نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


قصور وقلاع ومتنزهات خلابة بريف ألمانيا تحوز شهرة عالمية في مجال السياحة




جريز (ألمانيا) - ماتياس فينتن - تسبح الواجهة الجنوبية للقصر الصيفي في بلدة جريز في أشعة الشمس المشرقة ويغمرها ضوء دافىء، وتفوح رائحة الأزهار اليانعة في الجو قادمة من حديقة قريبة.


قصور وقلاع ومتنزهات خلابة بريف ألمانيا تحوز شهرة عالمية في مجال السياحة
 ونقشت عبارة " منزل التقاعد الجميل " تحت شعار النبالة للعائلة الأرستقراطية ريوس التي كانت تمتلك المنزل في السابق وهذا المكان مناسب للاسترخاء، وهو موقع جميل حقا في جزء من ألمانيا يبدأ الآن فقط في الصعود ونيل الشهرة في مجال السياحة العالمية.
 
 وينتمي تصميم هذا المنزل الفخم للأسلوب الكلاسيكي المبكر وتم تشييده كقوس بوابة فارهة عام 1769، وتقع حدائقه في وادي رائع لنهر فايس إليستر في المنطقة التي كانت في السابق ألمانيا الشرقية الشيوعية.
 
 ويمكن للمرء أن يفهم جيدا ما الذي كان يعنيه الأمير هنريش التاسع وهو منجز عالي الهمة من عائلة ريوس عندما كتب في يومياته يقول " إن أعظم متعة في العالم " هي قضاء فصل الصيف في هذا المكان.
وعند التقدم عبر بهو الحديقة البيضاء الكبيرة يصعد المرء درجا إلى قاعة الرقص بالطابق الأعلى التي كان الأمير هنريش يستضيف فيها حفلات الاستقبال والحفلات الموسيقية التي كان ينظمها.
 
 وفي عام 1778قام القيصر جوزيف الثاني بترقية شيوخ عائلة ريوس الذين كانوا يحملون لقب كونت إلى مرتبة الأمير، ومنذ ذلك الحين تحولت الولاية الصغيرة رويس جريز إلى إمارة ولتصبح هي الأصغر داخل الإمبراطورية الألمانية.
 
 ومن بين كل الولايات الصغيرة التي كانت تشكل الأمة الألمانية في إطار الإمبراطورية الرومانية المقدسة لم يكن يوجد في أي مكان مثل هذه الولايات المتزاحمة والمركزة في مساحة صغيرة والتي كانت تقع في المنطقة التي تشكل حاليا ولاية ثورينجيا الألمانية، وهذه الرقعة من الولايات الصغيرة أدت إلى منافسة حامية بين حكامها. 
 
 ولتأكيد تحقيقهم القوة والنفوذ في إطار هذه المنافسة قاموا باستئجار فنانين ومعماريين في محاولة للتفوق على الآخرين في بناء قلاع وحدائق ينفق عليها بسخاء، وكانت النتيجة إقامة شبكة كثيفة من القصور والقلاع والمتنزهات الخلابة والتي لا زالت باقية بشكل سليم إلى حد كبير حتى اليوم.
 
 وازدهرت الثقافة والفنون في بلاط طبقة النبلاء، وصار لكل عاصمة صغيرة منشآتها التعليمية والثقافية ابتداء من قاعات الموسيقى حتى المكتبات والمسارح.
 
وفي المنتجع الصيفي جليز يمكن مشاهدة المرشدة السياحية إيفا ماريا فون مارياسي وهي تقود الزوار في جولة تشمل مجموعة كتب الولاية والتماثيل النحاسية التي تشرف عليها، وكان هنريش التاسع قد بدأ في تكوين مجموعة الكتب  وتضم حاليا نحو 35ألف مجلد.
 
وينتظر معلم سياحي آخر الزوار في بلدة ألتنبرج التي تبعد بمسافة 50كيلومترا عن شمالي جريز وتمثل نقطة التقاء بين ولايات ثورينجيا وساكسونيا أنهالت وسكسونيا.
 
 ولم تتعرض بلدة ألتنبرج طوال تاريخها الذي يمتد لألف عام إلى القصف أو إلى عمليات الحرق والنهب خلال أية حرب على الإطلاق مثلما حدث مع كثير من المدن الألمانية، وبالتالي فقد تم الحفاظ على معالمها جيدا التي يمكن أن تذهلك بجمالها.
 
 وعندما تخرج من الأزقة الضيقة بوسط البلدة القديمة وتصل إلى ميدان السوق الرئيسية التي تصطف على جانبيها منازل الطبقتين البرجوازية والأرستقراطية يبدو كما لو كانت عجلة الزمن قد توقفت عن الدوران، وتعد سوق ألتنبرج ماركتبلاتس واحدة من المعالم الرائعة في جميع أنحاء ألمانيا.
 
 وهناك مقصد ثالث ممتاز في المنطقة هو بلدة رودولشتات التي تبعد نحو مئة كيلومتر جنوب غربي ألتنبرج.
 
ومن بعيد يمكن للمرء أن يرى قلعة هايدكسبيرج التي شيدت على طراز الباروك المعماري وهي تطل من عليائها بمهابة على البلدة من فوق جبل، وأصبحت القلعة منذ عام 1571مقر إقامة لعائلة شوارزبيرج رودلشتات.
 
 ولم يستطع أمراء رودلشتات أن ينافسوا في المجالين الاقتصادي والعسكري الولايات الأخرى الأكثر قوة، غير أنهم لم يسمحوا لأنفسهم بأن يتراجعوا في المجال الثقافي.
 وتشهد صالة الرقص الضخمة بقلعة هايدكسبيرج وما تحتويه من مكتبة ومجموعة فنية تضم أعمال رسامين مشاهير مثل كاسبار ديفيد فريدريش على حرص هؤلاء الأمراء على التفوق إلى حد ما في ميدان الثقافة والفنون.
 
 وشعر الفيلسوفان الألمانيان يوهان جوتفريد فيخته وآرثر شوبنهاور وكذلك الموسيقار فرانز ليست بالسعادة بالإقامة في رودلشتات، بل إن هذه القلعة القصر شهدت لحظة مهمة في تاريخ الأدب الألماني.
 
 ففي السابع من أيلول/سبتمبر عام 1788التقى الشاعر والكاتب المسرحي فريدريش شيللر للمرة الأولى بزميله الأديب الكبير يوهان ولفجانج فون جوته، وصار الأديبان صديقين وأيضا متنافسين طوال 17عاما حتى وفاة شيللر.

ماتياس فينتن
الاحد 23 يونيو 2013