نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


معركة الجسر والهلال




لا جديد في ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال " عن قيام ايران بتجنيد افغان للقتال في سوريا ٫ فما تفعله بين طائفة الهزارى الشيعية وهي الاضعف في افغانستان سبق ان قامت به بين شيعة العراق والحوثيين في اليمن ٫ وشيعة باكستان ناهيك عن " حالش " والطائفة الشيعية في لبنان ٫ فأمل نبيه بري ليست بعيدة عما يجري ٫ وان كانت لا تعلن ذلك الى ان اضطرت مؤخرا الى نعي رجال لها في سورية زعمت انهم كانوا يدرسون ودراسة هؤلاء مثل حج الايرانيين الذين افرج عن الكثير منهم في صفقات معروفة من حلب ودمشق واللاذقية .


 
ولا تظنوا ان داعش بسبب الحرب الصورية التي يشنها عليها المالكي بعيدة عن النفوذ الايراني وحسابات ولي الشيطان في طهران ٫ فغير اعترافات العدناني بوجود تعليمات مشددة من قيادات القاعدة بعدم التعرض لمصالح ايران الجميع يعرف ان حرب المالكي عليهم في العراق تدفعهم الى رمي ثقلهم في سوريا ليربطوا الشرق السوري بالانبار كما ربطت العصابة الاسدية الساحل بالبقاع الشمالي ٫ وبذا يكون شريط الدير - الانبار برعاية داعش والمالكي وخط حمص - الهرمل برعاية حالش والعصابة الاسدية وزمام هؤلاء جميعا مع قاسم سليماني الذي يدير هذه المعركة المعقدة من كرمان تاركا لخرتيت الضاحية ونظام الاسد الاعلان عن انتصاراته في مناطق ٫ ومحاولات تغطية فشله في مناطق اخرى .
ان ايران التي صارت قوة احتلال في سوريا ولبنان تدير معركة لا قيمة للبشر فيها سواء كانوا ضدها أو معها ٫ ولعل الجميع يذكرون الموجات البشرية من المراهقين والاطفال الذين خاضت بهم حربها مع عراق صدام حسين الى ان بلغت خسائرها قرابة المليون انسان وربما اكثر .
هذه المرة تريد ايران ان تخوض معركتها في سوريا وهي المعركة التي تحدد مصيرها كقوة اقليمية بالمنطقة بارواح الاخرين من هزارة وحوثيين وبهرة وحالشيين وعصائب ٫ وسلاحها في ذلك المال ٫ فكل ابناء هذه الطوائف فقراء ونسبة البطالة بينهم تفوق الثلاثين بالمائة ٫ ومبلغ خمسمائة دولار شهريا يعني الكثير لهم ولعائلاتهم ٫ فهل فهمتم الان لماذا تريد ايران الصلح مع الغرب بسرعة ليرفع عقوباته الاقتصادية ويعيد اليها المليارات المجمدة ..؟
ويبقى في خلفية الصورة الجانب العقائدي والمذهبي وهو الابرز ٫ فهذه الطوائف جميعا وكلها من لون مذهبي واحد يسهل تسخيرها لخدمة استراتيجية "الجسر والهلال "٫ فسوريا كما يقولون هي الجسر الذي يوصلهم الى افريقيا واوروبا ٫ ودولة تحالفات الهلال الشيعي الممتد عبر سوريا والعراق ولبنان ومعهم البحرين والكويت والمنطقة الشرقية بالسعودية سيتيح لملالي طهران وقم التحكم بما مقداره سبعين بالمائة من بترول العالم ٫ وما لم يحدث أمر عظيم يلجم طموحات هذا المشروع الخطير فالمنطقة كلها - وليس سوريا وحدها - ستخوض حربا مذهبية قد تقارب الربع قرن ٫ فهل هناك من يريد ان يفهم ٫ ويتصرف قبل أن يستفحل هذا الخطر ..؟ الذي كان غامضا وصار بفضل الثورة السورية مرئيا بوضوح لكل ذي بصر وبصيرة

د. محيي الدين اللاذقاني
الخميس 22 ماي 2014