تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


لأن الخيمة عنوان مأساتهم .... الغزاويون مرتاحون لبيوت الطين التي تبنيها لهم الأونروا




جباليا - عادل الزعنون - مع شروق الشمس يرتشف ماجد العثامنة بسرور فنجانا من القهوة وهو يجلس امام منزله الجديد الذي بنته وكالة الانروا الدولية من الطين بديلا "مؤقتا" لمنزله الذي دمره الجيش الاسرائيلي في حربه على غزة قبل عام ويقع المنزل الذي تعلوه قبة ومساحته حوالي 70 مترا مربعا والمكون من غرفين ومطبخ وحمام وصالة صغيرة للجلوس فوق تلة صغيرة في "عزبة عبد ربه" شرق جباليا


بيت طيني من الداخل في غزة
بيت طيني من الداخل في غزة
وهو اول نموذج تنفذه منظمة الامم المتحدة ضمن مشروع لبناء مئات المنازل من الطين بدل الخيام البالية التي تعيش فيها مئات الاسر الغزية التي فقدت منازلها في الحرب.

ويقول العثامنة (60 عاما) وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة بينما انشغلت زوجته ام رائد مع ابنتها في اعداد الخبز "مبسوط كثير في هذا البيت الصغير والجميل وهو افضل بكثير من الخيمة، ومريح".

ويطل الطفل علاء (10 اعوام) وهو الابن الاصغر للعثامنة ضاحكا من نافذة البيت التي يعلوها قوس صغير مزخرف وتقابلها اشتال للزينة زرعت حديثا، قبل ان يتوجه الى مدرسته على بعد كيلومترين تقريبا.

وحرص العثامنة على ابقاء خيمته البالية وكرفان عاش فيهما لعام قرابة بيته المدمر.

ويقول العثامنة "الخيمة عنوان ماساتنا. كلما نظرت الى الخيمة ادركت ان البيت جيد".

ولايزال ركام منازل ابو رائد واولاده الستة التي هدمها الجيش الاسرائيلي ماثلا.

ويشرح بايجاز "قصفوا منزلين بالصواريخ ثم هدموا بيوت اولادي الاربعة بالجرافات وانتقلوا على الفور جميعهم للعيش في بيتي الكبير. ثم اخرجونا من البيت وهدموه وشردونا واعتقلوا ابني".

وتعبر ام جمال عبد ربه 49عاما عن تفاؤلها وسرورها. وتقول ان بيت العثامنة "سنة من الحياة القاسية تكفي..نشكر الانروا على هذه المنحة التي ستجعل العالم يلتفت الى اوضاعنا الكارثية".

وتامل عبد ربه التي هدم بيتها وعشرات من بيوت اقاربها في نفس المنطقة الحصول على بيت مماثل قبل انتهاء موسم الشتاء.

لكن ابو رائد لا يخفي احباطه ويؤكد "لن تكون اعادة اعمار..لا مواد بناء ولا معابر اعرف ان البيوت المؤقتة ستظل دائمة".

وتعهد جون جينغ مدير عمليات الانروا بعد ان سلم العثامنة مفاتيح المنزل الاسبوع الماضي بتنفيذ مشروع منازل الطين "مؤقتا" الى حين دخول الاسمنت ومواد البناء لاعادة اعمار الاف المنازل التي هدمها الجيش الاسرائيلي في غزة المحاصرة.

وتمنع اسرائيل ادخال مواد البناء والاسمنت منذ نحو ثلاث سنوات الى القطاع.

ودمر الجيش الاسرائيلي كليا اكثر من اربعة الاف منزل خلال الحرب على غزة التي قتل فيها حوالي 1400 فلسطيني بحسب احصائية للسلطة الفلسطينية.

واكد عدنان ابو حسنة المتحدث باسم الاونروا ان منزل العثامنة "اول نموذج" لمئات المنازل "الموقتة"، مؤكدا ان "هذا ليس بديلا عن مشروع اعادة الاعمار الخاص ب60 ألف اسرة فلسطينية فقدت بيوتها في قطاع غزة، وانما هو مشروع لايواء المشردين موقتا في ظل الامطار والاجواء الصعبة".

وعبر مشرف العر (47 عاما) والذي هجرت عائلته من بئر السبع في 1948 عن ارتياحه لبدء الانروا ببناء بيت له قرب منزله المدمر والذي يبعد الف متر عن الحدود بين شرق جباليا واسرائيل.

ويشير الرجل طويل القامة والنحيف ذو اللحية البيضاء "قبلنا هذا الوضع ببناء بيت من الطين لحين دخول مواد البناء". ويضيف "مشكلتنا طويلة. لما خرجنا من البلاد قالوا لنا الاسبوع القادم ستعودون وها نحن ما زلنا حتى الان. وعدتنا الانروا حاليا ببناء بيوتنا. مشكلتنا في اعادة الاعمار لن تحل في خمس سنوات".

وتبني وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الانروا) التي تقوم بتدريب عاملين على صناعة الطوب في مقرها في غزة منازل من الطين لمن يستوفي شروطها بان يمتلك قطعة ارض حيث يقام البيت الجديد على مساحة صغيرة وجانبية منها كي لا تتأثر عملية اعادة الاعمار الدائمة حال بدئها. كما يفترض بمقدم الطلب ان يكون لاجئا.

ويعبر محمد السموني الذي فقد بيته وقتل 30 من افراد عائلته في الحرب عن استهجانه من حرمان عائلته من هذه البيوت كونها ليست لاجئة.

وقال السموني (35 عاما) "الاحتلال يهدم البيوت ولا يسال عن اصل اصحابها اكانوا لاجئين ام مواطنين. الدعم العربي والدولي ياتي باسم الشعب".

واستدرك محمد "ممكن ان تبني لنا السلطة بيوتا ولو مؤقتة. كفى معاناة وعذاب في هذه الخيام".

وتقيم عدة اسر من عائلة السموني في خيام نصبت فوق انقاض عشرات المنازل التي سواها الجيش الاسرائيلي بالارض في حي الزيتون الفقير والمكتظ بالسكان شرق غزة.

ويكلف بناء المنزل الواحد من الطين ومساحته ما بين 70 الى 80 مترا مربعا ما بين 12 الفا و15 الف دولار.

ويامل محمد صقر (40 عاما) الذي كان منهمكا في بناء منزل العر ان "تشغل هذه المشاريع اكبر عدد ممكن من العمال العاطلين عن العمل".

ويشمل المرحلة الاولى من مشروع الانروا الذي تموله الكويت والهلال الاحمر الاماراتي بناء 120 منزلا.

وقد احيا تشييد بيوت من الطين في غزة في ذاكرة ابو حسن (69 عاما) صور البيت الذي ولد فيه في بلدة عسقلان والتي هجرت عائلته منها ابان النكبة.

ويقول ابو حسن الذي هدم منزله في الحرب محظوظ من يحصل على بيت من الطين. ولدت في بيت من الطين وكانت ايام حلوة لا تنسى. دفئ في الشتاء وجو معتدل في الصيف

عادل الزعنون
الاحد 20 ديسمبر 2009