مقتل 150 متمرداً إثر صد الجيش اليمني هجوماً كاسحاً للحوثيين للاستيلاء على مدينة صعدة

وقالت مصادر قبليـة لـ"صحيفة الهدهد الدولية" إن مئات من عناصر الحوثي شاركوا في هذا الهجوم الأكبر منذ بدء المعارك، غير أن قوات الجيش رصدت تحركات المتمردين منذ مساء الأحد، وكان الرد عنيف ما أدى إلى قتل قرابة 150 حوثياً واستسلام أكثر من 70 آخريـن، بينما قتل جندييـن وأصيب 20 أخريــن.

وأضافت المصادر أن هجوم المتمرديـن تركز على ثلاثة محاور فجر يوم العيد، مستهدفيـن ثلاثة نقاط عسكريـة تحيط بالمدينة وهي نقطة "أبو مشعف" الواقعة على المدخل الشمالي الغربي للمدينة، ونقطتي "المقاش، وعين" بالإضافة إلى موقع جبل "الصمع والصماء".
وأكد مصدر عسكري مسؤول واقعة هجوم الحوثيين، وقال "إن عناصر التمرد والإرهاب واصلت خروقاتها لقرار تعليق وقف إطلاق النار حيث قامت في ساعة مبكرة من فجر الأحد وبأسلوب مخادع بمهاجمة مدينة صعدة من عدة اتجاهات وتصدت لها وحدات الجيش والأمن وكبدتهم خسائر فادحـة" غير أن المصدر لم يذكر حصيلة الخسائر في صفوف الحوثيين.

وفي وقت لاحق من مساء الأحد أشار زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي إلى أن تلك الحادثـة غير صحيـحة، ضمن بيان حمل فيه القوات الحكومية مسؤولية خرق الهدنـة. وقال في البيان – تلقت صحيفة الهدهد الدولية نسخة منه – " لا صحة على الإطلاق لما تناولته بعض وسائل الإعلام عن مواجهات في محيط مدينة صعدة ومحاولة اقتحامها" واعتبر ذلك " يندرج ضمن التبريرات التي تحاول بعض الأطراف تسويقها من اجل إبقاء الحرب تحت هذه الذرائع الغير صحيحة". حسبما أفاد البيان.
وأضاف "أن هدف تلك الأخبار الكاذبة تسويغ الاعتداء الذي ما توقف في مختلف المناطق (...) وتحاول هذه الأطراف تغطية هذه الاعتداءات العدوانية بحق المواطنين في يوم عيد الفطر المبارك بتبريرات واهية وغير حقيقية ".

ويأتي ذلك في أعقاب هدنة بمناسبة العيد، لكنها لم تصمد سوى ساعات، إذ كانت الحكومة اليمنية أعلنت السبت تعليق العمليات العسكرية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك واستجابة للنداءات التي وجهت لأجل تسهيل وصول المساعدات للنازحيـن جراء الحرب.
وانهارت الهدنة على الفور، بينما تبادل الطرفان الاتهامات بشأن خرق قرار تعليق العمليات في صعدة وحرف سفيان، وقالت مصادر عسكرية أن الحوثييـن واصلوا هجومهم على مواقع عسكرية في منطقة حرف سفيان، واستمرت أمس الأول مواجهات في منطقة باقم والمدينة القديمة بين المتمردين وقوات الجيش. في حين طالب زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي بتشكيل لجنة محلية للاشراف على وقف اطلاق النار. بعدها، أعلن مصدر عسكري استئناف القتال بين القوات الحكومية والمتمردين، مجددا اتهام الحوثيين بعدم الالتزام بوقف اطلاق النار وتنفيذ الشروط المعلنة.

وفي حين خيم الهدوء الحذر على مدينة صعدة بعد تعليق العمليات العسكرية السبت الا ان مناطق السفال وباب الدرب شهدت اشتباكات مسلحة بين الجانبين فيما تواصل القصف في مناطق العند وبني معاذر والمقاش. وتفيد المعلومات الواردة من مديرية حرف سفيان ، بأن وحدات من قوات العمالقة تمكنت من الاستيلاء على موقع الشقراء المطل على مدينة الحرف من جهة الشمال.
في الغضون، نفى مصدر عسكري مسئول صحة ما "بثته العناصر التخريبية المتمردة من صور زعمت بأنها لمواطنين قتلوا نتيجة قصف جوي في منطقة (العادي) بسفيان".

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ عن المصدر قوله "لقد دأبت تلك العناصر على التضليل والفبركة, وما بثته من صور هي لعناصر إرهابية متمردة قتلت أثناء المواجهات العسكرية مع وحدات الجيش والأمن والمتعاونين من المواطنين الشرفاء, وبعضها تم فبركته بطريقة مفضوحة".
وجدد المصدر اتهاماته للحوثيين باتخاذ المواكنين دروعاً بشرية أثناء قيامهم بالاعتداءات على أفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين المتعاونين مع الدولة ، وقال أن جماعة الحوثي "تستخدم القوة والعنف لمنع المواطنين من الانتقال إلى مناطق آمنة, كما حدث في منطقة مران قبل أيام حيث منعت المواطنين من النزوح وارتكبت جريمة قتل ثمانية منهم لرفضهم الانصياع
لها " .
موضحاً أن القيادة السياسية قد وجهت بالتحقيق من "المزاعم حول تعرض مواطنين في منطقة (العادي) بسفيان لقصف جوي ويجري حالياً التحقق منها.

وجاء ذلك على إثر بث عبدالملك الحوثي لصور ومقاطع فيديو لجثث أطفال مضرحيـن بالدماء قال أنهم ضحايا منطقة العادي الذي قالت منظمات وزعماء قبائل محليين أن الطيران الحربي شن قصفاً على نازحيـن في حرف سفيان وأدى إلى مقتل 87 شخصاً من الأبرياء منتصف الأسبوع الفائت