تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


ما بعد الزلزال ...الناجون يغنون ويرقصون والعالقون ينتظرون من ينتشلهلم من تحت الانقاض




بور او برنس - ستيفان جوردان - يئن رضيع تحت الانقاض بينما تحاول مجموعة من رجال الاغاثة انتشاله، قبل ان تهتز الارض من جديد فجأة كما حدث منذ الزلزال الذي دمر بور او برنس.
ويتراجع المنقذون بسرعة باستثناء جينويل انطوان الذي يمسك بيد الطفل ويسعى الى تهدئته.
ويقول هذا الرجل "لست انا من يزيل الانقاض بل يد الله الذي يحب الحياة وقادني الى هذا المكان لانقاذ هذا الطفل".


بعض الناجين من زلزال هايتي
بعض الناجين من زلزال هايتي
هذا المشهد تكرر في كل مكان في العاصمة الهايتية بعد اكثر من 24 ساعة على الزلزال الذي ما زال عدد ضحاياه مجهولا لكنه قد يتجاوز المئة الف قتيل.
وتحول وسط بور او برنس الى مخيم كبير للاجئين يبحث فيه آلاف الاشخاص عن المياه والطعام والادوية.

وفي المنازل المهدمة، بقيت جثث القتلى في الوضع الذي كانت عليه عند وقوع الهزة المدمرة.. زوجان في قيلولة، فتيات تغطيهن الغبار، نساء فتحت اعينهن ذعرا.
وفي السيارات المدمرة، جثث متفحمة ما زالت في مكانها.
وعندما تنتشل الجثث من الانقاض، تمدد في صفوف في الشوارع، مغطاة باقمشة، في وضع يبكي اهل المدينة.

ووسط كل هذا الدمار، تصرخ امرأة "انقذوني زوجي عالق هناك.. ساعدوني اعرف انه على قيد الحياة".
وفي شارع سانت اونوريه في وسط المدينة، تغطي الغبار رجلا علقت رجله في سيارة دمرها الزلزال، يحيط به جيرانه الذين لا يتمكنون من انتشاله. ويبدو انه اصيب بنزيف داخلي في الساق.
ويقول ولسون الذي يدرس علم الاجتماع "سيموت قبل ان يصلوا لانتشاله".

اما الناجون، فهائمون في الشوارع يحاولون انتشال جرحى بايديهم.. لا سيارات اسعاف ولا فرق اطفاء ولا حتى رفوش. وقد ضرب الزلزال قلب الدولة الهايتية كما يبدو من القصر الرئاسي الذي انهارت اجزاء كبيرة منه.
وقد استعاد بعض السكان جزءا يسيرا مما كانوا يملكونه في بيوتهم المدمرة لاقامة مسكن بدائي، بانتظار ان يصل احد ما ليقدم لهم بعضا من المياه والارز.

وتروي فرانشيسكا (14 عاما) وهي جالسة على الارض وقد عصبت رأسها "انهار منزلي وقتل شقيقي باتريك وغريغوري ولم نعثر حتى الآن على جثتيهما".
وتضيف "الآن نتمنى ان نجد منزلا لننام فيه والله سيعيننا".
وقد امضت مع عشرين من اشقائها وشقيقاتها واقربائها ليل الاربعاء الخميس في ساحة سان بيار مع آلاف الهايتيين الآخرين بينما يكاد مصباح يدوي او شمعة يضىء المكان.

وفي منتصف الليل، قام مئات الاشخاص بمسيرة وهم ينشدون "المجد لله والخلاص قريب" وهو يضربون مرافقهم وركبهم بايديهم، في مشهد من المرح بعيد كل البعد عن الدمار والجثث المتكدسة في الشوارع.
وبين هؤلاء المؤمنين صموئيل ماكسيليس (20 عاما) الذي يروي ما شهده عند وقوع الزلزال.

ويقول الشاب الذي يرى نفسه "بطلا" ويحلم بدراسة الطب في كوبا "كانت كتل الاسمنت تتساقط في كل مكان والناس يبكون. تسلقت مثل هر سطح خزان لانقذ قريباتي. منزلي انهار".
والاكبر سنا يبكون وهم يفكرون في ابنائهم الذين قتلوا او في اسرهم التي قطعت اخبارها.. فالزلزال ادى الى قطع الخطوط الهاتفية ايضا.

وقال رودي باتيسيتا الرجل الثمانيني وهو جالس على باب ما كان منزله "ماذا فعل بلدنا لتحل به هذه المصيبة؟"، مؤكدا انه لن يغادر المكان قبل ان يتسلم جثتي ولديه المدفونتين تحت الانقاض.
وعلى بعد امتار منه، تغني مجموعة من النساء وهن يصفقن في جو من المرح يتناقض مع حزن المكان لكنه يذكرهن بانهن نجون..

فجأة يبدو الذعر في اعينهن بينما تبدأ الارض بالاهتزاز من جديد. وقالت احداهن "هل تعتقدن ان الارض ستزلزل بقوة من جديد؟".. فترد اخرى "الله وحده هو العالم" بذلك.
وفي شان دي مارس الجادة الشهيرة في بور او برنس قرب القصر الرئاسي، يقول ميليان رودي الذي امضى ليلته على الارض مع زوجته وابنتيهما ولم يتناولوا اي طعام منذ 24 ساعة ان "هايتي اصبحت مجددا بلدا لا يعرف نهايات سعيدة".

ونصب اللاجئون الجائعون والجرحى خياما صنعوها من قطع اقمشة حصلوا عليها من هنا وهناك وهم يروون مآسيهم المتشابهة.. منازل دمرها الزلزال واقرباء قتلوا او ما زالوا عالقين تحت الانقاض..
ولم تكن تنقص سوى شائعة باحتمال حدوث تسونامي، ليتدافع سكان بور او برنس باتجاه مرتفعات بيتيون فيل ضاحية بور او برنس.

وقالت سيدة تحاول الوصول الى التلال مشيا على الاقدام لوكالة فرانس برس "شعر الناس باهتزازات قوية وهبطت درجة الحرارة فجأة واعلنوا ان المياه ترتفع".


ستيفان جوردان
الخميس 14 يناير 2010