قال عيتاني إن الرجال، الذين كان معهم ملف مكتوب عليه "أمن الدولة"، حققوا معه نحو ساعتين أو ثلاث حول علاقاته مع إسرائيل. ثم قال له أحدهم أن يتصل بزوجته ليخبرها بأنه سيغيب لمدة 10 أيام. قال عيتاني إنه لم يجد أي دلالة على أن المكان هو مركز احتجاز رسمي، حيث لم يرَ أي شخص يرتدي زيا رسميا أو محتجزين آخرين ولم يكن هناك أعلام أو شعارات رسمية، وإنه كان محتجزا في زنزانة داخل غرفة. أمن الدولة هو جهاز أمني لبناني يتبع لرئيس الوزراء، ويقع تحت صلاحية "المجلس الأعلى للدفاع".

سُرِّبت تفاصيل التحقيق مع عيتاني والتهم الموجهة إليه في وسائل الإعلام في غضون يوم من توقيفه، ووصف عيتاني هذا التسريب بـ"أكبر أشكال التعذيب التي رأيتها في حياتي. أخذوا هاتفي بينما كنت قابعا في زنزانتي وقرأوا الأخبار ومنشورات أصدقائي على "فيسبوك". فقدت الأمل... التعذيب النفسي والكلمات التي استخدموها كانت أفظع من التعذيب الجسدي". قال عيتاني إن المحققين أخبروه بأنهم يمنعون الناس من إحراق بيت والديه، وأن عليه التعاون.

قال عيتاني إن التعذيب الجسدي بدأ بعد رفضه توقيع الاعتراف نحو الساعة 6 مساء في 26 نوفمبر/تشرين الثاني. وقال إن 4 رجال قيدوه في وضعية مؤلمة على الأرض وضربه أحدهم بسلك بينما كان يصرخ. وقال إنهم لكموه على وجهه وصدره وبين رجليه، وركلوه، وإن أحد الرجال نزع عنه بنطاله وضربه على أعضائه التناسلية. ثم علق الرجال معصميه على قضيب بين جانبي الباب بحيث بالكاد تلمس قدماه الأرض، وتركوه هكذا لساعات.

قال عيتاني إن الرجال أنزلوه لاحقا وقيدوه بالأغلال فوقع على الأرض. ثم لكموه وركلوه على وجهه وداسوا عليه، ما سبب نزيفا في فمه وخسارته إحدى أسنانه. أرسل عيتاني لـ هيومن رايتس ووتش تقريرا طبيا فيه توثيق لإصابات في الفم في 7 أسنان. تذكر عيتاني أن أحد الرجال قال: "لا يهمني، سيفرح بنا الناس لاحقا لأنك خائن". ثم قيدوا معصميه مجددا إلى القضيب. ويتذكر أيضا أنه سمع أحدهم يتكلم على الهاتف، قائلا: "لا يمكننا تسليمه الآن فالآثار لا تزال على جسده".

قال عيتاني إن أحد الرجال، الذي يبدو أنه المسؤول، قال له إنهم سيدخلون قضيبا في مؤخرته إن لم يوقّع، وأشار إلى رجل آخر وهو يقول: "هذا سيركبك، ولا يهمنا لأنك خائن". فوافق عيتاني على التوقيع.

قال إن الرجال أخذوه في 28 نوفمبر/تشرين الثاني إلى المحكمة العسكرية في بيروت وسلموه إلى الشرطة العسكرية، حيث أمضى 54 يوما في الحجز الانفرادي. وقال: "لم يكشف عليّ أي طبيب، كان جسدي أزرق وكنت أبصق دما. لم أكن أستطيع التكلم بوضوح".