كثافة أمنية وسوء تنظيم جعلا حركة "6 ابريل" تفشل للسنة الثانية في تنظيم مظاهرات

وهذه السنة الثانية التي يواجهون فيها الفشل بتنظيم تظاهرة موحدة تسير من وسط البلد باتجاه مجلس الشعب لتسجيل اعتراضهم على استمرار العمل بقانون الطوارئ ومنح المزيد من الحريات وتعديل بنود الدستور وتعديل المواد 76 و 77 و88 من الدستور المصري الخاصة بكيفية اختيار رئيس الجمهورية ومدة الحكم ورفع القيود عن الأنشطة الطلابية وحرية تكوين الأسر وحرية أنشطتها.

فمنطقة وسط البلد تحولت منذ ساعات الصباح الباكر الى ثكنة عسكرية خصوصا في مناطق التجمعات المعلنة امام نقابات الصحافيين والمحامين والعمال بالاضافة الى ميادين التحرير ورمسيس وطلعت حرب، ولوحظ وبشكل لافت انتشار مجموعات كبيرة من الشرطة النسائية ايضا للتصدي للمتظاهرات اللواتي نلن نصيبهن من الضرب والاعتقالات، واسفرت الاشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين عن جرح العيدي من الشباب بالاضافة الى اعتقال حوالي 90 منهم، وكان لافتا ما قامت به ادارة جامعة عين شمس لمواجهة الدعوة للتظاهر والاضراب فاقامت حفل كبير للمطرب محمد حماقي لالهاء الشباب عن الشارع ونجحت الخطة حيث تجمع الاف الطلاب في الساحات الخارجية للجامعة لحضور الحفل.

اسرائيل من ناحيتها وضعت تحركات 6 ابريل تحت المجهر حيث اهتم الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت بتفاصيل الاحداث خصوصا عمليات القمع الامني والاعتقالات التي تلتها ناقلين الشعارات التي يرددها المتظاهرون مع التركيز على اعتداء بعض رجال الامن على الصحافيين ومصادرة الات التصوير ولفتت في الوقت نفسه ان هذا النوع من التظاهر نادر الحصول في مصر وغالبا ما يتم اجهاضه من قبل الاجهزة الامنية من خلال الكثرة العددية حيث يحيط المئات من رجال مكافحة الشغب بمجموعة صغيرة من المتظاهرين لا يتعدى عددهم الخمسين شابا، ونقلت عن مؤسس الحركة "أحمد ماهر" انه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية.

وبعد انتشار اخبار الاعتقالات اعرب العديد من النشطاء السياسيين والنقابيين ادانتهم لما حصل ودعوا الى الافراج الفوري عن المعتقلين، ومن جهته طالب مرشح الرئاسة ايمن نور بالإفراج الفورى عن المعتقلين السياسين ممن جرى اعتقالهم بالقاهرة والمحافظات المختلفة إثر مشاركتهم فى فاعليات 6 أبريل، وأكد نور أنه سيتقدم ببلاغ إلى النائب العام غدا حول كافة الأحداث التى دارت اليوم من اعتقالات واشتباكات أمنية، إلى جانب إصابة العديد من المتظاهرين، مهددا بتنظيم وقفة احتجاجية بميدان طلعت حرب إذا لم يتم الافراج الفورى عنهم، يليها وقفة احتجاجية امام النائب العام بعد غد فى شكل تصعيدى، معلنا إدانة الغد الكاملة لكافة الاعتقالات التى وصفها "بالغباء السياسى"، حيث قال لقيادات الأمن "هو انتوا فاكرين إن اللى بتعملوه ده حماية لمصر"، ووصف أيمن نور مؤسس حزب الغد إن قرار وزارة الداخلية بمنع مؤتمر جماهيري كان من المقرر أن ينظمه في ميدان التحرير وسط القاهرة لطرح برنامجه في انتخابات الرئاسة، بأنه قرار "مخالف للدستور وحق الأحزاب في ممارسة نشاطها العلني