نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


قمة البيرة سبقت اجازة رئيس يواجه تحديات هي الأكبر في التاريخ الأميركي منذ لنكولن




واشنطن لوران لوزانو - جمع الرئيس الاميركي في البيت الابيض بروفيسور من هارفارد ورقيب شرطة أثار خلافهما وتعليقه عليه موجة عنصرية في بلد حديث العهد بالتاريخ العنصري وقد أطلق اوباما على ذلك اللقاء الذي تم بالبيت الابيض اسم قمة البيرة التي تسبق اجازته فبعد ان قاد بلادا في حال حرب وواجه ازمة مالية وتعهد "اعادة بناء اميركا" وواجه معارضين سياسيين، كان من المفترض ان تكون عطلة اب/اغسطس على جزيرة في المحيط الاطلسي الاستراحة التي كان ينشدها الرئيس الاميركي باراك اوباما.
الا انها لا تزال بعيدة والظاهر انها ستكون قصيرة. حتى ان البعض اعترض على حقه في اخذ اجازة في مثل هذه الظروف الصعبة.


باراك اوباما يتحدث للصحافيين قبل قمة البيرة
باراك اوباما يتحدث للصحافيين قبل قمة البيرة
وحجز اوباما الذي يحتفل بعيد ميلاده ال48 في 4 اب/اغسطس المقبل، لنفسه الاسبوع الاخير من شهر توقع البيت الابيض ان يكون مليئا بالاعمال. ومن المفترض ان يقضي هذا الاسبوع مع عائلته على جزيرة مارثاز فينيارد، المفضلة لدى آل كينيدي وكلينتون قبالة السواحل بين بوسطن ونيويورك.

واعلن المتحدث باسم اوباما ان هذا الاخير سيتوجه قبل ذلك الى مقر كامب ديفيد حيث سيمضي بضعة ايام بعيدا عن الحر في واشنطن.
لكن عندما اوردت صحيفة "فينيارد غازيت" ان الرئيس استأجر مزرعة "بلو هيرون" التي اشتراها مالكها ب20 مليون دولار في العام 2005 وتمتد على مساحة 11 هكتارا وتضم حوض سباحة وملعب كرة مضرب وكرة سلة ولها منفذ على البحر، سارع العديد من رواد الانترنت الى التعليق ان الرئيس عليه ان يهتم بامور اكثر جدية في وقت يواجه فيه الشعب اسوأ ركود منذ ثلاثينات القرن الماضي وتكاد نسبة البطالة تبلغ 10%.

وكثرت ردود الفعل خصوصا عندما علموا ان مثل هذه المزرعة يتراوح ايجارها بين 35 و50 الف دولار في الاسبوع.
واشارت الصحيفة الى ان الايجار سيقسم مثالثة بين اوباما والحرس الرئاسي والمعاونين وان اوباما سيدفع تكاليف عطلته. الا ان ذلك لم يكفي لاسكات المعترضين.

وقال اوباما لشبكة "سي بي اس" التلفزيونية "اذا كان السؤال هل افكر كل يوم بالصعوبات التي يواجهها الشعب الاميركي؟ الجواب هو بالطبع. وهل برأيي ان الاميركيين يعتقدون ان هذه الصعوبات من شأنها ان تمنعني من تمضية بعض الوقت مع ابنتي ساشا وماليا؟ لا اظن ان الشعب الاميركي ينظر الى الامور بهذه الطريقة".


ويرى بعض الخبراء ان الرئيس اوباما واجه تحديات لا سابق لها منذ الرئيس ابراهام لينكولن. وقد اطلق برامج اصلاحات على نطاق غير معروف منذ فرانكلين روزفلت. وكان اوباما موضوع جدالات وعرفت مشاريعه معارضة شرسة من خصومه الجمهوريين. كما وظف جهدا كبيرا لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وسائر دول العالم.
وتابع اوباما الذي بدا وكأن الشعر الابيض يغزو رأسه بسرعة "هل هناك ايام اقول لنفسي ان الحمل بات كبيرا جدا؟ اكيد".

الا ان الراحة التي يفترض ان يتمتع بها اوباما في اب/اغسطس ستكون نسبية.
فهو يخصص حاليا ثلث يومه لاصلاح قطاع الصحة الذي يعاني من مشاكل منذ 40 عاما. وهو بذلك يراهن بقسم كبير من شعبيته. فقد افادت الاستطلاعات الاخيرة ان نسبة مؤيديه تدنت عن 60%.
وهكذا، بعد ان ينصرف النواب عن واشنطن تاركين العمل معلقا، سيواصل اوباما اجتماعته ولقاءاته.

وقال المتحدث باسمه "ان احدا لم يقل اننا لن نعمل خلال اب/اغسطس"، متعهدا مواصلة "النقاشات حول المسائل المهمة سواء اكانت الاقتصاد او الصحة او الطاقة او التعليم".
ويبدو ان ايلول/سبتمبر سيكون حافلا بالعقبات في الكونغرس مع قطاع الصحة ومكافحة الاحتباس الحراري والتنظيم المالي وعلى الساحة الدولية مع قمة مجموعة العشرين والامم المتحدة والملف الايراني.


‎وعودة الى قمة البيرة التي تسبق اجازة الرئيس فقد جمع الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة حول كأس من البيرة اطراف الجدل العرقي الاول في فترة رئاسته، على امل انهاء وضع محرج بعد اللقاء المرتقب في البيت الابيض.
وجمع اوباما الجامعي الاسود المرموق هنري لوي غيتس وصديقه منذ فترة طويلة وجيمس كراولي الشرطي الابيض الذي اوقفه في 16 تموز/يوليو حول طاولة في حدائق البيت الابيض. وكان نائب الرئيس جو بايدن حاضرا عندما سمح للصحافة ان تشهد طوال عشر دقائق الرجال الاربعة يجرون حديثا بدا مرتاحا.

وقال اوباما في بيان نشر بعد النقاش "الودي والذكي" "لطالما امنت ان ما يجمعنا اقوى بكثير مما يفرقنا" مضيفا "آمل ان نتعلم استخلاص عبرة ايجابية من هذا الحدث".
ورمى الاجتماع رسميا الى تقديم مثال على الحوار بين الاعراق.
غير ان تعليقا ادلى به اوباما واعتبره مؤسفا لاحقا، اعطى القضية ابعادا ادت بمحطات تلفزيون على غرار سي ان ان الى بث عد عكسي الى موعد "قمة البيرة" المرتقب باستمرار على شاشاتها.

وحرك الرئيس الاميركي الاسود الاول المشاعر العنصرية في الاسبوع المنصرم عندما وصف توقيف كراولي لغيتس بانه عمل "غبي".
وسعى اوباما عبر جمع الطرفين الى استخلاص عبرة وانهاء جدل حول الانظار طوال ايام عن عمله السياسي ويمكن ان يكون اضر به.
وقال اوباما الذي حرص على التحدث مع الصحافة قبل اللقاء "لحظت تسمية هذا الاجتماع قمة البيرة. انها تسمية ذكية. لكنها ليست قمة، يا جماعة، بل لقاء ثلاثة اشخاص لتناول كأس مع نهاية اليوم وفرصة لتبادل الاراء".


واعرب اوباما عن "انبهاره بالانبهار" الذي اثارته المسألة الى حد ان التلفزيونات بثت مسبقا صورا للطاولة الخالية التي ستقدم عليها لاحقا كؤوس البيرة باد لايت (لاوباما)، بلو مون (لسارجنتكراولي)، ريد سترايب (لغيتس) وباكلر (لبايدن).
واضاف الرئيس الاميركي ان الاجتماع يرمي فحسب "الى تخصيص بعض الوقت للتفكير في الذات" والاقرار "بان الاخرين لديهم وجهة نظر مختلفة"، عوضا عن الاستسلام "للغضب والانفعال".

واوقف غيتس من جامعة هارفرد امام منزله في منتصف تموز/يوليو "للاخلال بالنظام العام"، حيث خلع باب منزله لانه لم يعثر على مفاتيحه. واخطرت جارة شرطة كامبريدج (ماساتشوستس، شمال شرق) بعد ان خالت الامر سرقة. وصرح غيتس انه لم يكن ليعامل بتلك الطريقة ان لم يكن اسود. اما الشرطي فاكد ان البروفسور اتهمه بالعنصرية واهان والدته.

واقر اوباما بعد يومين من تعليقه انه اساء اختيار كلماته، واتصل بالرجلين، ما بلور فكرة اللقاء.
واشار استطلاع للرأي اجراه معهد بيو ان 41% من الاميركيين يرفضون موقف اوباما في القضية (29% يؤيدونه) التي قد تكون ساهمت في تراجع الدعم لاعماله بشكل عام من 61% في منتصف حزيران/يونيو الى 54% اليوم.


لوران لوزانو
الجمعة 31 يوليوز 2009