نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


كتيبةٌ تكشفُ عن نفسـِـها!






يقود بعض المعارضين حملة اتهامات عليّ بسبب مساعدتي وفرحتي بتحرير مدينتي إدلب!
وصل الغضب ببعضهم أن تبنى كل ترويجات عصابات أسد عني، وزاد عليها شتائم مست عائلتي!؟

أقول لهؤلاء المعارضين: نظرتم إلى تحرير إدلب من خلال كراهيتكم لـ "جبهة النصرة"، إحدى الفصائل التي شاركت في التحرير، وأشحتم بعيونكم عن جميع الكتائب الأخرى المشاركة في "جيش الفتح". أما أنا فنظرت لهذا التحرير من زاوية أخرى، هي أن أبناء إدلب هم من حرروها. لا يهمني تحت أي راية حُررت، المهم أنهم اقتلعوا أسد، وقلعوا 50 عاماً من الظلم والقهر والتدمير، وعادوا إلى بيوتهم منتصرين.


 
 

اتهمني البعض بأني انقلبت على ليبراليتي وتحولت إلى إسلامي متطرف!! لكن أظنكم لا تنكرون أن "أورينت" طيلة أربع سنوات دعمت إعلاميا كل التشكيلات السياسية التي ينتمي لها أغلبكم، غطت إعلاميا كل من حاول تأسيس حزب أو تيار أو تجمع، حتى وإن لم يكن فيه إلا هو واثنان من أهله وأصدقائه.. وأرسلتْ لهم مراسلاً أو أكثر كالمنبر والتيار الديمقراطي. وأعدت تقارير فتحت لهم باب الظهور على الشاشة.. وكل تلك التيارات والأحزاب ظهر ممثلوها على شاشة "أورينت" طيلة سنوات الثورة قبل وبعد تأسيس أحزابكم.

للأسف، فشلتم في جذب الناس إليكم، بل على العكس كان بعضكم طارداً. فالخلافات فيما بينكم واستهتاركم، أزكما أنوف السوريين، وبعضكم دخل في لعبة الفساد والتخابر على تجمعات الكتائب المقاتلة لأسد(!؟) فما ذنبي؟
أنا أمتلك وسائل إعلام، تلفزيون، راديو، موقع ويب، مركز بحوث. والإعلام يغطي ما هو فاعل وموجود على الأرض وليس الأوهام. لا يستطيع الكذب أن يحيي الموتى. هل هناك أحزاب قومية، اشتراكية، شيوعية، ليبرالية... فاعلة و"أورينت" قصرت في تغطية نشاطها؟ إنها غير موجودة كي نُعلم عنها ونشجعها. تريدوننا أن نكون كمتفرج في ملعب يحضر مباراة بين ريال مدريد وبرشلونة، ووحده يجب أن يشجع فريق ليفربول! فريق غير موجود حاليا في الملعب!

أقول لبعض المعارضين من الأقليات، إن "أورينت" أيضا غطت كل مؤتمراتكم وفتحت لكم مجال الظهور الإعلامي، لكنكم أيضا لم تجتذبوا أحدا، ولم تكونوا مقنعين، حتى إن أهلكم عادوكم.. وبعضكم استعدته أمه وتبرأت منه! لا تأثير لكم بالمطلق لأن تيار طوائفكم المركزي معادٍ للثورة.
خطابكم كان أقرب لأسد ومع ذلك لم يقبل أسد بكم. لأن أسد وضع للمعارضة المقبولة منه سقفاً يتمثل بـ30 كلمة وأنتم أردتم استخدام 35 كلمة فاختلفتم، وأصبحتم معارضين رغماً عنكم! ومثلكم ومعكم نحو 30 معارضاً محسوبين على السُنة، فجرى عليهم ما جرى عليكم!

لم تستطيعوا فهم ما آلت إليه الثورة على الأرض حين تحولت إلى حرب بين تيارين، وحش نصيري مع كتائب شيعية من شذاذ الآفاق استشرث ونخرت، حتى خرج لهم من يرد عليهم وحشيتهم. لكن عصبيتكم جعلتكم تنسون حقيقة أن الثورة دبت في ضمير الشعب السوري، ومثل ذلك حدث مع الفرنسيين في ثورتهم الكبرى، وفي ثورتهم على الاحتلال الألماني أيضاً، لكن قادتهم لم يتوهوا بترهات جانبية من دمار أو لصوصية حدثت أثناء الفوضى، وبقي هدفهم مع الثورة إلى حين انتصارها لتحقيق الحلم والأحلام! لكننا نرى بعضكم خان دبيبها وبدأ يحن لأسد!؟

جميعكم تقريبا تساءل كيف أفرح بتحرير مدينتي على يد من ينادي: (قائدنا للأبد سيدنا محمد)؟! أنا ليس بيني وبين محمد (ص) خلاف كما بينكم وبينه، ولست مصابا بلوثة الفوبيا الإسلامية، فأمي دائمة ذكره، ووالدي كان يحج عاماً ويعتمر عاما، وليس لدي مشكلة مع الجامع، ففيه تعلمت السماحة والرضى وعرفت الله صغيرا، ولم يك بيني والمتدينين من عائلتي جفوة بل كانوا أحب الناس الى قلوبنا ونحن صغارا، يزورننا ووجوههم السمحة وابتساماتهم تسبقهم ومعهم حبات الحلوى!
لا أستطيع أن أمنع نفسي من الفرح بتحرير مدينتي، لكني صدمت عندما وصلني عن بعضكم، أنهم تمنوا إعادة احتلال أسد لإدلب... نكاية بالمحررين وبي شخصيا.. حلم إبليس بالجنة!

أعزائي...
أنا عدو أسد وباقي الأوراق نرتبها بعد انقلاع رأس الشرّ. مرة أخرى ليس شمولا فالمعارض جورج صبرا وحبيب صالح فهموا أن أسدا سيد الشرور فما حادوا عن عملهم وهدفهم في قلع أسد.
تطلبون مني أن أكون وصياً على السوريين بخلق ما يتوافق مع هواكم!
لست ولم أعين نفسي وصيا على خيارات السوريين، هم يمثلوني في كل خياراتهم واتجاهاتهم، طالما أن هدفهم تحرير سوريا من ظلم المجرم أسد وما جمع عليهم من وحوش الأرض، وحماية أرواح وممتلكات السوريين. أتمنى لهم الأفضل، لكني أبداً لا أصطف مع عدوهم، بحجة أن خياراتهم لا تعجبني! خطوطي الحمراء معروفة وهي المجرم أسد ومن أعانه، و(داعش) التي كنتُ أول من فضحها وعاداها لأنها تقتل السوريين، وتستبيح ممتلكاتهم.

انتبهتُ إلى حجم صدمة تحرير إدلب وأنها شكّلتْ منعطفاً لدى أغلبكم فأرغى وأزبد (صبحي الحديدي/ من المزرعة إلى الإمارة)!؟ بدلا من أن تكونوا نخبا فكرية حقيقية بجانب الشعب السوري، تنتبهون إلى العلاقات الجديدة التي بدأت تتشكل بين الأقليات والأكثرية، بين الريف والمدينة، بين المتديّن واليساري، بين طبقات المجتمع الأغنياء والفقراء... وما يتطلبه الواقع من خلق نتاجات فكرية تصالحية، وليس عداءً وقطيعة مع مجتمعكم ذاته!

لا أدعي ملكيتي للحقيقة الكاملة ولا أدعى أنني الصحيح كله، ولا يأتيني الباطل لا من على يميني ولا من على يساري، لكني أخاطبكم قبل أن تغرقوا في القطيعة الكاملة مع المجتمع السوري الذي يتشكل حديثا بقوة وسرعة ليست طبيعية بسبب الظروف غير الطبيعية. وباسمي وباسم كادر أورينت ندعوكم لحوارات شاملة لا تتوقف لردم أي فجوة بين فئات المجتمع السوري ذاته، وبين المجتمع السوري ونخبه.

على كلٍ... إذا كان المسيحي العربي اليوم يُنظر له في الغرب نظرة اتهامية على أنه داعشي، وها أنتم تتهموني بالتطرف الديني وأنا من عليه! فالمشكلة إذا ليست بالمنظور إليه ولكن بالناظر. الناظر الذي أغلق عليه عقله بشعار واحد فقط تمترس خلفه ولم ينتبه إلى أي تفصيل آخر وسبب وجود هذا التفصيل، وأن المعركة قد حسمت الآن بين طرفين، أسد وكتائب شذاذ الآفاق الخمينية من جهة، وبين من رضي به الشعب السوري محررا، حاولوا أن تجدوا أنفسكم!

بعضكم استشرس وهاجموني في نقاط قوتي، وهي بالنسبة لي رفعة وشرف وقوة، أي وقوفي في خندق السوريين، وادعوا العكس. لقد دافعت دائماً عن خيارتي وأنا مرتاح الضمير، ومنذ أربع سنوات وحتى قبلها.. أما بعضكم ذاك فلم يصدر عنهم دليل واحد يدعم اتهاماته سوى الشتائم!؟

الشعب السوري ماضٍ حتى يحقق هدفه فمن أراد أن يمضي معه على الرحب والسعة ومن وجد نفسه أقرب إلى الضفة الأخرى فلن يطول لقاؤنا في سوريا الحرّة!

* مالك ومدير عام مجموعة (أورينت) الإعلامية

5/4/2015


Lazikani Lazikani
الاحد 5 أبريل 2015