
وعندما أنطلق وليام لوبكوفيتش في عام 1976 من مسقط رأسه في بوسطن إلى موطن أجداده فيما كان يسمى تشيكوسلوفاكيا ، لم يكن لديه فكرة عما كان ينتظره.
ففي الولايات المتحدة كانت عائلة لوبكوفيتش واحدة من عائلات المهاجرين العديدة والتي بدأت بوسائل متواضعة في وطنهم الجديد ثم سرعان ما حققوا شيئا ما لأنفسهم.
ولكن في بوهيميا وهي مملكة مستقلة سابقة والتي تشغل اليوم الجزء الغربي من جمهورية التشيك كانت عائلة لوبكوفيتش واحدة من أكثر العائلات النبيلة أهمية لمدة تربو عن 600 عام . فقبل مصادرة ممتلكاتهم كانوا يمتلكون 13 قلعة وقصرا . وقد نجحت العائلة في استعادة الجانب الأعظم من ممتلكاتها بعدما تعرضوا للطرد في البداية من النازيين ثم بعدها من الشيوعيين.
ومن بين الممتلكات قلعة نيلاهوزفيز. وهي في حوزة العائلة منذ عام 1623 وهي تعتبر واحدة من أكثر قلاع عصر النهضة جمالا في البلاد. والآن أضيئت القلعة مرة أخرى لتعود إلى رونقها السابق وهي مقر لمعرض يقدم رؤية عن تاريخ العائلة والبلاد.
وترتبط بلدة ميلنيك الصغيرة إرتباطا وثيقا بمنزل لوبكوفيتش .وهي تقع على بعد عدة كيلومترات من قلعة نيلاهوزفيز عند ملتقى نهري فلاتافا وإلب وتهيمن عليها القلعة حيث كان أقدم ملاك لها هم أمراء عائلة لوبكوفيتش.
ومنذ عام 1992 لم ينشغل أحفاد الأمراء بتجديد القلعة المتداعية فحسب ولكن أيضا بإنعاش المنطقة التي كانت في يوم ما تشتهر بصناعة النبيذ. وخلال جولة مع مرشد في بلدة ميلنيك يعرف الزوار أن تشارلز الرابع ملك بوهيميا وأمبراطور الرومان المقدس بعد ذلك جلب العنب إلى بوهيميا لإدخال الثقافة الفرنسية إلى موطنه. وكان تشارلز قد تعلم في البلاط الملكي الفرنسي.
ويقول المرشد " يقال إنه كان عابسا عند تناوله أول رشفة من النبيذ المعصور في بوهيميا". ولكن صانعي النبيذ منحوه كلمات تشجيع وبعد بضعة كأسات من النبيذ قيل إنه أبدى ملاحظة قال فيها : "إن النبيذ مثل الناس. في البداية لا يبدو أنه جيد على الإطلاق ولكن عندما تعرفه جيدا يمكنك أن تقدر نوعيته".
وفي غابة تغطي خمسة هكتارات يقع قصر مسيلي على مسافة حوالي 55 كيلومترا شمال شرق براغ . والقصر الريفي السابق لإرستقراطية ثورن تاكسيس كان موضع للحفلات الفخمة ورحلات الصيد بالخيول وكلاب الصيد . وكان من أشهر ضيوفه المؤلف الأمريكي مارك توين مبتكر شخصيات توم سواير وهكلبيري فين الذي سافر إلى براغ بشأن نشر أحد أعماله باللغة التشيكية.
وأستخدمت القلعة كمخزن لفترة بعد الحرب العالمية الثانية. وفي النهاية أصبحت القلعة في حاجة إلى ترميم. إلا أن نهاية القصة كانت نهاية سعيدة. فقد أكتشف مستثمرون قطاع خاص قصر مسيلي وحولوه إلى فندق منتجع.
وقصر مسيلي هو نقطة بداية جيدة للرحلات إلى قلعة لوسين وشبكة حدائقها الشهيرة وأيضا إلى متحف سيارات سكودا في ملادا بوليسلاف.
وأكثر قلاع بوهيميا وربما أكثرها جمالا قلعة كارلستين التي بناها تشارلز الرابع.
والذين يدخلون كنيسة القلعة سوف يفهمون عالمه الثقافي. وهو حاكم مارس سلطات غير عادية وكان شديد التواضع في حضرة الرب .
وجدران الكنيسة المطلية مغطاة بأحجار شبه كريمة. كما أن الأسقف مطلية أيضا ومزينة بآلاف من قطع الزجاج المصنوع كي يظهر مثل السماء المليئة بالنجوم وهي ترمز لقوة الرب .وكارلستين لم يطلق عليها القلعة "المقدسة" فحسب ولكنها أيضا القلعة التي " لا تقهر" . وبرجها الرئيسي في الواقع لم يتم الإستيلاء عليه أبدا