بليرج المتهم الرئيسي في الخلية المتهمة بالإرهاب
ولم يعد الإضراب عن الطعام منحصرا فقط في المعتقلين السياسيين، بل امتد ليشمل عائلاتهم، التي لجأت إلى ذلك عن تضامنها مع ذويها القابعين في الزنازن والأقبية الباردة بمختلف السجون المغربية.
يذكر أن الحكم الابتدائي بمحكمة سلا قضى في 28 يوليوز الماضي، بالسجن المؤبد في حق بليرج، المتهم الرئيسي ضمن الخلية، التي جرى تفكيكها في 18 فبراير 2008، بعد اتهامه ب "المس بسلامة أمن الدولة الداخلي والقتل العمد". وقضى الحكم الابتدائي أيضا بأحكام تراوحت بين 30 سنة سجنا نافذا وسنة موقوفة التنفيذ في حق باقي المتهمين.
وتوجد هذه القضية الآن في طور المرحلة الاسثتنائية.
إلى ذلك، اجتمع أخيرا عدد من أهالي واسر المعتقلين الإسلاميين المحسوبين على تيار مايسمى بالسلفية الجهادية،المتواجدين بالسجون المغربية، بمقر جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين ، وقرروا إبلاغ الرأي العام الوطني والدولي وكل المهتمين بحقوق الإنسان بالمستجدات الحاصلة في هذا السياق.
وقال هؤلاء الأهالي، في بيان تلقت صحيفة " الهدهد" الدولية نسخة منه،
إن ظروف ذويهم المعتقلين، وخصوصا المرحلين أخيرا إلى سجن مدينة تيفلت، أو الذين ما يزالون بالسجن المركزي سيئة للغاية.
وحسب شهادات الذين قاموا بالزيارة هذا الأسبوع، فإنهم لاحظوا، وفقا لبيان جمعية النصير، أن الزيارة تتم من وراء الشبابيك، وفي ظروف لا إنسانية، حسب قولهم، وأن التفتيش الدقيق يمس حتى الجوانب الحساسة من الجسم.
كما يتم منع إدخال عدد من المواد الغذائية، ومن دون مبرر،إضافة إلى
التأخير والمماطلة في الدخول إلى الزيارة ( أكثر من ساعتين من الانتظار دون توفير الظروف الملائمة) بينما لاتتعدى مدة الزيارة 20دقيقة، وخلالها تظل المراقبة للزوار لصيقة من طرف موظفي السجن.
وأعلن الأهالي أن إدارة السجن قامت بتفريق المعتقلين إلى مجموعتين، وكل واحدة تعيش بمعزل عن الأخرى، مع توفير بطاقات الزيارة بلونين مختلفين ( الأصفر والأزرق ). ولكل لون من الألوان نوع خاص من المعاملة.
وأكدت بعض العائلات تعرض ذويهم إلى سوء المعاملة ( كالضرب والسب والشتم والتجريد من الثياب،) على حد قولهم.
وأشارت العائلات إلى تدهور الحالة الصحية لكل من المعتقل سعيد بوليفة، وعبد العالي المجاهدي ، بعد تجاوزهما ل 45 يوما من الإضراب عن الطعام بالسجن المحلي بمدينة مكناس، وتم نقلهما إلى أحد مستعجلات المستشفيات بالمدينة.
ويطالب سعيد بوليفة بنقله إلى سجن مدينة طنجة، شمال المغرب، ليكون على مقربة من عائلته، ليجنبها عناء السفر إلى مدينة مكناس.
اما عبد العالي المجاهدي،فلاتتعدى مطالبه تحسين ظروف اعتقاله، ووقف مايتعرض له من مضايقات من لدن إدارة السجن.
فيما يبقى مصير المعتقلين الذين اتهموا بمحاولة الفرار من السجن مجهولا حتى الآن، هذا بعدما تعب أهاليهم في البحث عنهم، و التنقل ما بين سجن سلا والسجن المركزي، والسجن الجديد بمدينة تيفلت،دون جدوى.
وبناء على ما سبق ذكره، وحسب شهادات الأسر والعائلات التي قامت بالزيارة هذا الأسبوع، وجهت جمعية "النصير" لمساندة المعتقلين الإسلاميين نداء "إلى كل الفاعلين الحقوقيين والجمعويين ووسائل الإعلام، وكل الضمائر الحية من اجل التدخل والتنديد بكل هذه الممارسات التي تتنافى وابسط الحقوق، والمطالبة بوقف سياسة العقاب الجماعي، التي طالت كل المعتقلين الإسلاميين بل تعدت ذلك لتشمل أسرهم وعائلاتهم."
كما أكدت الجمعية في ختام بيانهاعلى مطلب تقريب المعتقلين من ذويهم، عوض سياسة الإقصاء والإبعاد والتضييق المعتمدة حاليا، مشيرة إلى أن السجن الجديد بمدينة تيفلت ما يزال في طور البناء، ولا يتوفر على ما يضمن الحياة الكريمة لنزلائه.
ويوجد ما يسمى بمعتقلي السلفية الجهادية في السجون المغربية، اعتمادا على خلفية التفجيرات التي هزت مدينة الدار البيضاء يوم 16 ماي سنة 2003