نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


مأساة ذات أبعاد هائلة ...دولة اليمن تواجه شبح الإنهيار والحرب في صعدة.. اختبار حاسم




اسطنبول/صنعاء (اليمن) - آن بياتريس كلاسمان - بينما تنشغل ساحة الاحداث العالمية بأعمال العنف الجارية في العراق والتطورات الأخيرة في الصراع العربي-الإسرائيلي ، ثمة مأساة أخرى ذات أبعاد هائلة تجري أحداثها في مكان آخر بالمنطقة دون أن ينتبه إليها أحد تقريبا.


مأساة ذات أبعاد هائلة ...دولة اليمن تواجه شبح الإنهيار والحرب في صعدة.. اختبار حاسم
فقد حذر خبراء الشهر الماضي من أن اليمن تواجه شبح الانهيار ، حيث يمكن أن تصبح ملاذا للمتشددين ،مثلما صارت أفغانستان من قبلها. غير أن الإجراءات الوقائية الوحيدة التي اتخذت حتى الآن تتمثل في بضعة إيماءات إنسانية فريدة وزيادة في مساعدات التنمية التي تتلقاها البلاد من الولايات المتحدة. بيد أن أناسا يقضون نحبهم كل يوم في شمال غرب اليمن ، حيث أعلنت الحكومة في 11 آب /أغسطس الماضي عمليتها العسكرية السادسة ضد المتمردين الشيعة بقيادة عبد الملك الحوثي.

وحوصر آلاف المدنيين في الخطوط الأمامية ، فيما انقطعت المساعدات الإنسانية عن العديد من الذين فروا من منطقة القتال. ولم يسمح للصحفيين بدخول المنطقة منذ عام 2004 عندما اندلع القتال للمرة الأولى. وفي الوقت الراهن ، تتزايد الدعوات في الجنوب اليمني الاشتراكي السابق - الذي توحد مع الشمال في 1990 - إلى انقسام البلاد إلى شطرين مجددا.

ويشعر سكان الجنوب اليمني بممارسة التمييز العنصري ضدهم من جانب الحكومة في صنعاء ، التي كانت عاصمة اليمن الشمالي في السابق ، ويعتقدون أنهم يحصلون على خدمات حكومية أقل من باقي سكان البلاد. وفي الإطار ذاته ، تمكن حلفاء تنظيم القاعدة من التمركز في العديد من المحافظات التي فقدت الحكومة السيطرة عليها ، فيما صارت اليمن - البلد العربي الفقير - ملاذا لـ"الإرهابين" القادمين من السعودية المجاورة.

وحذرت مؤسسة "كارنيجي" للسلام الدولي قائلة: "إذا لم يتم حل المشكلات القائمة في اليمن ، فإنها قد تعمل على زعزعة الاستقرار في السعودية ودول خليجية أخرى". ويسعى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى استعادة زمام السيطرة من المتمردين الشيعة ، على الأقل في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد ، من خلال الهجوم العسكري الأخير.

ويلقى الرئيس اليمني دعما من السعودية ، البلد الإسلامي السني الذي يخشى من تأثير المتمردين على أقليته الشيعية التي تعيش بالقرب من الحدود مع اليمن. غير أنه من ناحية أخرى ، تتعاطف حكومة إيران الشيعية مع المتمردين الحوثيين ، الذين أعلنوا اتخاذهم للشعار: "الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل".

وكتب رئيس تحرير صحيفة "يمن بوست" الناطقة باللغة الإنجليزية في مقالة افتتاحية في آب /أغسطس الماضي: "مع كل يوم يمر ، نقترب من الإيمان بأن الحرب في (محافظة) صعدة هي حرب سعودية-إيرانية ، وليست حربا يمنية". وكانت السلطات اليمنية أعلنت وقف إطلاق النار للمرة الثانية منذ بدء هجومها الأخير ، كي يتسنى توصيل المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من المواطنين. وبدأت الهدنة في منتصف الليل ، على أن تستمر خلال عيد الفطر.

ورغم ذلك ، كانت الهدنة الأولى قد انهارت بعد ثلاث ساعات من سريانها ، ومن ثم وضعت وزارة الدفاع اليمنية شروطا للهدنة الحالية ، تتضمن المطالبة بانسحاب المتمردين من المناطق التي يسيطرون عليها وإطلاق سراح الجنود الذين أسروهم أثناء القتال ، فضلا عن تسليم المعدات العسكرية التي استولوا عليها من الجيش. وفي الوقت ذاته ، لا يلوح في الأفق ما يشير إلى نهاية قريبة للصراع الدائر في محافظتي صعدة وعمران.

وكان الحوثي ، زعيم المتمردين ، كتب في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: "منذ إعلان الرئيس علي عبد الله صالح إيقاف الحرب الخامسة على صعدة في 2008 ، حذرنا من نية السلطة اليمنية في شن حرب سادسة مثل سابقاتها ليس لها أهداف ولا نتائج غير قتل المدنيين وتشريدهم ، وزيادة مأساتهم الناتجة عن ممارسة التمييز ضدهم بحرمانهم من حقوقهم التي كفلها الدستور والقانون ، إضافة إلى غياب المتطلبات والخدمات الأساسية التي حرمتهم منها السلطة على مر عقود".

وأصدر شقيقه يحيى الحوثي ، الذي يعيش في ألمانيا ، بيانا يندد فيه بتعهد واشنطن مؤخرا بتقديم مساعدات بقيمة 121 مليون دولار لليمن. وقال يحيى الحوثي على الموقع الالكتروني للمتمردين: " الولايات المتحدة تطلق علي هذه الاموال معونات للتنمية ولكنها تستخدم لشراء الاسلحة ودفع مبالغ مالية للقبائل لقتل اخوانهم اليمنيين ".

وأعرب خبراء في الشئون اليمنية عن خشيتهم من أن يصير اليمن ، في حال عدم اتخاذ إجراءات دولية ، منطقة بلا قانون يحكمها تأوي معسكرات تدريب لـ "الإرهابيين" ويتم فيها التخطيط لشن هجمات على أهداف دولية.

آن بياتريس كلاسمان
الاحد 20 سبتمبر 2009