نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


لماذا لم ولا ولن يكتب جهاد الخازن عن مجازر "صديقه" بشار




في التجوال اليومي على الصحف من المؤكد إن المحطات الرئيسية تكون عند صفحات الرأي، وفي ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية يتبارى أهل القلم بإبداء الرأي والتحليل، وبالنسبة للوضع السوري تحديدا فيوجد شبه إجماع على إن ما يحصل في سوريا ليس إلا حرب إبادة يقوم بها نظام قمعي فاشي دموي ...


إلا إن اللافت بين الكتاب العرب ما يكتبه جهاد الخازن عن سوريا، فهو وللساعة وبالإضافة إلى "الأنا" المسيطرة على قلمه لأسباب نفسية ربما، لا يدين المجازر بل لغاية الساعة لم يستعمل كلمة "مجازر" ولم يضمن مقالاته أي إدانة لمسلسل القتل المستمر منذ سنة تقريبا...

جهاد الخازن وفي مقالاته يكتب عن كل شيء ويغوص بصراحة بكل الملفات إلا بالملف السوري، حيث لا يزال الرئيس السوري رئيسا بنظره، ولا تزال الإصلاحات هي الحل المطلوب لإنهاء الأزمة..

وقبل استعراض بعض نصوصه لا بد من الإشارة إلى انه ربما الكاتب العربي الوحيد المتفاخر بعلاقاته مع أهل القرار وكأن أحدا غيره لا يملك هذه الميزة، فهنا قابل الرئيس فلان، وهنا تناول الفطور مع أخر، وهناك تناول العشاء، وهنا زار وهنا تحدث مع، فتبدو مقالاته وكأنها من غياهب القرن الماضي حيث لم تكن الكلمات تجد أمامها إلا الورقيات ملاذا لها...

في مقالاته يساوي الخازن بين الجلاد والضحية وان نفى هذا الأمر أكثر من مرة، ويكفي انه يفتخر كونه "في الصراع الدائر لست مع الحكومة أو المعارضة"، وفي مقاله (أشعر بأنني لا اعرف الرئيس) المنشور في 11 ديسمبر 2011، يقول "هو في إحدى عشرة سنة من حكم سورية كان حذراً، ولم ينجز كثيراً مما كان يستطيع انجازه بسهولة. مع ذلك تمتع بشعبية عالية بين المواطنين أقدّر أنها كانت بين 70 و 80 في المائة من السكان"، وعن من ينتقده يقول في مقاله المنشور بتاريخ الاول من ديسمبر 2011 "لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟ أكتبه لأنني ضقت ذرعاً بمعارضين سوريين أتهمهم بثقل الدم، رسائلهم من نوع: لماذا لا تكتب عن سورية؟ وقد كتبت عنها أكثر مما كتبت عن أي بلد عربي آخر، أو: انت تساوي بين الجلاد والضحية، وهذا كذب فقد عارضت القتل قبل أي بيان رسمي عربي. وعندي مثل أخير فالقارئ غسّان عبدالقادر في رسالة نشرها بريد «الحياة» يبدأ بالقول: هناك دماء تسيل كالأنهار في سورية، ألا نسمع تعليقاً منك .... وأقول إن أنهار الدم مبالغة ممجوجة لأن الدماء تترقرق ولا تسيل أنهاراً، وأنني كتبت بضعة عشر مقالاً عن سورية منذ 1/4/2011 لذلك كان هذا المقال. والقارئ غسّان على الأقل استعمل اسمه، ثم هناك «الشجعان» الذين يعرضون عضلاتهم من وراء أسماء حركية، مثل سيريان ويوسف والسورية فاتن وفاتن التاريخ وعمار 12. أقول: عيب عليكم."...

ولا يتوقف الخازن عن تقديم النصائح إلى صديقه الدكتور بشار ومنها ما كتبه بتاريخ 17 اكتوبر 2011 "أعتقد أن إصلاحات حقيقية فورية ستعيد للرئيس الأسد شعبيته التي هبطت (وهذا تقدير شخصي) من 70 في المئة قبل سبعة أشهر إلى 20 في المئة اليوم، فهو لم يحكم يوماً عَبْرَ حزب البعث الذي انتهت مدة صلاحيته، أو أجهزة الأمن وبطشها، وإنما عبر تأييد غالبية من السوريين رأت في شبابه وتعليمه العالي أملاً بمستقبل أفضل.
أدعو الرئيس الأسد إلى أن يفكر في المستقبل الذي يشمل مستقبل أولاد السوريين وأولاده هو، وأن يقدِّر أن الإصلاحات، مرة أخرى الحقيقية والفورية، ستفرز الشارع عن الإرهابيين، وستعرّي كل من ادعى أنه يقود الشارع وهو لا يملك تأييد عشرة سوريين."...

وعن أعوان الأسد خصوصا حزب الله يقول الخازن مجددا الاعتراف بهم غير آبه بوقوفه إلى جانب القاتل، بتاريخ 8 أغسطس 2011 "الغرب يرى «حزب الله» منظمة إرهابية حتى كأن هذه العبارة اسمه الآخر، غير أنني أعتبر «حزب الله» حركة تحرر وطني وإسرائيل منظمة إرهابية، وكنت أتمنى لو أن الحزب اكتفى بالتحرير فهو علة وجوده، وابتعد عن السياسة الداخلية اللبنانية حتى لا أختلف معه يوماً."...

ولا يزال الخازن مؤمنا بأحقية وجود بشار في الرئاسة فيقول بتاريخ 21 يونيو 2011 "هل الفنادق ملأى اليوم؟ أنت يا دكتور بشار المسئول، وأنت تستطيع غداً، لو شئت، أن تغير الاتجاه، وأن تكسب شعبك (لن تكسب العالم الخارجي من دونه)، فلا تضيّع في شهرين ما جمعت في 11 سنة.كلامك عن التطلع إلى المستقبل هو كلامنا جميعاً، إلا أننا نريد لسورية مستقبلاً واعداً وإصلاحات كالتي يطالب بها أصحاب المطالب لتفويت الفرصة على المخربين والمتطرفين. ولا أزال أثق بقدرتك على خط طريق للمستقبل ترضي شعبك."...

ويؤكد بأنه لا يريد تغيير النظام والأسد ويقول بتاريخ 27 ابريل 2011 "اليوم أنظر إلى تطورات الأوضاع في سورية وأقلق كثيراً فأنا أريد أن يُغيِّر الرئيس النظام، لا أن يتغير النظام، وقناعتي هي أن ألف دكتور بشار ولا مرة البديل الأكثر احتمالاً من جماعات أصولية متطرفة، وقد رأينا أفعال السلفيين في مصر والأردن وقطاع غزة، وسمعنا أقوالهم، وهم لا يختلفون كثيراً عن طالبان والقاعدة وعقلية الكهوف."...

بعد هذا العرض الموجز نقول للخازن: يا سيدي الكريم استفق ولا تخاف على زيارة صديقك الدكتور في تلال دمشق، بإمكانك زيارته في منفاه إن افلت من عقاب الشعب( هذا إن بقي له ملاذا)، أفق واعترف بالمجازر واذكرها بالحرف، أفق وقم بإدانة لأقتل الممنهج، أفق وقل بشار جزار ، أفق وادن النظام وماسكيه...
------------------------
-صوت الليبرالية

فادي عاكوم
الاحد 12 فبراير 2012