نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


كلام في الصميم




في إحدى حلقات مسلسل لياسر العظمة يراقب المخبر الجمهور ويسجل اسم أحد الحاضرين الذي لم يصفق عندما ذكر الخطيب اسم السلطان .


 يتعرض اللامصفق للتعذيب على جريمته النكراء , ويسأل تحت التعذيب : ليش مازقفت ولا ؟ فيجيب اللامصفق : سيدي كنت نايم !! تصبح جريمته مضاعفة فهو ينام في محفل لمديح السلطان أيضا !! لو أن هذا المشهد عرض في دولة ديمقراطية لضحك المشاهدون باعتباره ضربا من الخيال . عندما عرض في يلاد العرب …قالت العرب : والله هذا مايحدث عندنا . أذكر في افتتاح مهرجان السينما الأخير أن وزير الإعلام أطنب في مدح الأسد حتى ظننا أنه فلذة من كبده فصفق الجمهور النخبة وكنت من بين اللامصفقين . لكزني صديقي وقال هامسا : هلأ بيكتبوا اسمك وبتروح فيها ؟؟ يعرف الموالون والمعارضون مثل هذه التفاصيل التي عايشها الكل وتغاضى عنها لكونها مجرد تفصيل لاقيمة له . والحقيقة التي غابت عن معظمنا أن تكربس مثل تلك السلوكيات كان بهدف تعويد الناس على تقبل العبودية ودفعهم لممارسة طقوسها في كل مكان ومجال . من تلك الطقوس : توزيع صور الأسد الإله بشكل دوري على المكاتب الحكومية والخاصة وعلى السيارات العابرة أحيانا , وإلصاق الكبيرة منها على واجهات الوزارات والإدارات الحكومية . كنت في إحدى معامل الرخام في ضاحية جوبر الدمشقية وكان العديد من فناني الزخرفة والنقش على الحجر يعملون على إنهاء لوحة البانوراما التي تقف حتى الآن في مواجهة القادمين من المحافظات على مدخل دمشق لتذكرهم بإلسلطان الإله الأسدالأب . سألت صاحب المشغل : كم كلفت هذه اللوحة العملاقة ؟ قال : 400000 ليرة في ذلك التاريخ من ثمانينات القرن الماضي . وفي ذلك التاريخ نفسه لم تكن لتجد في البلد حاجات الإنسان الأساس مثل السكر والأرز واللبن والحليب والشاي ومناديل الورق ولاحتى أكياس الورق أو النايلون وكان الناس يصطفون لأيام كي يحصلوا على الليمون أو البندورة مثلا . قال لي رجل مسن نحيل معروق الوجه والكفين والذراعين وهو يهبط بصعوبة على درجات المؤسسة الاستهلاكية في منطقة البرامكة بدمشق :عم تسألني شو ناقص بالمؤسسة ؟ اسألني شوفي فيه بالمؤسسة أصلا ؟ لك بدي نص وقية شاي مالقيت .. إي مافي , أقسم بالله مافي !! لك يارجل شلون بدنا نعيش ؟ لك يلعن !! المقاومة .. لك بيركبو مارسيدسات وبيقولولك شو ؟: مقاومة ؟ عايشين بقصور وأكلن بيجيهن من فرانسا وبيقولولك : شدو الحزام ؟ بدن حزام يمصع رقبتن . قال كل ذلك همسا ومضى يداري جسده المتهافت كي لايتدحرج ويموت شهيدا للممانعة . تفاصيل كثيرة لسلوك العبودية حاول النظام الأبدي تكريسها في عواطف الناس وعقولهم ولأربعين سنة ظنوا أن السوريين اعتادوها وصاروا إلى عبيد . مايستفزهم اليوم أن ظنهم بات خائبا وأن الأصالة السورية بكل قيمها النبيلة استيقظت من سباتها . ولذلك فهم أمام خيار الفناء أو البقاء ولو قتلوا كل من يهتف للحرية ولومات كل عبيدهم . بالنسبة للسوريين الأحرار فهم أمام خيار الانتصار فقط،وسينتصرون مهما طال الزمن.

توفيق الحلاق
الاحد 16 يوليوز 2017