نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


مجزرة جنوب الفيليبين تكشف عن العنف السياسي الوحشي و ارتفاع الحصيلة الى 46 قتيلا




مانيلا - جاسون غوتيريز - كشفت المجزرة التي راح ضحيتها 46 شخصا في جنوب الفيليبين عن ثقافة العنف والسلاح والطمع والمال التي يعاني منها النظام السياسي في البلاد على مدى عقود، بحسب ما قال خبراء الثلاثاء. وقد قتل 46 شخصا على الاقل في مجزرة سياسية وحشية وقعت الاثنين في جنوب الفيليبين المضطرب واكتشف حجم فظاعتها الثلاثاء، ما دفع بالرئيسة غلوريا ارويو الى اعلان حالة الطوارىء في المنطقة.


رئيسة الفيليبين غلوريا آرويو
رئيسة الفيليبين غلوريا آرويو
ويخشى ان تكون المجزرة التي وقعت في اقليم ماغينداناو في جزيرة مينداناو الجنوبية ما هي الا بداية مسلسل طويل من عمليات القتل التي ستسبق الانتخابات العامة المقررة العام المقبل، والتي سيجري فيها التنافس على مناصب حكومية، من زعيم قرية الى رئيس البلاد.

وقالت سميرة غوتوك العضو في مجموعة تعمل على مساعدة الحكومة في محادثات السلام مع الجماعات المسلحة في الجنوب ان "انفجار العنف هذا يحدث في اي وقت تجري فيه انتخابات".
ويقتل العديدون في كل موسم انتخابات في البلد الفقير الذي يغيب عنه القانون في كثير من الاحيان.

ويتنافس زعماء الحرب السياسيون المحليون منذ اجيال على الحصول على السلطة السياسية وما يرافقها من غنائم واموال تدرها الوظائف الحكومية.
والمعروف ان هذه العائلات لديها جيوش خاصة تقوم بعمليات اغتيال وهجمات مضادة تستهدف منافسيها.

وتقول الشرطة ان ما يساعد على غياب القانون في العديد من المناطق النائية انتشار اكثر من 1,1 مليون قطعة سلاح غير مرخص في ايدي جماعات متمردة او مليشيات محلية.

وفي جريمة قتل سلطت عليها الاضواء قبيل الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2007، قتل عضو في البرلمان من اقليم شمالي بنيران قاتل استأجره منافسه، على ادراج كنيسة في مانيلا بينما كان يحضر حفل زفاف.

وقتل 121 شخصا في موسم الانتخابات في ذلك العام، طبقا لاحصاءات الشرطة. وهذا الرقم اقل بقليل من عدد القتلى في انتخابات 2004 العامة والذي بلغ 148 قتيلا.
ولكن، وفيما تعم هذه المشكلة جميع مناطق البلاد، يؤكد خبراء ان اقليم ماغينداناو وغيره من مناطق جزيرة مينداناو التي تشهد تمردا اسلاميا منذ عقود، تعتبر من اكثر المناطق التي تشهد اعمال عنف.

وقالت غوتوك ان "السياسة في مينداناو تتمحور حول الحصول على السلطة. ويعتبر الحصول على منصب حكومي انجازا شخصيا او عائليا - وحقا مكتسبا تكون العائلة فيه مستعدة لسفك الدماء من اجله".

واضافت انها تتوقع حدوث المزيد من العنف في اعقاب مجزرة الاثنين، حيث يتوقع ان يقوم اقارب القتلى بالثأر لقتلاهم.
واكدت ان "الثأر هو الامر الطبيعي الذي سيحدث".

وكانت السلطات ذكرت الاثنين ان مسلحين خطفوا اكثر من 40 شخصا يرتبطون بحاكم اقليم ماغينداناو اندال امباتوان وهو زعيم عائلة مسلمة تشارك في ائتلاف ارويو الحاكم.
وقالت الشرطة والجيش ان مجموعة المخطوفين مؤلفة من اقارب واشخاص مقربين من اسماعيل مانغوداداتو، اضافة الى عدد من الصحافيين.

وكان المخطوفون يرافقون زوجة مانغوداداتو اثناء توجهها لمكتب انتخابي لتسجيل اسم زوجها للتنافس على منصب الحاكم امام نجل امباتوان في الانتخابات المقررة العام المقبل. وكانت زوجة مانغوداداتو من بين القتلى.

وذكر الجيش ان 100 شخص مدججين بالسلاح يعملون تحت امرة منافس مانغوداداتو، اندال امباتوان احتجزوا مجموعة من 40 شخصا وقتلوا العديد منهم. وعثر حتى الان على 46 جثة، بحسب الشرطة.
ولم يتسن الاتصال بعائلة امباتوان، الا ان الجيش يقول انه يشتبه بان تلك العائلة تقف وراء الهجوم.

وقال ابهود سيد لينغا المدير التنفيذي لمعهد بانغسامورو للدراسات والذي قام ببحث حول القتال بين العائلات في الفيليبين ان هذه الظاهرة تزيد من تعقيد التمرد الاسلامي الذي اودى منذ السبعينات بحياة اكثر من 150 الف شخص. واضاف ان "بعض عمليات الثار لا تزال مستمرة منذ اجيال والقتل والثأر يشتمل على العائلة باكملها".
واكد ان عمليات الثار تحصل "بسبب غياب العدالة".

وقال "بين المسلمين مفهوم العدالة قوي لدرجة انه يصبح من واجب افراد العائلة العمل من اجل تحقيق العدالة ورفض الاضطهاد". وذكرت منظمة العفو الدولية ان عمليات القتل تبرز الخطر الذي يتعرض له المدنيون في كافة انحاء البلاد قبل الانتخابات التي ستجري العام المقبل.

واشارت دونا غويست نائبة مدير المنظمة في آسيا ان "على الحكومة منع وتفكيك الجيوش الشخصية والقوات شبه العسكرية على الفور".

وقد انتشلت الشرطة في جزيرة مينداناو جثثا اخترقتها العيارات النارية من قبور غير عميقة بعد ان قام مسلحون استأجرهم زعيم سياسي محلي بخطف وقتل مجموعة من خصومه السياسيين اضافة الى صحافيين.

وفيما انتشر الاف الجنود في اقليم ماغينداناو، في جزيرة مينداناو التي يسودها توتر شديد، اعلنت الرئيسة غلوريا اورويو حالة الطوارئ في تلك المنطقة مما يسمح بفرض حظر للتجول واقامة نقاط تفتيش فيها.
وصرحت ارويو على التلفزيون الوطني "لن ندخر اي جهد لاخذ حق الضحايا ومحاكمة مرتكبي عمليات القتل، الى اقصى حد يسمح به القانون".

وقال ليوداردو اسبينا المتحدث باسم الشرطة "لقد انتشلنا 46 جثة". واضاف انه تم العثور على 24 جثة الثلاثاء، اضافة الى 22 جثة تم انتشالها بعيد المجزرة.
ووصف قائد الشرطة جوسيفينو كاتالونا عملية البحث عن الجثث عند منطقة مرتفعة بالقرب من طريق وعرة على بعد نحو سبعة كيلومترات من اقرب طريق معبدة، وقال انه تم انتشال 17 جثة من قبر واحد فقط.

وصرح للصحافيين من الموقع "لقد كانت الجثث مكومة فوق بعضها، وبدا انها دفنت على عجل".
وتنتشر ظاهرة العنف السياسي في الفيليبين حيث توجد اكثر من مليون قطعة سلاح غير مرخصة بين ايدي السكان البالغ عددهم 92 مليون نسمة، ويقتل عشرات الاشخاص في كل موسم انتخابات.

الا ان حجم المجرزة التي وقعت الاثنين اصاب البلاد بالصدمة واثار موجة من الغضب العارم. وذكرت الشرطة والجيش ان 14 من الضحايا هم من النساء وبعضهم من الصحافيين الذين لا علاقة لهم بالحرب بين الزعماء السياسيين.
وصرح نانوي اسبينا نائب رئيس اتحاد الصحافيين الفيلبينيين ان "على الحكومة دون اي شك ان تحاكم المسؤولين عن هذه المجزرة"، وسط تقارير عن مقتل 12 صحافيا في الحادث.

وفي البداية ذكرت السلطات ان مسلحين خطفوا اكثر من 40 شخصا يرتبطون بحاكم اقليم ماغينداناو اندال امباتوان وهو زعيم عائلة مسلمة تشارك في ائتلاف ارويو الحاكم.
وذكرت الشرطة والجيش ان مجموعة المخطوفين مؤلفة من اقارب واشخاص مقربين من اسماعيل مانغوداداتو، اضافة الى عدد من الصحافيين.

وكان المخطوفون يرافقون زوجة مانغوداداتو اثناء توجهها لمكتب انتخابي لتسجيل اسم زوجها للتنافس على منصب الحاكم امام نجل امباتوان في الانتخابات التي ستجري العام المقبل. وكانت زوجة مانغوداداتو من بين القتلى.
وذكر الكولونيل روميو براونر المتحدث باسم الجيش انه يشتبه في ان عائلة امباتوان ومقربين منهم مسؤولون عن المجزرة.

وقال براونر ان "المشتبه بهم هم حراس شخصيين لامباتوان وعدد من افراد الشرطة المحليين وعناصر خارجة عن القانون". وكان رئيس شرطة اقليم ماغينداناو اقيل من منصبه واحتجز الثلاثاء "بسبب مسؤوليته في القيادة"، بعد ان قال شهود عيان ان نائبه واثنين من رجال الشرطة كانوا متواجدين خلال المجزرة، بحسب السلطات.
وبدأت تفاصيل مثيرة للاشمئزاز تظهر عن عمليات القتل الثلاثاء.

وقالت الشرطة انه يبدو ان العديد من الضحايا قتلوا داخل سياراتهم، ويعتقد ان احدهم قتل باطلاق النار عليه اثناء هروبه. وقال فليشيسيمو خو احد المحققين في موقع الجريمة ان "جميع الضحايا قتلوا باطلاق النار عليهم من مسافة قريبة".

وردا على ادعاءات بعض اقارب الضحايا بان بعض النساء تعرضن للاغتصاب، قال خو "لا نستطيع ان نؤكد ذلك، ولا توجد مؤشرات على ذلك". وعائلة امباتوان معروفة بسيطرتها على الحكم السياسي في اقليم ماغينداناو الذي تسكنه غالبية من المسلمين في جزيرة مينداناو، التي تعاني من تمرد الانفصاليين المسلمين منذ عقود.

وتلعب هذه العائلة دورا مهما في تجميع الاصوات للائتلاف الذي يقوده حزب لاكاس كامبي بزعامة ارويو.
وتعهد وزير الداخلية رونالدو بونو بان الحكومة ستكون حيادية في جهودها لتحقيق العدالة.

وصرح على تلفزيون "ايه بي اس-سي بي ان"، "اريد ان اطمئن الجميع باننا سنبذل كل ما بوسعنا هنا، وانه لن يكون احد فوق القانون".

جاسون غوتيريز - ا ف ب
الاربعاء 25 نونبر 2009