ماسر الصندوق المفتوح؟ "صحيفة الهدهد الدولية" ترصد الإنتخابات داخل العاصمة التونسية وخارجها

إذن ظل الامر مثار تخمينات وكأن عدد المقترعين من الأسرار الخفية مع أنه عادة يعلن مبكرا كما جرت العادة ثم يعلن عدد الذين اقترعوا مع اعلان النتائج لكن الخطوة لم تحدث فبقي الامر مثار تخمين وقد توجه تقريبا حوالي خمسة ملايين وستمائة ألف ناخب تونسي هذا اليوم إلى صناديق الاقتراع وهذا العدد توصل إليه الصحفيون عند إجراء عملية حسابية اعتمادا على إنتخابات 2004 التي بلغت 4 مليون و800 ألف ناخب، واعتبار نسبة النمو الديمغرافي خلال الأربع سنوات الماضية وكذلك الاخذ بالاعتبار التحويرات التي طالت المجلة الانتخابية بشأن تخفيض سن الإقتراع للشبان.
خيمة قرطاج استقبلت الرئيس زين العابدين بن علي وحرمه السيدة ليلى بن علي أين أديا واجبهما الإنتخابي، أما مرشح حركة التجديد أحمد بن ابراهيم فقد أدلى بصوته بمركز الانتخاب بجهة المنزه التاسع. أما الاينوبلي مرشح الاتحاد الوحدوي فقد أختار مسقط رأسه محافظة جندوبة، فيما أدلى مرشح حزب الوحدة الشعبية محمد بوشيحة بصوته بمركز شارع الهادي شاكر بالعاصمة .

مرشح حركة التجديد للرئاسية أحمد إبراهيم قال ل"صحيفة الهدهد الدولية" اثر إدلائه بصوته بمركز الاقتراع المنزه التاسع حول حظوظ حزبه: "لست عالما بغيب النتائج، المفيد في كل هذا هو أننا قمنا بالحملة الإنتخابية على أحسن وجه و ساهمنا في تحريك السواكن وفي رفع سقف الديمقراطية ونحن كحزب معارض في تونس عملنا من موقع نضالي ولنا في الغد لقاء مع النتائج".
السيد عبد الله الكعبي وزير الشباب السابق حضر هو الآخر إلى مركز الإقتراع بالمنزه التاسع والواضح أنه أدلى بصوته للورقة الحمراء في الرئاسية والتشريعية وعن الجو الذي تدور فيه الإنتخابات صرح "للهدهد "ان هذا يترجم توجهات وخيارات الرئيس بن علي الذي أرسى قواعد الديمقراطية في بتونس .
خارج العاصمة تونس وبالحي الشعبي حي التضامن كان الحضور متواضعا جدا على صناديق الاقتراع، فقد ذكر نورالدين الحمزاوي المسؤول عن المركز الإنتخابي هناك حين سألناه عن نسبة المقترعين ان نسبة التصويت للورقة الحمراء بلغ خلال الساعتين الفاصلتين بين الثامنة والعاشرة صباحا 26% ويأمل أن يصل إلى 100% في المساء وهو بذلك يكشف عن درايته بانتماءات ناخبي حيه وعن القفل الذي يتدلى منه المفتاح...
السيدة حليمة الرياحي مواليد سنة 1946 جاءت للادلاء بصوتها لكنها استظهرت فقط ببطاقة تعريفها الوطنية وحين طلبوا منها بطاقة الناخب بكت وقالت أنا كنت مريضة بالمستشفى لكني خرجت خصيصا لاعطاء صوتي بن علي لأني أحبه ولا ادري كيف احصل على بطاقة الناخب.

في العقبة المنطقة الريفية خارج العاصمة أين تعيش عائلة في شبه ضيعة معزولة لا ماء ولا كهرباء فيها تعتني ببعض المواشي قال محمد الهاني وزوجته فاطمة أنهما صوتا هذا الصباح للرئيس بن علي لانه أنقذ البلاد وان عهد التغيير أعطاهما الكثير، في حين كان إبنه البالغ من العمر 23 سنة يصرخ ارجوكم صوروا بيتنا (الكوخ) هذا لقد طالبنا الدولة لتمكننا من مسكن لائق لكنها لم تفعل نتمنى ان توصلوا صوتنا للرئيس بن علي.
في منطقة "حميم" من معتمدية المرناقية التقينا بالشيخ مصطفى تقية الذي عمد أمام الجميع الى إقتناء الأوراق الحمراء ليضعها في الصندوق وردا على سؤالنا لماذا عمد إلى ذلك وقد كان بامكانه أن يطبق العملية الانتخابية كاملة والدخول الى الخلوة
قال : "انا واضح وشفاف في اختياري وكيف لا أختار الورقة الحمراء وأنا قد ساهمت في أول انتخابات تشريعية سنة 1959 وعاشرت الحزب الحر الدستوري مدة 50 سنة وساهمت في بناء تونس، وتخرجت من مدرسة الإطارات الحزبية بسوسة سنة 1964 وتخرج على يدي 500 شاب دستوري، الحزب ولد يوم 2 مارس 1934 وانا ولدت يوم 18 مارس 1934 ، بعد هذا السن وقد عشت جميع الحقبات في تونس مع أحمد باي والمنصف باي ومحمد الامين باي والحبيب بورقيبة والرئيس بن علي لم أرى وجه تونس مثلما هو مع بن علي ، فانا معه مع اني لا ارى مانعا في التعددية....

سؤال بالكاميرا: ما سر الصندوق المفتوح ؟ ...في العادة تكون صناديق الإقتراع مقفلة لكن الكاميرا رصدت هذا الصندوق وهو كما يتضح من الصورة مفتوح ويتيح لكل من يشاء ان يضع فيه ما يشاء ومن المبكر طبعا التكهن بالاعتراضات التي سيقدمها المرشحون الخاسرون لكن بالتأكيد فإن صورة من هذا النوع قد تساعدهم على الادعاء بأن الانتخابات لم تكن على ما يرام وهم يحتاجون مثلها خصوصا وان الرئيس بن علي هدد بعقوبات صارمة لكل من يزعم ان الانتخابات لم تكن نزيهة دون أن يقدم دليلا على ذلك