نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


كيف قلب ترامب الطاولة على الجميع






في تمام الساعة الثانية وواحد وثلاثين دقيقة بالتوقيت الشرقي، أُعلن انتصار المرشّح الجمهوري للرئاسة «دونالد ترامب» في ويسكونسن، آخر ولاية متأرجحة كان يحتاج إليها؛ ليتخطى حاجز 270 صوتًا في المجمّع الانتخابي، ويُعلن رئيسًا للولايات المتّحدة الأمريكية.


 
حتى ساعات قليلة قبل حصول ترامب على أغلبية الأصوات في المجمّع الانتخابي، كان من شبه المستحيل توقّع الهزيمة التي ستُمنى بها «هيلاري كلينتون». حالة من عدم التصديق انتابت الكثيرين؛ إذ صعد ترامب وسط حشود مؤيديه ليُلقي كلمة المنتصر، ويُعلن أن الوقت قد حان لـ«تضميد جراح الانقسام والاجتماع سويًا».
تُحاول «كاري جونسون»، في تقريرها على NPR، فهم كيف انقلب الموقف على «هيلاري كلينتون» من فوزٍ حاسمٍ متوقّع إلى انتصارٍ جمهوري في الميادين الانتخابية الثلاثة، «الرئاسة، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب».

بلا خبرة

النتيجة أفحمت المهتمّين بالسياسة لأسبابٍ عديدة. المرشّح لا يمتلك خبرة سابقة في أي موقعٍ عسكري أو مدني منتخب، بل إنه لم يكن حتى عضوًا بالحزب الجمهوري لفترةٍ طويلة، لكنه تمكّن من التغلب على سياسية مخضرمة تولت عدة مناصب سياسية، آخرها كان وزارة الخارجية في عهد الرئيس باراك أوباما. كذلك تغلّب ترامب في عملية اختيار الأحزاب الأولية على أكثر من 16 مرشّحًا من أصحاب الخبرة اعتمادًا على أفراد العائلة، وبإنفاقٍ قليلٍ على الحملات الدعائية المعتادة.
ربّما يرجع الأمر إلى قدرة ترامب على إقناع شريحة واسعة من الناخبين الأمريكيين بأن يثقوا فيه، ويعطوه أصواتهم؛ بصفته بديلًا عن المؤسسات التي خذلتهم مرارًا؛ الحكومة، والنظام المصرفي والقضائي. سيكون «ترامب»، كما قال لمؤيديه، صوتهم في أعلى منصبٍ تنفيذي في النظام الأمريكي، وربّما في العالم. ساعده هذا في مواجهة هيلاري كلينتون، التي لاقت العديد من الاتهامات، أهمّها: إنشاء خادم سري للبريد الإلكتروني تُدير من خلاله أعمال وزارة الخارجية. التحقيقات في هذا الأمرأعيد فتحها من قِبل مدير مكتب التحقيقات «جيمس كومي»، الذي أعلم الكونجرس بأن المكتب عثر على مجموعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني، وجارِ النظر فيها، قبل 11 يومًا فقط من الانتخابات. بعدها أعلن المكتب بأنه لم يجد أدلة إضافية تغيّر من تحليلاته الأولية بشأن المسألة، وأنّه لا دليل ملموس على ارتكاب كلينتون لفعلٍ إجرامي، لكن الضجّة الإعلامية كانت قد تكفّلت بالفعل في تعميق فقدان الثقة في مرشحة الحزب الديمقراطي.

خروقاتٍ جسيمة

وفقًا للتقرير، القول بأن ترامب خرق قواعد المنافسات السياسية لا يوفّي الأمر حقه. لم ينشر ترامب إقراره الضريبي، ونعت منافسته بـ«المرأة البذيئة»، وبدأت حملته بإعلان أن بعض المهاجرين المكسيكيين إلى الولايات المتّحدة هم مغتصبون وقتلة. كل هذا بالإضافة إلى العديد من الأخطاء والفضائح الأخرى، لم يؤثر سلبًا بالقدر المتوقع على الشرائح التصويتية التي حسمت الولايات المتأرجحة لصالح المرشّح؛ فلوريدا، وأوهايو، وبنسلفانيا وغيرها. فشلت استطلاعات الرأي في توقّع خسارة هيلاري كلينتون لهذه الولايات، وهو ما كان مفاجأة سارة مُربكة للحظة بالنسبة للحشود المؤيدة لترامب في نيويورك. أما بالنسبة للحشود المؤيدة لكلينتون في مانهاتن فإن صخبها استمرّ في الخفوت؛ إذ تواترت نتائج الولايات على غير ما توقّعوا، وخطب فيهم رئيس الحملة الانتخابية لكلينتون، «جون بوديستا»، قبل إعلان النتيجة بوقتٍ قصير، قائلًا: إن «الأصوات ما زالت تُعدّ، وكل صوتٍ ينبغي أن يحدث فرقًا».
وهو ما لم يحدث بالطبع. «دونالد ترامب» أصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة الأمريكية، خلفًا للرئيس «باراك أوباما»، أوّل رئيس أمريكي أسود. شارك أوباما بحماسٍ في حملة هيلاري الانتخابية؛ أملًا في أن تُحافظ على مشروعاته التي بدأها في فترتيه الرئاسيتين، مثل قانون الرعاية الصحّية، وخطة إتاحة الفرصة أمام المهاجرين غير الشرعيين للحصول على الجنسية الأمريكية.
لكن ترامب، وفقًا للمقال، هو نقيض أوباما. ما زالت أجندة ترامب غير واضحة بالكلية، لكنه وعد بترحيل ملايين المهاجرين الذين لا يحملون أوراقًا رسمية، وبناء جدار عازل على الحدود المكسيكية الأمريكية، والتفاوض مع حكومات أجنبية دكتاتورية من ضمنها روسيا والصين. ومن المتوقّع أن يترك المرشّح ردحًا كبيرًا من القرارات السياسية المهمّة لنائبه، «مايك بينس».
الفوز، وفقًا لـ«باري بينيت»، مستشار سابق لترامب، يعكس فهمًا أفضل لمزاج الناخبين بالمقارنة بفهم السياسيين المحترفين.
« إن فوز ترامب شهادة على مدى غضبهم تجاه واشنطن، وواشنطن من الأفضل أن تستمع إلى تلك الرسالة. ربّما اتسقت مواقفنا أكثر من اللازم مع أصحاب الأعمال، وليس مع الشعب. لذا فربما هذا التراجع أمرٌ جيد للحزب الديمقراطي».
--------------
ساسه بوست

عبد الرحمن طه
الخميس 10 نونبر 2016