نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


كبرنيك لم تمس قدمه الملاعب منذ عام لدفاعه عن الحقوق المدنية






واشنطن - - كانت آخر مرة شارك فيها كولين كابرنيك في مباراة بدوري كرة القدم الأمريكية (إن إف إل) في الأول من كانون ثان/ يناير 2017. لم يقف أيضًا حينها أثناء عزف النشيد الوطني، الطقس المعتاد قبل بدء أي حدث رياضي. دارت المباراة بين فريقي سان فرانسيسكو 49 إيرز وسياتل سيهوكس.


 كان كابرنيك أعلن السبب وراء تصرفه بهذه الطريقة قبلها بعدة أشهر بقوله "لن أنهض لأظهر فخري بعلم دولة تقمع أصحاب البشرة السمراء. هذه الأمور بالنسبة لي أكبر من كرة القدم، وسيكون عدم اكتراثي بها نوع من الطمع".
كان الظهير الربعي لفريق سان فرانسيسكو بدأ في آب/ أغسطس 2016 حركة في عالم الرياضة الأمريكية ستستمر لما يزيد عن عام بعدها، وإن كان هذا الأمر قد أضر به، لأن كل الفرق أحجمت عن التعاقد معه منذ ترك سان فرانسيسكو في آذار/ مارس، مع العلم بأن الموسم الذي سيختتم في فبراير/شباط بمباراة الـ"سوبر بول" كان قد بدأ في أيلول/ سبتمبر.

وكان الرجل الذي قاد سان فرانسيسكو في 2013 للوصول للنهائي الكبير لكرة القدم الأمريكية واحدا من أفضل من لعبوا في مركز الظهير الربعي في دوري كرة القدم الأمريكية، والذي شهد هذا الموسم إصابة عدد كبير منهم، فضلًا عن انخفاض مستوى البعض الآخر.

" كابرنيك يتعرض للمقاطعة من قبل (إن إف إل)"، هذا هو ما قاله نجم كرة السلة الأمريكية ليبرون جيمس، والذي يعد أحد أهم أكثر الأصوات الناشطة سياسيا في عالم الرياضة بالولايات المتحدة". لم تقتصر تعليقات ليبرون جيمس على هذا فقط حيث أضاف "لا أمثل (إن إف إل). لا أعرف قواعد الرابطة ولوائحها، لكن أعرف أن كاب يتعرض لمعاملة تعسفية".

قد يصبح الثمن الذي يسدده كابرنيك عن نشاطه الصامت على أرض الملعب هائلًا، فعمره 30 عاما وهو سن متقدم بالنسبة لأي رياضي، خاصة إذا كان قد قضى عاما كاملًا دون الاشتراك في أي منافسات.

كتبت مجلة تايم الأمريكية عنه بعد اختياره كأحد أهم شخصيات العام "سيصبح أول نجم رياضي منذ حقبة حرب فيتنام يخسر مسيرته بسبب قناعاته"، فيما علقت "سبورتس اليوستريتد" بدورها قائلة "تأثير هذا التصرف في مسيرة كابرنيك كان قاتلا". يعد السلام الوطني مقدسا في دول تضع الوطنية كأحد مبادئها وقيمها الرئيسية وهو الأمر الذي تجاهله كابرنيك مباراة تلو الأخرى، فالمدنيون يسمعونه وقوفا وهم ينظرون للعلم بينما يضعون أيديهم على قلوبهم، أما العسكريون فيؤدون التحية العسكرية.


بدأ الظهير الربعي احتجاجه وهو جالس على مقاعد البدلاء وبعدها جثى على ركبتيه على أرض الملعب ثم لم يعد يقف من الأساس. وانقسم المجتمع الأمريكي بخصوص هذه المبادرة، حيث سُمعت في بعض الملاعب صافرات استهجان كثيرة ضده. ثم أصبحت هناك حالة جدل هائلة، فطالبت نسبة 52% من الأمريكيين حينها وفقا للاستطلاعات بإجبار اللاعبين على الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني، فيما أن نسبة 43% رأت أن هذه المسألة لا يجب أن تكون إلزامية.

يحدث كل هذا في الوقت الذي تصل فيه نسبة لاعبي (إن إف إل) من أصحاب البشرة السمراء إلى الثلثين، لكن نسبة مشاهدة هذه الرياضة أكبر بين البيض، ولم يعلن أي فريق صراحة أنه استبعد فكرة التعاقد مع كابرنيك لأن أسلوب الاحتجاج الذي اتبعه ولد انتقادات ما قد تضر بمسألة المعلنين، لكن الأصوات التي تؤكد أن هذا هو ما حدث معه بالفعل ليست بالقليلة.

تقول مجلة (جيه كيو) التي اختارت كابرنيك في تشرين ثان/ نوفمبر رجل العام، "يوجد تقريبا 90 لاعبا جرى التعاقد معهم كأظهرة رباعية في (إن إف إل) سواء كأساسيين أو احتياطيين، لكن كولين كابرنيك بلا أدن شك وبدون أي نقاش أفضل بمراحل من 70 منهم على الأقل، ورغما عن كونه أحد أكثر الأظهرة الرباعية موهبة على سطح كوكب الأرض، إلا أنه تعرض للإقصاء من الرياضة التي يحبها، وتعرض للمقاطعة، بسبب بادرة بسيطة".

كابرنيك ابن بيولوجي لأب من أصحاب البشرة السمراء اختفى قبل ولادته وأم من العرق الأبيض تركته للتبني، ومنذ هذا الحين فهو ابن لريك وتيريسا، وكلاهما من أصحاب البشرة البيضاء، وهو أصغر أشقاءه الثلاثة سنا.

بدأ احتجاج كابرنيك بالتزامن مع صيف شهد، بخلاف تبعات الحملة الانتخابية الأمريكية، حوادث عنف من قبل الشرطة ضد أشخاص من أصحاب البشرة السمراء ما تسبب في موجة كبيرة من الانتقادات وأحداث شغب، وفي تلك الفترة كان اللاعب قرر كأحد أشكال الاحتجاج ترك شعره يطول مع تصفيفه على الطريقة الأفريقية "الرستا".

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال حينها حينما كان لا يزال مرشحا للرئاسة، بخصوص احتجاج كابرنيك "ربما يجب عليه البحث عن دولة أخرى يتأقلم فيها".

بعد عام، حينما أصبح رئيسا وصم ترامب الظهير الربعي وكل من اتبعوه حرفيا بـ"أبناء العاهرة"، بل وأنه اتهمهم بانعدام الوطنية وعدم احترام العسكريين الذين يحاربون من أجل البلاد في الخارج ودعا كل الأندية لتسريح كل من يكررون هذا التصرف. حينها كان كابرنيك بلا فريق منذ ستة أشهر وفضل أيضا عدم التعليق والاستمرار في صمته.

وصلت الحركة التي بدأها كابرنيك لذروتها عقب تصريحات ترامب، فلم يقف مئتان من لاعبي (إن إف إل) لسماع النشيد الوطني ردا على الرئيس، بينما اشتعلت شبكة (تويتر) الاجتماعية بتغريدات من ترامب تسببت في ردود فعل جعلت هناك اعتقادا سائدا بأن هذا الاحتجاج قد يمتد لدوري كرة السلة الأمريكية للمحترفين (إن بي إيه)، فوصف ليبرون جيمس ترامب بـ"بطيء الفهم". اشتعلت الأجواء أكثر حينما لعب فريق كيلفلاند كافاليرز في تشرين أول/ أكتوبر في افتتاح الموسم في كرة السلة، حيث ظلت كل الأنظار معلقة بأفضل لاعب في العالم، وهذه المرة ليس بسبب مهارته الرياضية، بل لمعرفة إذا كان سيقرر هو الآخر الجثو على ركبتيه، لتنتقل العدوى لملاعب (إن بي إيه).

حينها كانت الرؤية بخصوص هذه الاحتجاجات أثناء النشيد الوطني قد تغيرت، وبين الجماهير أظهرت الاستطلاعات تزايد الرافضين لاجبار الرياضيين على سماع النشيد الوطني وهم وقوفا بنسبة 51% إلى 47%.

لم يجثو ليبرون جيمس على ركبتيه في تلك الليلة على ملعب كويكين لوانس أرينا، لا هو ولا أي من زملائه أو لاعبي بوسطن سيلتكس، الفريق الزائر، لكن جميعهم عقدوا ساعديهم أثناء عزف النشيد الوطني في الملعب الذي دخله النجم وهو يرتدي حذاء كتب عليه باللون الذهبي كلمة "مساواة" بحروف كبيرة وضخمة.

حينما تصرف اللاعبون بهذه الصورة، بعقد ذراعيهم وعدم وضع أيديهم على قلوبهم، لم يخرقوا أية لوائح لكنهم أطلقوا رسالة، فقواعد (إن بي إيه) تنص على الوقوف أثناء النشيد، لكن في (إن إف إل) توصي بها فقط.

أدان كابرنيك قبل المباراة عبر محاميه وجود مؤامرة ضده من قبل (إن إف إل) لكي لا يلعب لأي فريق وقدم شكوى رسمية أمام السلطات المختصة، فيما قال محاميه مارك جيراجوس "هدف كولين كابرنيك كان ولا يزال دائما هو التعامل معه بإنصاف في الدوري الذي لعب فيه بأعلى مستوى لكي يعود مجددا إلى الملاعب".

سارة بارديراس
الاثنين 15 يناير 2018