نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


ماهر العازف الفلسطيني الذي انتهى "شهيدا" وهو يقاتل مع جبهة النصرة




بيروت - ريتا ضو - لسنوات طويلة، كان الفلسطيني ماهر سكر منتميا الى فوج كشفي في بيروت وعازفا في فرقته الموسيقية... قبل ان تنقطع اخباره منذ شهرين ليظهر فجأة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، "شهيدا بطلا" من جبهة النصرة قتل في القصير.


ماهر العازف الفلسطيني الذي انتهى "شهيدا" وهو يقاتل مع جبهة النصرة
ويقول محمد، رفيقه في الكشافة لمدة عشر سنوات، لوكالة فرانس برس "انا حزين ومندهش. لم اعرفه يوما متطرفا. كان اعضاء فريقنا الكشفي اجمالا من المسلمين المحافظين. ماهر وحده في شهر رمضان كان يدخن، او حتى يطلق الشتائم بسبب او بغير سبب". على موقع "شبكة انصار المجاهدين" الالكتروني الذي ينشر اخبار المجموعات الاسلامية، يمكن قراءة خبر مقتله على الشكل التالي "نزف نبا استشهاد الشهيد باذن الله تعالى ماهر سكر، اسد من اسود جبهة النصرة في القصير".
مع الخبر، صورة لماهر باللباس العسكري وقد لف رأسه بكوفية وحمل في يده رشاش "كلاشنيكوف"، وصورة اخرى له ملفوفا بكفن ابيض مع آثار دماء على وجهه. وكتب على الصورة "الشهيد البطل ماهر سكر، فلسطيني"، مع تاريخ الوفاة: 19 ايار/مايو2013، اليوم الاول من معركة مدينة القصير في وسط سوريا التي انتهت بعد ثلاثة اسابيع بسقوط المدينة ومحيطها في ايدي قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني.
على صفحات تابعة لسوريين موالين لنظام الرئيس بشار الاسد على موقع "فيسبوك"، ورد اسمه في التاريخ نفسه على انه "الارهابي الخطير ماهر سكر".
ويقول محمد "لم ار ماهر يوما يحمل سلاحا. كان شابا بسيطا وخدوما وطيب القلب".
نشأ ماهر سكر(30 عاما) في دار للايتام في بيروت بعد وفاة والده وزواج والدته. في الثامنة عشرة، اضطر لمغادرة الدار، لكن لم يكن لديه مأوى "فغالبا ما كان ينام في الطريق"، يروي محمد.
وجد في فرقة الكشافة التي حضنته الملجأ الذي يبحث عنه. ويقول محمد "سلمناه امانة التجهيزات. لا مخيم من دون ماهر. يؤمن الحراسة، يقوم بالتصليحات، ينظف، ويحب التواصل مع الآخرين. كنا نشعر انه في حاجة الى عطف والى ان يكون محور اهتمام. وهذا امر مفهوم متى عرفنا ماضيه".
في الكشافة، تعلم ماهر العزف في آلة نفخ، واصبح عضوا في الفرقة الموسيقية المؤلفة من 120 عازفا.
ويقول استاذه الموسيقي السابق سمير "كان يتمتع بحس موسيقي، رغم انه لم يتلق الا تعليما محدودا جدا. كان قادرا على صنع آلة نفخ من اي قطعة معدنية على شكل انبوب مفتوحة من الجانبين، يحفر فيها ثقبين او ثلاثة ويحولها الى بوق".
ويتابع سمير "بعد انقطاعي عنه، عرفت انه تعلم العزف على الاورغ.... كان يهوى الغناء ويغني مواويل قرب النار التي نشعلها في سهرة المخيم".
كان ماهر ينتظر "المخيم الصيفي" الذي يقام في بلدة بشرق بيروت بشغف، لانه كان يضمن له اقامة مجانية لمدة ثلاثة اشهر.
ويروي محمد ان ماهر سكر "عمل نجارا وحدادا وكهربائيا ودهانا وناطورا، وكان ينام في الورشة التي يعمل فيها، لكنه كان عاطلا عن العمل معظم الوقت... كان يشكو من الم في اسنانه وعاش اشهرا على المسكنات، لانه لم يكن لديه ما يكفي من المال للذهاب الى طبيب الاسنان. كنا نحاول مساعدته ماديا، كان يقبل مبالغ بسيطة، ثمن ساندويش او علبة سجائر".
ويعبر احد المسؤولين عنه سابقا في الكشافة، وهو اليوم استاذ جامعي، عن غضبه "انه فلسطيني. اي فلسطيني يمكنه ان يجد عملا بسهولة في لبنان؟ يتركونهم يعيشون في فقر مدقع، ثم يقولون اصبحوا مجرمين وقتلة"، في اشارة الى وضع اللاجئين الفلسطينيين الممنوعين من العمل في قطاعات عديدة في لبنان.
عندما ضاقت في وجهه الخيارات، قرر ماهر الاقامة في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في جنوب بيروت.
ويقول الاستاذ الجامعي "بعد مرور بعض الوقت على هذا الانتقال، التقيت به في الطريق، كان يرتدي الجلابية البيضاء الافغانية التي تصل حتى تحت الركبتين، وراح يحدثني في الدين وفي الحلال والحرام".
ويضيف "بيئة المخيم غيرت احواله".
في نهاية آذار/مارس، زار ماهر سكر محمد في منزله بعد سنوات من الانقطاع. قال انه كان في السجن، وبانه "اتهم ظلما" بالانتماء الى مجموعة متطرفة.
ويروي محمد "كانت سهرة لطيفة، ضحكنا خلالها كثيرا. لان ماهر كان يتكلم بالفصحى، وكان ذلك غريبا".
لكن سبب انضمامه الى النصرة التي تقاتل النظام السوري يبقى لغزا بالنسبة الى اصدقاء ماهر سكر الذي انتسب قبل العام 2006 الى حركة "فتح الانتفاضة" المدعومة من دمشق. وخلال حرب تموز/يوليو بين اسرائيل وحزب الله، انضم الى حزب الله، حليف النظام السوري. لكن عمله ظل يقتصر على الشأن الاجتماعي والاداري بدون ان يحمل السلاح.
آخر ما نشره ماهر على صفحته على "فيسبوك" في 16 ايار/مايو، صورة لرجل مقنع مع عبارتي "لا اله الا الله" على جبهته وجبهة النصرة وراءه، وتعليق: "غرباء لغير الله لا نحني الجباه".
ويسأل محمد "كيف اصبح في جبهة النصرة في شهر ونصف الشهر؟"... ثم يستدرك "طيلة حياته، كان يبحث عن مكان يجد نفسه فيه ، يمشي وراءه. الظلم والفقر دفعاه الى التطرف".

ريتا ضو
الثلاثاء 18 يونيو 2013