نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


ما هي حقيقة أسطورة الـ "يتي" في بوتان؟




ثيمبو (بوتان) - يقول سانجي من دير "جانجتي" في مملكة بوتان: "لا... لا يوجد /يتي/ هنا" ، وذلك في رد ودي من الراهب البوذي، ولكن نبرة صوته تشي بأنه يرى الفكرة سخيفة بعض الشيء.


ويوضح الراهب أن هناك بدلا من ذلك، الجثة الشهيرة ، التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، وهي توجد في عمق الدير، لمخلوق أسطوري يشبه اليتي، ولكنه أصغر حجما، وهو "ميتشوم"، جزء منه يشبه الانسان، والجزء الاخر يشبه الحيوان، القرد تحديداً.
إلا أن الشائعات حول جثة اليتي قد أدت على مر السنين إلى جذب كثير من الزائرين إلى المعبد الذي يقع بمنطقة "وادي بوبيخيكا"، في "بوتانيكا الوسطى".
وأحد الزوار، هو متسلق الجبال والخبير في دراسات اليتي ، رينهولد ميسنير، الذي يقول إن المصور الخاص به التقط صورا غير مسموح بالتقاطها في الدير، وإنه أصبح مريضاً جداً في نفس الليلة التي قام التقطت فيها الصور ، لدرجة أوجبت نقله جوا، نتيجة اللعنة التي يعتقد البعض فيها بمملكة الهيمالايا.
ولم يعد يسمح للاجانب بدخول الغرفة التي تقع بالحرم الداخلي للدير، ليرضوا فضولهم. ويصف الراهب سانجي /30 عاما/ الجثة المجوفة التي يبلغ طولها متراً ، بأنها ذات وجه يشبه الانسان، أما أصابع اليدين والقدمين والجلد، فتشبه جلد البقر الخشن.
وفي التراث الشعبي، يواجه الإنسان بالفعل مخلوق الـ"ميتشوم" أكثر بكثير من اليتي، وذلك بحسب ما تقوله الكاتبة كونزانج تشودن، مؤلفة كتاب "حكايات عن اليتي من بوتان". وتقول الكاتبة إن الـ"ميتشوم" يعيش بالقرب من التجمعات البشرية ، وهو أكثر إثارة للفضول.
وتوضح تشودن أنه وفقا للقصص التي تناقلتها الالسنة عبر القرون، فإن اليتي هو ضعف حجم الثور ولديه نقطة جوفاء في ظهره، يمكن أن تستخدم لحمل البشر ونقلهم بعيدا. وتضيف أنه، رغم ذلك، إذا تعامل المرء مع اليتي باحترام ، فلن يقوم بنقله.
وشأن تشودن شأن كثير من الأشخاص في "أرض تنين الرعد"، حيث تقول المزارعة ثوجي، التي تبلغ من العمر 52 عاما ، إن والديها كانا دائما يحذرانها لكي تكون صالحة، وإلا فإن الـ "ميجوي" - وهو الاسم الذي يطلق على اليتي في بوتان - سيأتي ويمسك بها. لكنها تقول إنها لم تر أيا من كائنات اليتي من قبل.
وتضيف: "ولكن عندما أرعى أبقاري في الغابة، أشعر بشيء من الخوف من أن أواجه أيا من اليتي."
وأوضح الكاتب تشيرينج تاشي أثناء "مهرجان أصداء الجبال" وهو فعالية أدبية أقيمت في ثيمبو، عاصمة بوتان، في آب/أغسطس الماضي حول اليتي، إن ما يمكن أن يقوم به المرء إذا ما واجه اليتي، يتوقف على نوع اليتي.
ويوضح: "إذا كان ذكرا، فقد أخبرنا أجدادنا بأنه أنه يتعين علينا أن نركض إلى أعلى أي منطقة مرتفعة. ومن المفترض أن يكون ذكر اليتي مُشعِرا، وهو يتنقل أثناء التسلق". أما عند مواجهة أنثى اليتي، فيجب على المرء أن يركض إلى أسفل، وذلك لأن ثدييها المتدليين يجعلان حركتها بطيئة.
ورغم كل ذلك، مازال يتعين التوصل إلى أدلة دامغة على وجود اليتي من عدمه. ويشار إلى أن القصر الملكي في بوتان يرسمل على نحو منتظم جماعات بحثية واستكشافية إلى الجبال، التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 7500 متر، وذلك إلى جانب الرحلات التي يقوم بها الأجانب من صائدي اليتي.
وكان داشو بينجي وهو ناشط بيئي ودبلوماسي سابق، مقرب من ملك البلاد السابق ، مسؤولا عن العمليات الملكية للبحث عن اليتي.
ويتذكر بينجي: "أرسلت عينات شعر إلى معهد السرطان في واشنطن قبل عدة سنوات... لم يتمكنوا أبدا من تحديد إذا ما كان شعر إنسان أو حيوان".
وكان كل ذلك قبل أن تدخل المملكة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة، عصر الحداثة. فقد صارت أجهزة التلفاز متاحة في بوتان منذ عام 1999. وفي العاصمة الصغيرة ، ثيمبو، هناك العديد من المقاهي تتمتع بخدمة "واي فاي" (الاتصال اللاسلكي بالانترنت).
وفي العاصمة النيبالية القريبة، كاتمندو، ثمة قصة مختلفة، حيث يبدو الأمر وكأن هناك مقهى لليتي في كل مكان.
ويقول بينجي إن بوتان تحترم اليتي بصورة أكبر، مضيفا أن نيبال تستخدمه في التجارة أكثر مما تستخدمه في الثقافة الفعلية.
وتخشى تشودن من أن يتلاشى الاعتقاد في وجود اليتي في ثقافة بوتان، تدريجيا، حيث تقول "يشعر الشباب بأن ذلك نوع من التخلف، أو أنه شيء من /الاساطير/ القديمة، وأن الجهلاء هم من يعتقدون في ذلك".

نيك قيصر
الاحد 2 ديسمبر 2018