نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


كارلوس سليم يتبنى تطوير منتجع مكسيكي طالما افتتن به الأثرياء والمشاهير




مكسيكو سيتي - أندريا سوسا كابريوس - خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كانت مدينة أكابولكو المطلة على ساحل المكسيك على المحيط الهادي مكانا ساحرا لقضاء العطلات افتتن به الأثرياء والمشاهير.


كارلوس سليم يتبنى تطوير منتجع مكسيكي طالما افتتن به الأثرياء والمشاهير
غير أن الحال تدهور بهذا المنتجع وشواطئه الجذابة ليتحول من كونه مكانا مفضلا لنجوم هوليوود إلى ساحة للعنف تسوده عصابات الإتجار بالمخدرات.  
والآن يسعي منتجع أكابولكو لاستعادة مجده القديم بمساعدة الملياردير المكسيكي كارلوس سليم الذي يعد أغنى رجل في العالم. .
 
ويشرف سليم حاليا على مشروع كبير لإنقاذ القطاع القديم من منتجع وميناء أكابولكو المطل على المحيط الهادي. 
 
وهذا المشروع جهد مشترك بين القطاع الخاص والحكومة. 
 
وتشمل الخطة التي بدأ تنفيذها بالفعل إقامة ممشى تحفه الأشجار يبلغ طوله 5ر4كيلومتر بالقرب من ساحل المحيط ليكون نقيضا لشريط طويل من الأرض حافل بالفنادق المشيدة جنبا إلى جنب بحيث تعوق النظر على معظم خط الساحل، إلى جانب طريق للدراجات ومطاعم ومتاجر مشيدة من الأحجار وجذوع النخيل، وخط من الحافلات العامة لتسهيل الانتقالات وتسير في حارات خاصة بها يطلق عليها اسم " أكاباص "، ومن المقرر أن يتم مستقبلا تدشين وسائل للنقل البحري يطلق عليها اسم " ماريباص ". 
 
وفي العصر الذهبي لمنتجع أكابولكو في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كان نجوم السينما ووسائل الترفيه يتجولون على شواطئه. 
 
ومن بين هؤلاء النجوم الذين استمتعوا بخليج أكابولكو الممثلة الفرنسية بريجيت باردو والمغني الأمريكي فرانك سيناترا والممثلة المكسيكية ماريا فليكس التي كانت معبودة الجماهير، واشترى كل من النجم جون واين والممثل جوني ويسمولر الذي اشتهر بأداء أدوار طرزان فندق لوس فلامينجوس والذي كان يحفل بمجموعة من الزوار المنتظمين من نجوم هوليوود الذين كانوا يسافرون معا.
 
وأمضى ويسمولر أيامه الأخيرة في أكابولكو ودفن جثمانه في مكان قريب، واختارت إليزابيث تايلور أكابولكو كمكان للزواج من مايك تود وهو الثالث في قائمة أزواجها الثمانية، كما جاء إلى هنا جون وجاكلين كينيدي لتمضية جزء من شهر العسل كما قلدهما في ذلك بيل وهيلاري كلينتون. 
 
غير أن التنافس على جذب السياح دخل الحلبة، وظهرت مقاصد أكثر إدهاشا وحداثة على الشواطىء، وصارت هناك إمكانية لأن تبدأ الطائرات في نقل السياح إلى مواقع كانت نائية، ومن ناحية أخرى ضربت المنتجع المساوىء الحديثة مثل التلوث والفوضى الحضرية والازدحام المروري والعنف والإتجار في المخدرات. 
 
وخلال العقد الماضي تخلت شركات الطيران الدولية من الناحية العملية عن تنظيم رحلات إلى أكابولكو. 
 
واختفت في النهاية عن أعين الجمهور أكابولكو القديمة أو التراثية التي ظهرت في الكثير من الأفلام والتي كان الكثيرون من نجوم المجتمع يتجولون فيها بمرح خلال الأعوام الذهبية.
 
 وبدلا من ذلك بدأت تظهر في الناحية الجنوبية من المدينة ما يعرف باسم منطقة " أكابولكو ديامنتي " والتي يوجد بها مجموعة من الفنادق السياحية الفاخرة والمباني ومقار الإقامة التي تنم عن الرفاهية التي تستضيف السياح المكسيكيين.
 
 وفي فيلم " المرح في أكابولكو " الذي قام ببطولته ألفيس بريسلي عام 1963صدح بأغنية تقول كلماتها " إنك لا تستطيع أن تقول لا في أكابولكو، وكل دقة في قلبك سترد قائلة نعم ".
 
 كما استفاض العديد من الكتاب في وصف أكابولكو مثل كارلوس فونتيس في كتابه " حيث يكون الهواء نقيا "، كما جاء ذكر المنتجع في أغنيات من جميع الأنواع بما فيها الأغاني الرومانسية مثل أغنية الموسيقار المكسيكي أجوستين لارا ونجمي أغاني البوب في المكسيك وأسبانيا لويس ميجويل ورافاييل والموسيقيين العالميين فيل كولينز ورينجو ستار.
 
 وفي مساع للترويج لأكابولكو ظهرت شواطئها مؤخرا في عديد من مقاطع الفيديو الغنائية مثل " الصفارة " غناء فلو ريدا " واتبع الزعيم " مع جينيفر لوبيز وويزين وياندل. 
 
وتعد أكابولكو التي تبعد بمسافة تقل عن 400كيلومتر بالسيارة عن مكسيكو سيتي المقصد السياحي الذي يحبه المكسيكيون من جميع شرائح المجتمع.
 وتقول السلطات المحلية إن السياحة تستعيد عافيتها بفضل الحملات الترويجية والعمليات المشتركة بين الشرطة والجيش لمكافحة الجريمة التي أطلق عليها اسم " جيريرو الآمنة " على اسم الولاية التي يتبعها منتجع أكابولكو. 
 
وأسفرت نهاية العام الماضي 2012عن أفضل النتائج لشهر كانون أول/ديسمبر منذ عقود حيث بلغت نسبة الإشغال في الفنادق ومقار الإقامة 4ر60في المئة خلال الشهر، وما نسبته 98في المئة خلال عطلات نهاية العام، غير أن هناك ندرة في أعداد الزوار الأجانب حيث يمثلون حاليا أقل من عشرة في المئة من إجمالي زوار المنتجع. 
وأسست الحكومة بالاشتراك مع رجال الأعمال في شباط/فبراير 2012" المجلس الاستشاري لإنقاذ أكابولكو التراثية "، وتم اختيار كارلوس سليم رئيسا للمجلس. 
 
 
ويضم المجلس الاستشاري حكومة ولاية جيريرو وأعضاء مجلس المدينة ورجال أعمال ومجموعات من المجتمع المدني حيث يأملون في إحداث تغييرات في غضون ثلاثة أعوام.
 
 وقال خافيير ألوني مونتيس سكرتير هيئة الترويج السياحي لولاية جيريرو إن الازدهار الذي شهدته أكابولكو في الخمسينيات والستينيات يرجع سببه إلى حد كبير إلى تعذر توجه السائحين إلى كوبا في أعقاب الثورة الاشتراكية بزعامة فيدل كاسترو.
 
 وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ ) إنه عندما أغلق فيدل كاسترو هافانا أمام أبناء امريكا الشمالية لم يكن أمامهم منتجع أو مكان يقضون فيه عطلاتهم، وهذا هو الوقت الذي انطلقت فيه أكابولكو لتصبح مقصدا سياحيا شاطئيا، بينما اشتهرت مدينة لاس فيجاس بالمراهنات وألعاب القمار التي لم يكون مسموحا بها في المكسيك.
 
 وأوضح مونتيس تطور الأحوال في أكابولكو بقوله إن المسؤولين عن هذا المنتجع اعتقدوا أنهم ضمنوا تدفق الزوار، وأن السياح سيستمرون في القدوم بسبب جمال الطقس، ولكن الذي حدث هو فقدان الاهتمام والتأخر في عمليات التطوير، وما نقوم به حاليا هو إعادة تجديد البيت بأكمله. ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالبنية التحتية.
 
 وقال أدريان باندال جونزاليز الذي عينه سليم في المجلس الاستشاري لـ ( د.ب. أ )" إن ما نحاول أن نفعله هنا هو استعادة النسيج الاجتماعي والمساحات الفضاء العامة والحياة المجتمعية ".
 
 ويرأس بندال جونزاليز أيضا مؤسسة المركز التاريخي لمكسيكو سيتي.
 
وأضاف " إننا قمنا بجهد مماثل منذ عشرة أعوام في مركز العاصمة التاريخي ونجحنا فيه تماما، والعمل في أكابولكو مماثل على الرغم من أنه يتعلق باستعادة رونق المنطقة بالمنتجع بما في ذلك من قضايا اجتماعية ".
 
 وقال بندال جونزاليز إن العزم هو تحسين الأوضاع الحضرية والاجتماعية عن طريق التخطيط ومهاجمة المشكلات بإجراءات جوهرية..
 
 ولم يكشف باندال جونزاليز عن أرقام حول الاستثمارات التي يعتزم سليم كارلوس ضخها في المشروع كما أنه ليست لديه أرقام إجمالية عن المشروع بكامله على الرغم من أنه قال إنه تم تخصيص 200مليون بيزو على الأقل ( حوالي 16مليون دولار ) لإعادة تصميم منطقة الممشى. 
 
وأضاف " إننا نحاول أيضا إقامة الكثير من الأنشطة الرياضية، وعلى سبيل المثال إتاحة هذه الأنشطة للأطفال حتى يستطيعوا الاستمتاع بها طوال الأسبوع كما هو الحال في ريو ديجانيرو ".
 
 ومضى قائلا : " إن السياح يأتون عندما يكون ثمة طقس رائع والمكان لطيفا وأنيقا، ونحن متأكدون من أن هذا المشروع ستكون له نتائج طيبة في جميع أنحاء أكابولكو ".

أندريا سوسا كابريوس
الاثنين 29 أبريل 2013