معرضان تصويريان في الهواء الطلق بحديقة " إبيرابورا" في مدينة سان باولو البرازيلية

قد لا تحتاج حديقة "إبيرابورا "في مدينة سان باولو البرازيلية إضافات جمالية الى هدوء بحيراتها أو تنوع نباتاتها و أو اصوات طيورها التي تسكن اشجارها العالية ، قد لا تحتاج هندسة الحديقة ذات الطابع الخاص و الخلاب ، لا تحتاج الى المزيد من السعي نحو الكمال ، فهندسة الحديقة من البساطة و السهولة بحيث انها لا ترهق الزائر لإكتشاف ممراتها و دروبها السالكة ، او تلك الساحات الواسعة و التى تحتضن الفعاليات الفنية و الشعبية لتمتلئ بالتجمعات الشبابية في المناسبات و الاحتفالات العامة ، الحديقة التي جمعت ايضا انواعا من الطيور السابحة على مياه البحيرات الهادئة ، تقدم لعشاق فن التصوير الفوتوغرافي اكثر من معرض للصور التي تدعو زائر الحديقة الى التمعن في لقطات من القوة و السلاسة مما يدعو الى الاعجاب و الاستغراب .

المعرض الاول يحتوى على خمسين لوحة اختيرت بعناية لمناظر طبيعية لنباتات و لوحات من غابات البرازيل الاستوائية ، حيث عمدت الكاميرا الى التحديق في مركز القوة في اللوحة لإبرازها و تكبيرها و توجيه الإضاءة لخدمة الكاميرا و من ثم لخدمة الناظر الى اللوحة ، اللوحات الخمسون تتحدث عن طبيعة لم تتدخل في تفاصيلها يد البشر و لا إنحنت للانسان ليقطف عذريتها ، هذا ما قالته العدسة للزائر و الذي لن يستطيع الا ان يقف مندهشا امام تلك اللوحات التي تضاهي ما تلتقطه العين من مشاهد سريالية عند التجوال في الحديقة .

منظر الغروب لم يغب عن تلك الوحات و مهما تكرر جمال هذا المشهد ، فان للكاميرا المدربة - كهذه التي جاءت بصور المعرض - للكاميرا قدره على الاحتفاظ بوهج اللحظة الغامضة و سحر الدفء فيها ، هذا بالتحديد الذي اسر بة سائح أوربي كان يتجول بين أروقة الحديقة ثم توقف امام المعرض الشيق و أجاب على سؤال الهدهد حول سبب اطالته النظر في الصور رغم ان جمال الحديقة الطبيعي لا يضاهي ، فأجاب انه يشعر بتناغم و انسجام بين الجو العام للحديقة - حاصة في هذا الوقت من العام و الذي يعني الربيع في البرازيل و امريكا الجنوبية ، و سمة الربيع تبدو أولا في الحدائق و النباتات - و التناغم هنا يجمع بين تناثر الاوراق الصفراء على ارض الحديقة و بين لوحات تجسد السحر البكر الذي استطاعت كاميرا الفنان اقتناصة، ثم ان العرض على حافة البحيرة اختبار جيد جدا .

اما المعرض الثاني الذي تستضيفة حديقة " إبيرابورا" في مدينة سان باولو البرازيلية و الذي يبعد مسافة كيلو متر تقريبا عن المعرض الاول ، فقد اختارت له إدارة الحديقة تلك الساحة الوسعة تحت الجسر الذي يعبر الحديقة ، تلك الساحة التى تستقطب التجمعات الشبابية في مواسم الكرنفالات البرازيلية الشهيرة ، في قلب الساحة اليوم ، يقام معرض فوتوغرافي لصور كائنات حية و مشاهد حياتية من الصعب ان تتوقف عندها العين الغير مدرية ، اما عين الفوتوغرافي فلا يفوتة قصص عميقة ترسمها الكاميرا ، "صحيفة الهدهد الدولية" تحدثت مع سائحة آسيوية شابة تتنقل بين لوحات المعرض و تلقتط بكاميرتها صورا لصور المعرض ، عبرت السائحة للهدهد عن اعجابها بإحدى اللوحات و عن سر هذا الاعجاب قالت "الا ترون معي نظرة التحدي في عين الطائر و هو ينظر مباشرة الى عين فريسته/السمكة ، مباشرة قبل ان يقذفها في جوفه ! انه يقول لها دون مواربه ان البقاء للاقوى .. شكرا للكاميرا الدقيقة و التقنيات العالية التى تُبقي هذا الاحساس دافئا على الدوام " وتخبرنا بما سلفا نعرفه

فراشات و طيور و حتى حشرات ملونة جميلة تتحرك على اغصان و تختبئ من كانئ مفترس يتربص بها ، قصص تحكيها صور المعرض البرازيلي في حديقة تغرى الزائر بأن يكون .. مصوراً فوتوغرافياً