نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


ما هي الاستخدامات الاخرى لـ "الواقي الذكري" لدى الكوبيين؟




هافانا - يتوجه إرنستو رودريجيز يوميا عند غروب الشمس إلى ممشى "ماليكون" الساحلي في العاصمة الكوبية، هافانا ، حيث يحتشد سكان محليون وسائحون لإقامة حفلات، يحتسون خلالها شراب الروم ويدخنون السيجار، وهم يستمعون إلى الموسيقى، على ساحل المحيط.


ويحمل رودريجيز في أحد جيوبه أربعة من الأوقية الذكرية، وليس السبب وراء ذلك رغبة في ممارسة الجنس هذه الليلة. فهو صياد، يستخدم الواقي الذكري كعوامة، تطفو وهي تحمل خيط الصنارة. يجلس رودريجيز فوق الجدار الحجري في ماليكون، ويأخذ نفسا عميقا، ثم يضع واقيا ذكريا فوق شفتيه وينفخه بقوة. ويكرر الرجل ذلك مع باقي الاوقية التي يحملها، ثم يربطها معا، ويتأكد من بقاء واحد منهم مستقيما ليعمل كشراع. ويلقي رودريجيز بخيط صنارته في مياه البحر، ثم يقذف الطُعم لجذب الأسماك التي تسبح في مياه الواجهة البحرية الشهيرة في هافانا. وتحمل "العوّامة المؤقتة" خيط الصنارة، على مسافة من موقع إلقاء الخيط، وتحافظ على بقاء الطُعم على سطح الماء، مما لتحمي الخيط حتى لا تسحبه أسماك التونة أو "أسماك النهاش الأحمر" . ويقول رودريجيز: "لا تقترب الاسماك الكبيرة من السور البحري، ولكن الاسماك الصغيرة فقط هي التي تقوم بذلك ، لذلك عليك أن تذهب وتبحث عنها". ويمارس رودريجيز الصيد كهواية ، ولكنه يبيع الاسماك التي يصطادها لمطاعم خاصة، رغم أن ذلك ليس مسموحا له بشكل رسمي، ولكن المطاعم المعروفة باسم "بالاداريس" تدفع دولارا واحد مقابل كل كيلوجرام من الأسماك من أنواع "السمك النهاش"، التي يحظى لحمه - ذو النكهة الجميلة - بشعبية خاصة لدى العملاء. ,يقول صياد آخر، يدعى ألبرتو سالازار: "اعتاد الناس صيد الأسماك باستخدام صناديق من الورق المقوى، ولكن الصناديق كانت تسقط سريعا في الماء، ولكن مادة اللاتيكس التي يتم صناعة الواقي الذكري منها، أقوى". ويمكن للأوقية الذكرية أن تقوم بسحب خيوط الصيد لأكثر من 300 متر داخل مياه البحر، وهي مسافة لا يمكن الوصول إليها إلا بالقوارب. يشار إلى أنه بعد وفاة كثير من الكوبيين أثناء محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة على متن قوارب ضعيفة وهشة خلال تسعينيات القرن الماضي، تم حظر استخدام القوارب المطاطية في ماليكون. كما أن الصيادين يخشون الخروج في قوارب للصيد في البحر حتى لا يضطرون إلى دفع غرامات. ويفضل الصيادون، بدلا من ذلك، الصيد باستخدام الاوقية الذكرية. وهي تسمح لهم بصيد أسماك قد يصل وزن الواحدة منها إلى 15 كيلوجراما. وتوفر الحكومة الكوبية دعما الاوقية الذكرية في محاولة منها لمنع حدوث حالات حمل غير مرغوب فيه، والحد من انتشار الأمراض المنقولة جنسيا. ولايزيد سعر العبوة التي تضم ثلاثة أوقية ذكرية، على بيزو واحد (خمسة سنتات). يشار إلى أن كوبا تستورد حوالي 120 مليون واق ذكري سنويا، من الصين والهند. وقد دفع النقص المتكرر في السلع الأساسية كثيرا من الكوبيين إلى ابتكار عدة استخدامات تتسم بالابداع لهذه الاوقية، ليس فقط في مجال صيد الأسماك، ولكن أيضا في أغراض أخرى، مثل إصلاح الإطارات المثقوبة، وحتى في صناعة النبيذ. وكان أوريستيس استيفيز، وهو مسؤول سابق بوزارة الداخلية ، حصل على ترخيص لصناعة النبيذ ، في إطار إصلاحات أطلقها الرئيس ولم يتمكن مصنع النبيذ الخاص من العمل دون أوقية ذكرية، حيث يستخدمها استيفيز لقياس فترة تخمر النبيذ . يتم وضع الواقي الذكري على فم زجاجة التخمير، ويتخمر حوالي 12 بالمئة كم النبيذ خلال 45 يوما، ويتم عمل ثقبين صغيرين في الواقي حتى لا ينفجر، حيث تتسبب عملية التخمير في إطلاق الغازات. ويوضح صانع النبيذ أنه "أثناء عملية التخمر، يتحرك الواقي ويبدأ في الارتفاع، حتى يأخذ هيئة منتصبة". وعندما يسقط الواقي الذكري ، يكون النبيذ جاهزا ليتم إخراجه وتصفيته. ويقوم استيفيز في متجره الصغير، "لا كاسا ديل فينو" ، ببيع نحو 20 زجاجة نبيذ يوميا بأسعار تتراوح بين 50 سنتا، ودولار.

جويرمو نوفا
السبت 17 نونبر 2018