قلق في منطقة اليورو بعد قتلى أثينا ..... اليونان على شفا هاوية و أسبانيا على لائحة الخطر

وحذر الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس في بيان ان بلاده على "شفير الهاوية" بعد اعمال العنف التي حصلت خلال تظاهرات شارك فيها قرابة ثلاثين الف شخص على الاقل في اثينا بحسب الشرطة واكثر من ذلك بحسب المنظمين.

واضاف الرئيس اليوناني الذي يتولى منصبا بروتوكوليا بصورة اساسية لكنه بمثابة الضامن للمؤسسات "نتحمل جميعنا مسؤولية ان لا نقوم بخطوة في غير محلها يمكن ان تدفعنا الى الفراغ".

وهاجم شبان الشرطة ومتاجر ومصارف في وسط المدينة. والقى عشرات الشبان زجاجات حارقة على مبنى يضم مصرفا وسط العاصمة اليونانية متسببين بنشوب حريق بينما كان في داخله عشرون شخصا، فقتل ثلاثة منهم على الاقل احتراقا، هم امراتان ورجل، كما اعلنت الشرطة اليونانية لفرانس برس في حين تمكن رجال الاطفاء من اخراج اربعة اشخاص في الوقت المناسب.
واعلنت الشرطة ان النار اندلعت ايضا في مبنيين اداريين وسط اثينا.

وفي سالونيكي، ثاني مدن البلاد، رشق شباب بالحجارة محلات تجارية ومصارف بوسط المدينة بحسب الشرطة وفرقت قوات الامن بعد ذلك مجموعات الشبان باطلاق الغازات المسيلة للدموع.

وشارك في تظاهرة سالونيكي قرابة عشرين الف شخص بحسب الشرطة.

وقالت المتظاهرة هيلين التي وضعت عصبة حمراء على رأسها "ليس هذا الا بداية حرب كبرى". وقال جيم زاخ المحاسب في الادارة الرسمية "لن تتراجع الحكومة مع اضراب من يوم واحد".

وامام البرلمان، دان رئيس الوزراء جورج باباندريو "الحادث الدامي الفظيع" الذي اودى بحياة ثلاثة اشخاص. واضاف "هذا ما تؤدي اليه اعمال العنف غير المحدودة"، مدافعا مرة اخرى عن "القرارات الصعبة والمسؤولة" التي اتخذت "لانقاذ البلاد".
واعرب رئيس الاتحاد الاوروبي عن تعازيه لليونان.

ودعت النقابات الى التظاهر ضد سلسلة اجراءات التقشف القاسية التي تشمل تخفيض الاجور وتعويضات التقاعد وزيادة الضرائب التي اعتمدتها الحكومة الاشتراكية برئاسة جورج باباندريو للحصول على 110 مليارات يورو من المساعدات من دول منطقة اليورو ال16 وصندوق النقد الدولي لانقاذ البلاد من الافلاس المحدق بها نتيجة ديون عامة هائلة.

وتبنى النواب البلجيكيون الاربعاء مشروع قانون يتيح لبلجيكا المشاركة في الخطة الاوروبية لمساعدة اليونان على اساس ان تقدم لها قرضا من نحو مليار يورو خلال السنة الاولى.
وغادر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاربعاء واشنطن متجها الى اوروبا حيث يلقي خطابا مهما في بروكسل.

ويخضع الوضع اليوناني لمراقبة دقيقة فيما عمد عدد من الدول ولا سيما في منطقة اليورو الى التغاضي عن الدين العام منذ 2008 لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية.

وبدات التكهنات تستهدف اسبانيا التي تعتبر الحلقة التالية الاضعف في حين اعلنت هيئة موديز للتصنيف الاربعاء انها تعتزم تخفيض التصنيف المالي للبرتغال.

وادى ذلك الى تراجع البورصات فسجلت بورصة اثينا انخفاضا بلغ 3,91% ومدريد 2,27% ولندن ناقص 1,28% وباريس ناقص 1,44% وفرانكفورت 0,81%، كما فتحت بورصة وول ستريت على انخفاض.
اما اليورو فواصل تراجعه تحت عتبة 1,29 مقابل الدولار ليصل الى ادنى مستوى منذ اذار/مارس 2009.
ولكن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون اكد ان "المضاربات على اليورو ستفشل" وان منطقة اليورو "صلبة".

وهدات المفوضية الاوروبية الاجواء معلنة "خبرا سارا" ومتوقعة نسبة نمو في مجمل منطقة اليورو تبلغ 0,9% هذه السنة (مقابل 0,7% قبل المراجعة) بعد ركود تاريخي بلغ 4,1% السنة الماضية. غير ان هذا التفاؤل يستثني اثينا التي ستسجل انتكاسة من 3%.

وعلق المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية اولي رين بالقول ان "تحسن احتمالات النمو هذه السنة يشكل خبرا سارا لاوروبا. ينبغي ان نسهر على ان لا تسيء المخاطر التي تلقي بثقلها على الاستقرار المالي، الى هذا التطور".
غير انه اكد ان "لا حاجة لتقديم مساعدة مالية" الى اسبانيا، مؤكدا ان المفوضية "لن" تطلب تفعيل خطة قروض لهذا البلد.

واستبعد رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو جان كلود يونكر الاربعاء اي خطر لانتقال الازمة اليونانية الى دول اخرى مثل اسبانيا او البرتغال، وكذلك اي فرضية لانفراط عقد منطقة اليورو.

ووعد رئيس وزراء الحكومة الاشتراكية الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو بان مدريد "ستحترم بالكامل" خطتها لتقليص العجز العام الى نسبة 3% من اجمالي الناتج الداخلي العام 2013، مقابل 11,2% حاليا.
وامام الازمة المالية تصاعدت نداءات عدة الى الانضباط في منطقة اليور