مراهقو أمريكا يتحايلون ويلجأون للهويات المزيفة لدخول حانات الكبار

وفي القرن الحادي والعشرين استعان المراهقون بالتكنولوجيا الحديثة التي يظهر أمامها عجز حراس الحانات والملاهي عن الكشف عن الهويات الشخصية المزيفة التي يحملها المراهقون الصغار .

وفي مساء يوم السبت يمكنك سماع قعقعة أحذية الكعب العالي ، حيث تسير الطالبة الجامعية أوليفيا /19 عاما/ مع صديقتيها في الضاحية النشطة بالملاهي الليلية في العاصمة الأمريكية واشنطن. ويقف حارس خارج كل حانة أو مطعم.

وتعيد الفتيات طلاء شفاتهن ويقتربن من حانة تقدم حفلات حية لموسيقى الجاز ، ويظهرن بطاقات هوياتهن المزيفة للحارس الذي يسمح لهن بالدخول.

أوليفيا وصديقاتها دخلن الحانة بشكل غير قانوني ويرجع ذلك إلي أن أوليفيا لاتزال قاصر بموجب القانون الأمريكي.

وبالرغم من أن بعض الولايات تسمح لمراهقين يبلغون 15 عاما بالقيادة ، ويمكن لشباب عند 18 عاما الالتحاق بالجيش ، إلا أنه من غير المسموح معاقرة الخمر حتى بلوغ 21 عاما.

وقالت أوليفيا التي تطمح إلي أن تصبح محامية من ولاية ويومينج : "الهويات المزيفة هي التزام اجتماعي بمجرد وصولك للمرحلة الجامعية".

ولا تلتزم أي من زميلاتها في الدراسة بالقانون فيما يتعلق بتناول المشروبات الكحولية.

وأضافت أوليفيا : "الهويات المزيفة في وسط مجموعة أصدقائي لا تعتبر جريمة.. والا لن نستطيع الذهاب للحانات والمطاعم في المساء".

وتتراوح تكلفة الهوية المزيفة من50 إلى 200 دولار. وطلبت أوليفيا صناعة هويتها المزيفة عن طريق الانترنت ، كم هو الحال مع العديد من الطلاب الآخرين. وقالت إنه بعد أسبوعين من الطلب تصل الهوية من الصين.

وفي حانة "مدامز أورجان" في ضاحية "آدامز مورجان" الفاخرة ، رأى الحارس دانييل كارث الكثير مما يقدمه المزورون الآسيويون. ويرفض كل أسبوع أو أسبوعين دخول أحد مرتادي الحفلات. وإذا اعترضوا بشدة يستدعي الشرطة.

ويقول : "لكن في معظم الأحيان الأمر لا يستدعي. ينسحب الغشاشون بخجل عندما أمسك بهم".

ولا ترغب كاثرينا صديقة أوليفيا /19 عاما أيضا/ بالمخاطرة. ولا تحاول طالبة برنامج التبادل الألماني الدخول للأندية والحانات في الولايات المتحدة.

وقالت : "لكن الأمر مختلف بالنسبة لي تماما. في ألمانيا سمح لي لسنوات بالذهاب الى كل الأندية تقريبا ، ولكن أشعر هنا كأنني طفلة".

وأضافت أنه يمكن الحصول على المشروبات الكحولية بطرق أخرى "الشباب الأكبر سنا يشترون الخمر.. بالنسبة لي حفلات الجامعة في البداية كانت صدمة ثقافية.. الآن أجدها مسلية" . ، مشيرة إلى أن المشروبات الكحولية تقدم بشكل حر في مبنى مهجعها الجامعي.

وتعاني الولايات المتحدة مثل الدول الأخرى من الإفراط في معاقرة الخمر ، والمحدد بتناول أكثر من خمسة كؤوس في اليوم الواحد.

وكشف تقرير للسلطات الصحية في الولايات المتحدة في عام 2011 أن 2ر28% من المراهقين بين 10 إلى 20 عاما يتناولون المشروبات الكحولية مرة واحدة أسبوعيا على الأقل ، مضيفا أن 23% من الأمريكيين فوق 12 عاما اعترفوا بالافراط في تناول المشروبات الكحولية.

ولا تضع أوليفيا معدلات تناول المشروبات الكحولية المرتفعة ضمن الأمور الممنوعة. وتقول : "الإفراط في الشراب ببساطة جزء من الثقافة الجامعية ".