نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


لماذا تراجع النظام وتقدمت إيران في الزربة وخان طومان؟؟








إستراتيجية حرب الحدود وفتح الجبهات القريبة من تركيا هي آخر ما تفتقت عنه ذهنية المخطط العملياتي لغرفة القيادة العسكرية للطيران الروسي في قاعدة (حميميم), وبالتالي وجدنا عملية نقل للجهود العسكرية للطيران الروسي نحو الشمال والتركيز على جبهات ثلاث: جبهة الساحل بجبلي التركمان والأكراد, جبهة إدلب المدينة وجبل الزاوية, جبهة حلب باتجاهاتها الثلاث شمال وغرب وجنوب,


  وفقط غابت جبهة داعش شرق حلب عن عيون الطيران الروسي الذي ينعق كالغربان في كامل مناطق تواجد الثوار, ولا يترك مشفىً ولا مدرسة ولا جمعيات إغاثة (قصف جمعية عدالة الخيرية مع عشرين ألف سلة غذائية في دوما) ولا محكمة وحتى الأحياء السكنية لم تغب عنها ضربات الطيران الروسي فأوقعت المزيد من الجرائم والمجازر إن كان في حي الجلاء داخل محافظة إدلب أو في قرى جبل الزاوية أو في بلدة (الناجية) في ريف الساحل, ونتيجة الفشل في إركاع فصائل الثورة لم يقتصر الاستخدام الروسي على الأسلحة التقليدية من صواريخ وقنابل بل تعدتها لاستخدام الأسلحة المحرمة من قنابل عنقودية وصواريخ فراغية وارتجاجية حتى أصبح اسم الروس يرتبط بمجازر في معظم المدن والبلدات السورية, تلك الجرائم الموصوفة والموثقة دفعت بمنظمة العفو الدولية لتوجيه اتهام لروسيا باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين السوريين على لسان متحدثها (فيليب لوثر).

الحرب الهمجية التي يقوم بها الطيران الروسي انتقلت إلى جبهات الشمال بعد فقدانها الأمل بإحداث أي تغيير في موازين القوى بالجبهات الداخلية وأصبحت مهمتها تنحصر في حماية “الدويلة العلوية” وقطع خطوط الإمداد الشمالية, ومع صدور القانون الأممي عن مجلس الأمن رقم “2254” والذي يمهد (كما يقولون) لوقف إطلاق نار بين الحراك المسلح من جهة والنظام وحلفائه من جهة أخرى, ونظراً لكون المنطقة التي يسيطر عليها النظام ووفق آخر الحسابات الدقيقة تقول أن تلك المساحة لا تتعدى (14%), وبالتالي وأمام تلك الحالة انطلقت ميليشيات النظام لمعركة تدور رحاها في الساحل السوري وفي جبلي الأكراد والتركمان بغية اللعب بموازين التموضعات, وكذلك انطلقت إيران مع قوات النجباء العراقية وبغطاء روسي لإحداث خرق في الجبهة الجنوبية لتغيير الواقع العسكري هناك ولعدة أسباب من وجهة نظر إيران:

أولها أن جبهة الجنوبية لحلب هي الأقرب للشريان الدولي الأهم للنظام (أوستراد حماه- حلب), وكذلك هي الأقرب للبؤر الشيعية (كفريا والفوعا, نبل والزهراء), والمنطقة الجنوبية لحلب هي التي تحقق وصل جبهة غرب حلب مع جبهة مطار كويرس في الشرق. ومع تلك الأهمية العسكرية الكبيرة انطلقت معركة مدمرة بدأت بقصف روسي اتبع فيها سياسة الأرض المحروقة مع تقدم لمليشيات إيرانية وعراقية (وغياب شبه كامل لقوات النظام عن تلك الجبهة لفقدانه العنصر البشري القادر على القيام بالمهمة أو حتى المشاركة) وعبر جبهة (الحاضر- الوضيحي) الذي يبلغ عرضها حوالي (17-20) كم وبعمق جبهة يصل لحوالي (15)كم وعبر محوري قتال من جبل (عزان) إلى بلدتي (خان طومان والزربة), والخطة تقضي بالسيطرة على تلك المناطق والوصول لجزر حي الراشدين وخان العسل وكفرجوم, وبذلك تكون تلك المليشيات الإيرانية والعراقية قد ربطت الجبهات الثلاث شرقا وجنوباً وغرباً ووصلت من مطار (كويرس) شرقاً وحتى جمعية الزهراء ومركز البحوث العلمية المحرر من قبل الثوار غرباً, أيضاً إذا ما تحقق هذا السيناريو فإنه يعطي احتمالات مستقبلية للتحرك نحو الشمال باتجاه مستوطنتي (نبل والزهراء) أو باتجاه الجنوب الغربي نحو مستوطنتي (كفريا والفوعا), ومنها أيضاً يمكن التقدم نحو المعابر الحدودية مع تركيا وتضييق الخناق على إمدادات الثوار من الشمال.

هذا ما خططت له ميلشيات إيران وغرفة عمليات الطيران الروسي في “حميميم”, لكن حسابات السوق لم تطابق الصندوق, صحيح أنها استطاعت التقدم مع الغطاء الجوي الروسي, لكن مع توقف أو قلة الطلعات الجوية  الروسية (لضعف أو بسبب عامل الطقس), كان هناك هجوماً معاكساً لفصائل الثورة أوقع الكثير من الخسائر في صفوف المهاجمين مع بعض الأسرى الإيرانيين الذين أصبحوا في أمانات فصائل الثورة هناك.

طبيعة المنطقة وجغرافيتها تقول أن المنطقة شبه سهلية مع بعض التلال التي تشكل أفضلية لمن يسيطر عليها في ساحات القتال, لكن وحسب القاعدة العسكرية التي تقول “قتلت أرضاً جاهلها” فقد وقعت تلك المليشيات (الشيعية) بكثير من الكمائن جعلت من الثوار يضطرون إلى وضع الجثث العراقية والإيرانية بشاحنات لسحبها من ساحات المعارك, مع تدمير كماً لا بأس به من العربات والمجنزرات وَثقتها الفيديوهات التي نشرها الثوار مباشرة من مواقع تدميرها.

المعارك الآن تأخذ طابع الكر والفر ولا تعطي أفضلية إلا لأصحاب الأرض العارفون بثنايا وحنايا وطرق وتلال وسراديب تلك المنطقة, التفوق الناري الذي يمتلكه الإيرانيون أعطاهم بعض التقدم المرحلي, لكن خبرات القتال علمتنا أن الثوار هم أسياد المعارك وهم من يمتلكون النفس القتالي الأطول الذي يسيطر على هذا النوع من المعارك.

إيران تزج بكل ما تملك من قدرات لأنهم يريدون فرض واقع جديد. الروس يريدون إنجاز يتوجون به وجودهم, فيما سياسة الثوار تقول: لا تراجع مهما كانت التضحيات.

المجتمع الدولي يتحدث عن وقف إطلاق نار لا يملك له أي مقومات في ظل المجازر التي يرتكبها الطيران الروسي, ويتحدث أيضاً عن حلول سياسية يرفضها النظام فعلياً وإن تظاهر بقبولها, ويبقى في الحراك المسلح على الأرض ضماناً حقيقياً لاستمرار الثورة وفرض شروطها وتحقيق أهدافها مع ما يتطلبه هذا الخيار من مقومات للاستمرار تفرض بالتزاماتها على أصدقاء الشعب السوري.

حلب هي معيار الثورة ومركز ثقلها المتأرجح, وجبهة حلب الجنوبية اليوم على مفترق طرق وتحتاج للكثير من الأرصدة القتالية والبشرية والتذخيرية, فهل نكون على قدر تلك المسؤولية ؟؟؟

 --------------

 كلنا شركاء


العميد الركن أحمد رحال
الخميس 24 ديسمبر 2015