نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


محمد علي تخلص من منافسيه في حكم مصر بضربة واحدة




في الفاتح من مارس/آذار عام 1811 أشرف محمد علي والي مصر الذي عينه العثمانيون على ما عرف باسم مذبحة المماليك أو مذبحة القلعة والتي أسفرت عن نتائج عديدة على رأسها تخلصه من منافسيه في حكم مصر.


محمد الفاتح
محمد الفاتح
لم يكف محمد علي أنه كان أبا لـ 95 ابنا في حياته بل يعده البعض أيضا الأب لمصر الحديثة. ولد محمد علي لأسرة مسلمة في مقدونيا وذهب في الجيش العثماني إلى مصر عام 1801 لطرد الفرنسيين وكان نائب قائد الكتيبة الألبانية. وفي أعقاب مقتل قائد الكتيبة الألبانية خلفه محمد علي الذي تمتع بشخصية كاريزمية صارمة مهدت له الطريق لتولي منصب الوالي عام 1805. وبمجرد توليه السلطة في مصر شرع في إتمام المهمة التي بدأها الفرنسيون وهي تدمير النظام السياسي التقليدي في مصر، وتنصيب أسرة حاكمة ظلت تحكم مصر حتى عام 1952. وقد برع محمد علي في إبرام التحالفات والتخلص من خصومه ولكن المماليك كانوا أكبر عقبة في طريقه. والمماليك هم الرقيق المحاربين الذين جلبوا من خارج مصر وتلقوا تدريبات حربية على أعلى مستوى. ولم يكن المماليك أسرة حاكمة وإنما أحضرهم الفاطميون ومن بعدهم الأيوبيون من آسيا الوسطى في ما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر. وبعد انهيار الدولة الأيوبية في القرن الثالث عشر تطلع كبار أمراء المماليك لتولي السلطة في مصر والشام. ولم يتحول المماليك لسلالة تقليدية حاكمة تنتقل فيها السلطة من الأب إلى الابن أو الأخ وإنما كان كبار أمراء المماليك يختارون أحدهم ويجلسونه على العرش. ولم يكن أبناء المماليك الذين أطلق عليهم "أولاد الناس" مماليكا لأنهم لم يكونوا عبيدا، ولم يتول أحد هؤلاء السلطة إلا في حالات نادرة ولفترة وجيزة. ولأن المماليك لم يكونوا أسرة حاكمة لم ينجح العثمانيون في القضاء عليهم بعد إسقاطهم دولة المماليك عام 1517 بل ظل الكثيرون منهم يحتلون مناصب وخاصة من تحالف منهم مع العثمانيين ضد آخر سلاطين المماليك طومان باي. وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر أضعفتهم، كما أنهم انقسموا إلى فريقين رئيسيين بقيادة الألفي بك والبرديسي بك. وكان الألفي يريد إقامة دولة يحكمها المماليك في مصر ومستقلة عن الدولة العثمانية وسعى للحصول على دعم بريطانيا. وفي عام 1807 توفي كل من الألفي بك والبرديسي بك، وبحلول عام 1811 كان محمد علي قد بلغ من القوة حدا يمكنه من التعامل مع المسألة المملوكية. فعندما طلبت منه الدولة العثمانية إرسال قواته إلى الجزيرة العربية للقضاء على الدولة السعودية الأولى هناك قرر توجيه ضربة قاضية للمماليك حتى يطمئن في حالة خروج الجيش، فقام بتنظيم حفل كبير في القلعة بالقاهرة بمناسبة تولية ابنه طوسون قيادة الجيش ودعا نحو 500 من قيادات المماليك حيث تم الاحتفاء بهم وتقديم القهوة والحلوى لهم قبل أن تغلق بوابات القلعة ويفتح جنود الوالي نيران بنادقهم عليهم لتحصدهم جميعا باستثناء واحد فقط. وانطلق جنود محمد علي يطاردون المماليك في كل مكان في مصر حيث بلغ إجمالي من قتل منهم نحو 3 آلاف قتيل. كانت هذه نهاية المماليك في مصر بينما استمر محمد علي في عملية التحديث وعندما توفي في الاسكندرية عام 1849 عن عمر يناهز 80 عاما كانت أسرته هي الحاكم الفعلي لمصر باعتراف الدولة العثمانية.

بي بي سي
السبت 2 مارس 2019