتنازل بني ضبيان (القبيلة الخاطفة) نهائياً عن دم القتيل الشيخ محمد عبدالله نجران الذين يعزون عملية الخطف إلى مقتله ومماطلـة الدولة في القبض على المتهم".
ويعرف في اليمن "التحكيم القبلي" بأن يذبح من يقوم بالتحكيم مجموعـة ثيران، بعدها تجري مفاوضات ويحق للطرف الثاني الحكم على الأول (من قام بالتحكيم) بما يراه، في حيـن لا خيار أمام الأول سوى القبول والرضي بما حُكم عليه".
وكانت مجموعة مسلـحة اختطفت رجل الأعمال الخامري في 13 يوليو الماضي، ومنذ ذلك الحيـن لم تتمكـن وساطات عدة إنهاء النزاع وإطلاق سراح المخطوف، بينما لم تحرك الحكومـة أي جهود إزاء ذلك.
ويرجع الخاطفيـن عملية الخطف إلى رفض شقيق المخطوف الخامري تسديدهم مبالغ مالية كبيرة، قبل أن تتطور القضية في وقت لاحق وأدت إلى اشتباك مسلح معه قتل فيها أحد أفراد القبيلــة، الأمر الذي اضطرهم للقيام بعملية الخطف لممارسـة الضعط على رجل الأعمال الخامري بدفع المبالغ الماليـة لديـه. في حين كان ينفي الخامري صلته بأي من إدعاءات الخاطفيـن.
وتلجأ القبائل اليمنية إلى تنفيذ عمليات اختطاف لأجانب وسياح ورجال أعمال يمنيون لممارسة الضعط على الحكومـة في تنفيذ أي مطالب لهم. في ظل عدم وجود قضاء مستقل يفصل في قضايا حقوق الناس.
يشار إلى أن مسلحون قبليون في مديرية أرحب (شمال صنعاء) أطلقوا مطلع هذا الأسبوع سراح مهندس ياباني الجنسية ظل رهن الاحتجاز لـ8 أيام، بعد أن تم اختطافه من مشروع لبناء مدرسـة في المنطقـة على نفقة الحكومـة اليابانية ضمن المساعدات التنمويـة التي تقدمها لليمــن.
وجاءت عملية الإفراج عن المهندس الياباني بعد تدخل وساطـة قبليــة بإيعاز من قبل محافظ صنعاء لدى الخاطفيـن، وإلتزام الوساطـة للخاطفيـن بالإفراج عن سجيــن من أفراد قبيلتهم محتجز لدى الأمن السياسي (المخابرات اليمنية) منذ نحو عاميــن.