نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


قرار قيادة المرأة للسيارة.. تآزر الدولة والمجتمع في صناعة القرار




أبدأ هذا المقال الذي لست فيه استثناء بل يشاركني في نشوة حبره عدد كبير من الكتاب والقراء ومن المواطنين في طول وعرض البلاد بل ومن المتابعين خارج البلاد، بحمد الله كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه على هذا اليوم الذي نتوصل فيه دولة ومجتمعا لهذا الوفاق والسلمية في تحقيق حلم بسيط طال سجاله. لتنجز قضية كان تأجيلها يقض مضجع الدولة والمجتمع ويحرجنا ويصعب حركة الانتقال علينا بمعناه اللوجستي والسياسي.


 
.. فأ.... أأأ.... أخيرا القيادة صدر قرار سياسي قيادي بقيادة المرأة.
أخيراااااااااا القيادة بيد مواطنات يحملن شرف المواطنة وأمانتها. وبإذن الله تصير الأمانة حق في الأمور كلها نؤديها مواطنات ومواطنون بضمير ووعي يحقق للوطن المكانة التي يستحق في العالم كوطن للنساء والرجال وطن الحقوق والعدل والكرامة والحرية والبناء.
أبدأ بتحية لنا بالمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا ودولة ومجتمعا وهيئة كبار العلماء, وبشد يد اللحمة الوطنية على هذا القرار بحق قيادة النساء للسيارة كضرورة عصرية ومطلب وطني جعله الله فاتحة لمزيد من الحرية والمسؤولة.
أبدأ بسر سعادة المواطن وسر فرح النساء وخاصة النساء اللواتي طالما تسبب قرار حظر قيادة النساء في إعاقة عميقة لهن عند مباشرة شؤونهن اليومية الملحة في خدمة الذات والأسرة من الوالدين للأبناء وفي خدمة البلاد. أولئك المواطنات اللواتي طالما مررن بتجارب مريرة تكتب وبمقاومة شريفة شرسة تسجل بماء العين والذهب لما كن يتعرضن له جراء شظف حظر القيادة على النساء.
تحية لكل نساء الكفاح اليومي الباحثات عن لقمة حلال بعرق الجبين وكد اليمين اللواتي خلقن بخروجهن إلى العمل ولقضاء حوائجهن الأسرية كتلة اجتماعية عفوية ضاغطة في توضيح مدى ضرورة القرار وإلحاحه.
لكل امرأة سارت على قدميها أشواطا لأن القيادة بيد سواها، لكل امرأة قاومت ضراوة وصعوبة الحركة بكلمة حرة وأفعال سلمية ترفع علامة التضامن اليوم.
للبنات والسيدات اللواتي خضن تجربة قيادة السيارة باكرا وتحملن وأسرهن جروحها ترفع شارة التلاحم اليوم.
للبنات والسيدات ومؤزريهن من شباب الأسرة ورجال الوطن, اللواتي لم ييأسن قط من طول المحاولة وكن كلما راود غصن الأمل شيء من الذبول يسقينه بأكسير حب الوطن والثقة في حسن الاستجابة للمطالبات وإن طالت درب أخضر.
شكرا ليس فقط للنساء اللواتي حفين بهذا الحق الطبيعي لتنقل مستقل بل وأيضا شكر ضافٍ لكل الرجال من مواقعهم المختلفة بالمجتمع على الوقوف بجانب الحق ومساندته.
شكرا لصبر المطالبات ولحلاوة الاستجابة في الكثير من الحقوق الوطنية للنساء مثل بطاقة الهوية الوطنية للمرأة, وبطاقة العائلة لأطفال المطلقات، دخول النساء مجلس الشورى، خوض تجربة الانتخابات البلدية, تمكين الطالبات من الدراسة الجامعية في الكثير من التخصصات التي كانت محظورة، تمكين الطالبات من الابتعاث, دخول المرأة العديد من فضاءات العمل العام الجديدة في القطاعين العام والخاص بما فيها التمثيل الخارجي الدولي مما تحقق في عهد الملك عبدالله -رحمه الله- ومما جاء في حزمة القرارات التمكينية الأخيرة المضيئة في عهد الملك سلمان. ولمزيد من ثقة وشجاعة التمكين في كل القضايا العالقة لحلها ضمن منظومة حقوق المواطنة وواجباتها مثلنا مثل جميع المجتمعات الوطنية القادرة والقوية على وجه الكرة الأرضية.
مبروك لكل امرأة سعودية اجتهدت ولو من بابها الموارب لنصل لهذا القرار. مبروك لنا القيادة وإن شاء الله تكون لنا القيادة في أمورنا كلها.
مبروك لكل النساء والقيادة ورموز النخب المستنيرة والجنود المجهولين الذين ناضلوا وناضلن بالنفس وبالقلم أو بطرق بسيطة ومؤثرة خارج دائرة أضواء الإعلام.
رحم الله السيدة المبصرة نور الهاشمي من حملت الراية قبل أوانها ودلتنا على طريق مستقيم على وعورته من سار عليه وصل شرط دفع أثمانه بكفاح مثابر وإلحاح سلمي وصبر جميل جميل.
جزاه الله الجنة ذلك الرجل العميق البسيط السخي رقيق الحال بابا والمحسنة شريكة حياته من وضعني بتشجيعها أمام مسؤولية القيادة وعلمني السواقة طريق الحوية وطريق الحجاز نجد في الصيف الذي حصلت فيه على شهادة الثانوية وقبل حصولي على الرخصة الأمريكية وأنا طالبة جامعية مبتعثة نهاية السبعينات الميلادية.
خلاصة رأيي بدون دعاية أو إدعائية وبدون فذلكات الإعلام أو تصفية الحساب أو إدعاء بطولات فالكل جاهد بطريقته مع وضد من القيادة للقاع ومن النخبة للمدقعين إن قيادة النساء للسيارة حق من حقوق المواطنة مثل حق التعليم وحق الحصول على الماء والدواء والكهرباء والكرامة والحكم بعدل والاحتكام لمنظومة قانونية تساوي الفقير بالغني وهو حق بفضل الله وبقيادة فطنة آن أوانه.
فقيادة المرأة حلم طال نضاله وتعقد سجاله وزاد انتظاره على ربع قرن وأخيرا تحقق...
وطلع المجتمع جاهز وفرحان والمتردد ليس مجبرا على خوض التجربة لريثما يقتنع وتحترم إرادته في عدم الموافقة وفي الاختلاف بسلام.
مبروك للدولة والمجتمع هذا القرار ولا نستغرق في سكرة اللحظة ولننتقل لتحقيق ما بعده من أحلام بناء الوطن والإنسان رجالا ونساء وأطفال.
هدوء شيء من الهدوء لنهدأ وتهدأ الموجة لنأخذ نفسا عميقا ونستشعر حلاوة ومسؤولية التجربة ما بعد مخاضها العسير.. لنعبر إلى مواعيد جديدة مع شغف لا يقدم ولا يبلى اسمه الأمل.
المقال القادم اكشف عن السر الذي جعل القرار يتأخر ربع قرن وعن السر الذي جعل قرار قيادة المرأة للسيارة يتطلب أن يكون قرارا سياسيا على المستوى القيادي للدولة وليس مجرد قرار مروري بسيط فإلى الأسبوع القادم بإذن الله.
------------------
الجزيرة السعودية

د. فوزية ابو خالد
الجمعة 6 أكتوبر 2017