نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


معلومات عالمية عسكرية بالغة السرية ملقاة على أرصفة الشوارع في غانا ساحة النفايات الالكترونية




أكرا - ألبرتا أوبوكو - قد يتوقف مجرمو الإنترنت النيجيريون في وقت قريب عن طلب التفاصيل المصرفية الخاصة بك عبر رسائل البريد الإلكتروني المزعج والمكالمات الهاتفية؛ حيث كشف طلاب الصحافة بجامعة كولومبيا البريطانية أن المعلومات الخاصة بالأفراد والشركات، وحتى العسكرية منها ملقاة -بمعنى الكلمة- في عقر دارهم في العاصمة الغانية أكرا


معلومات عالمية عسكرية بالغة السرية ملقاة على أرصفة الشوارع في غانا ساحة النفايات الالكترونية
ويلقى بكثير من السيارات والثلاجات الصدئة من جميع أنحاء العالم في أجبو جبلوشي وهو أحد الأحياء العشوائية الفقيرة، وموقع لتفريغ النفايات الإلكترونية في أكرا. وقد تحول مقلب النفايات هذا إلى اقتصاد كامل قائم بذاته، فالشباب والرجال والأطفال الذين يعملون بالموقع، في تفكيك أجهزة الكمبيوتر وغيرها من النفايات الإلكترونية، يبحثون عن قطع الغيار لبيعها في السوق المفتوحة بالقرب منهم.
ويقول أحد الباعة في أجبو جبلوشي أن مقلب النفايات يولد أعمالاً تجارية، ليس فقط بالنسبة لمصانع التفكيك. "انظروا إلى الفتاة الصغيرة انها تبيع كيس من المياه النقية"...بشكل غير مباشر، يحصل هؤلاء أيضا على المال من النفايات الإلكترونية. فنحن نشتري منهم احتياجاتنا من المياه لغسل أيدينا أو أرواء عطشنا ". رزاق، هو طالب بالمرحلة الثانوية ويعمل في مقلب نفايات في أجبو جبلوشي ويقول "أعمل خلال العطل المدرسية هنا بدوام كامل في تفكيك أجهزة الكمبيوتر وغيرها من النفايات الإلكترونية. وهو ما يوفر لي بعض المال لدفع الرسوم المدرسية".
مليئة بالخردة
وعلى مدى السنوات يلقى هنا بأجهزة الكمبيوتر القديمة و السيارات الصدئة والثلاجات. وتجيء أجهزة الكمبيوتر القديمة من أوروبا وأمريكا الشمالية وتصنف كـ"تبرعات" حيث يجري شحنها إلى غانا في حاويات كبيرة، ويقول بيتر كلاين، وهو أستاذ مساعد في المدرسة العليا للصحافة بجامعة كولومبيا البريطانية
وفي بعض الحالات يجري إصلاح أجهزة الكومبيوتر، ومن ثم استخدامها في المدارس ولكن في أكثر الأحيان، كانت الحاويات تمتلئ بالخردة. و ينتهي بها المطاف هنا في أجبو جبلوشي.
ولطالما حذرت المنظمات البيئية لسنوات الحكومات من الأضرار التي يمكن أن تسببها مقالب النفايات تلك على البيئة وعلى صحة الناس الذين يعيشون في محيطها. والآن كشف السيد كلاين وطلابه عن أن أجبو جبلوشي أيضا تشكل خطرا أمنيا.
البيانات الحساسة
لقد اشتروا بعض أقراص الحاسوب الصلبة – الهارد ديسك- من السوق المفتوحة، ليكتشفوا أن بعضها سليم تماما وتحوي بيانات حساسة للغاية.
معلومات شخصية
يذكرنا السيد كلاين قائلا:
"من دون الاضطرار إلى القيام بأي عملية لاستعادة البيانات فقد وجدنا معلومات شخصية جدا: أرقام الضمان الاجتماعي وسير ذاتية لعاملين، وبعض الصور العائلية من تلك التي لن تحب أن يراها الآخرون، مثل صور لأطفالك وهم يستحمون".
وهذه الاكتشافات تضيف بعدا جديدا على الجريمة الإليكترونية. فالمعلومات الحساسة الخاصة بالأفراد والشركات وحتى العسكرية منها، لم يكن من اليسير قط لمجرمي الإنترنت العاملين في أكرا النيجيرية الحصول عليها من قبل. فغالبا ما يطلبون منك عبر البريد الإلكتروني المتطفل معلومات شخصية. ولكن الآن ومع البيانات التي على الأقراص الصلبة الملقاة، فلا حاجة لأن يعاودوا سؤالك عن شيء.
الأمير النيجيري
بيتر كلاين : "لقد حصلنا على جميع الرسائل الموجهة من أمير نيجيري يطلب مبلغا من المال لمساعدته في تهريب ثروته لخارج البلاد. وهناك الكثير من هؤلاء "الأمراء" يرسلون رسائلهم من مقاهي الإنترنت في غانا. وتلك المجموعات تشارك أيضا في سرقة هوية مستخدمي الانترنت. أما الأطفال الصغار فعملهم أن يبحثوا في أجبو جبلوشي عن محركات الأقراص الصلبة، إنهم إذن يمارسون الصيد بحثاً عن معلومات ".
وقد تحتوي محركات الأقراص الصلبة في السوق المفتوحة في أجبو جبلوشي أحيانا على بيانات شركات. ومن المدهش أن كنديين اكتشفوا أن إحدى هذه الأقراص الصلبة المشتراة حديثاً كانت ممتلئة بالمعلومات التجارية الخاصة بشركة نورثروب جرومان، وهي أحد أكبر المتعاقدين العسكريين في الولايات المتحدة في صفقات تقدر بمليارات الدولارات.
ويضيف السيد كلاين : "إنها نوع من المعلومات التي يمكن،إذا وقعت في الأيدي الخطأ، أن تكون ضارة بشكل لا يُصدق. وجدنا مثلاً تفاصيل حول عقود عسكرية على بعض الأقراص الصلبة. كما كانت هناك تفاصيل حول عقد بقيمة ملياري دولار مع وزارة الأمن الداخلي، ومع وزارة الدفاع بخصوص الاستخبارات العسكرية وأمن المطارات. هذه المعلومات ليست فقط حساسة، بل إنها قد تجعل من شركة ما عرضةً للابتزاز ".
لم تطلق أية صورايخ
من المدهش أن تكون حتى الاستخبارات العسكرية ملقية في الشوارع. هذه الوقائع ستغير من الطريقة التي يتخلص بها الأفراد والشركات متعددة الجنسيات والحكومات من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم؟ "هناك معلومات أمريكية عسكرية معروضة في شوارع أكرا، إلا انه لم تطلق أي صواريخ نتيجة لذلك. أعني، أن الأمر مختلف عن إلقاء القبض على جاسوس روسي يسرب البيانات من خلال جهاز الكمبيوتر الخاص به" يضحك السيد كلاين
يعتقد أستاذ الصحافة، معترفا بأنه ساخر بعض الشيء هنا، أن الأمر سيتحول لفضيحة أكبر من مجرد معلومات حساسة ملقاة تحت أقدام مجرمي الإنترنت، وساعتها سيتم التوقف عن إلقاء النفايات الإلكترونية. وحتى ذلك الحين، فنصيحته هي: نصيحة المباحث الفيدرالية الأمريكية
" للتخلص بالفعل من شيء على جهاز الكمبيوتر الخاص بك فإن ذلك يتطلب جهدا كبيرا. فحتى لو حذفت المعلومات، فإنه يمكن لشخص لديه المهارات المناسبة أن يستعيدها. والسبيل الوحيد لحماية البيانات الخاصة بك تماما: "إخراج القرص الصلب، وتحطيمه باستخدام مطرقة!"، هذا ما أخبرني به عميل سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي.
الزمن وحده سيخبرنا إذا ما كان التخلص من النفايات الإلكترونية في أجبو جبلوشي سينتهي حقا. إلا أن هناك شيء واحد مؤكد، هو أن ذلك من شأنه أن يجعل الكثيرين يفقدون مورد رزقهم. ويأمل الطالب رزاق أن يستطيع مواصلة حصوله على الرسوم المدرسية عبر عمله في النفايات "آمل ألا يغلقوا المكان. أنا في حاجة إلى المال للذهاب للمدرسة"
وقد صور أستاذ الصحافة بيتر كلاين وطلابه فيلما وثائقيا عن النتائج التي توصلوا إليها في أجبو جبلوشي ، بعنوان "غانا: ساحة النفايات الرقمية

وكالات - إذاعة هولندا العالمية
الثلاثاء 22 سبتمبر 2009