نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


ممثل إسباني متمرد يهجر بلاده للعيش في كوبا بسبب أزمة الديمقراطية في بلاده




هافانا - جييرمو نوفا – هل إسبانيا ديمقراطية؟ "لا تمتُ لها بصلة" هذا ما يؤكده الممثل الإسباني ويلي توليدو الذي أثار جدلا واسعا، عندما أعلن عزمه على الرحيل لكي يعيش في كوبا، في رد فعل حاسم وموجع للمفكرين والمثقفين اليساريين الذين يدعون تأييد الاشتراكية ولكن من ملاذهم الآمن والمستقر في أحضان الرأسمالية.


الممثل الإسباني ويلي توليدو
الممثل الإسباني ويلي توليدو
حزم توليدو أمتعته بالفعل. في مقابلة مع مع وكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) تحدث إلينا الممثل الإسباني /43 عاما/ عن أسبابه، خططه الفنية وتعاطفه مع فنزويلا البوليفارية. يقيم الممثل الإسباني في كوبا حاليا، ولكنه يتردد على بلاده من آن لآخر، وأحيانا يتجول بين دول أمريكا اللاتينية. في الوقت الحالي لديه مشروعات أفلام سيقوم بتصويرها في كولومبيا. يعتبر من أشد المؤيدين للثورة الكوبية، ولكنه يساوره القلق من أمر واحد في هافانا ألا وهو مشروعات إصلاح السوق التي أطلقتها حكومة الرئيس راؤول كاسترو.

(د ب أ ): ما الذي دفعك لاتخاذ قرار الرحيل إلى كوبا؟

توليدو: بعد ثلاثة وأربعين عاما من الإقامة في نفس البلد، وفي ظل نفس النظام، كانت لدي الرغبة في التعرف على أشياء مختلفة، تغيير جو، والشروع في مغامرة جديدة في مكان له ملامح مختلفة وفي ظل نظام اجتماعي وسياسي مغايرين. أعلم أن هناك كوريا الشمالية، ولكنها لا تجتذبني على الإطلاق، ولهذا أنا متواجد هنا في كوبا، حيث أرغب في التعايش مع أهلها وأن أواصل البناء معهم. أضع ما لدي تحت تصرفهم، عرفانا مني بكل ما قدموه من أجل هذا الكوكب، ومن أجل النموذج الذي قدموه في بناء الأشياء بأساليب بديلة عن الرأسمالية شديدة التوحش، وكذلك من أجل الصمود في وجه الإمبريالية الأمريكية.

(د ب أ ): تعلم أن أحد شروط الحصول على الإقامة في كوبا هو ألا يكون لك صحيفة سوابق جنائية، فما رأيك؟

توليدو: أعلم ذلك. سبق أن حذرني أحد المثقفين الكوبيين من هذا الأمر. ولكن توقيفي أكثر من مرة في إسبانيا كان دائما لأسباب سياسية، ولدي شهادة تفيد بأنه ليس لدي سوابق جنائية. أنا نظيف تماما.

(د ب أ ): ما هو الدعم الذي قدمته لك الحكومة الكوبية؟

توليدو: لم أحصل على أي شيئ على الإطلاق. قمت بعمل كافة الإجراءات الإدارية المطلوبة بنفسي، ولا أسعى للحصول على أي دعم من الحكومة الكوبية، لأني اعتزم أن أتعيّش من عائدات مدخراتي خلال السنوات الأخيرة، والتي حصلت عليها من الأدوار التي قدمتها في التليفزيون، ومما سوف أتحصل عليه من مشاريعي الفنية كممثل في أمريكا اللاتينية، والتي تعد مقصدي المستقبلي في طريقي للبحث عن عمل.

(د ب أ ): ما هو الإسهام الذي يمكن أن يعود على مسيرتك الفنية من تجربة الإقامة في كوبا؟

توليدو: المنطقة أكثر من كوبا. اعتقد أنه في أمريكا اللاتينية تُقدم أشياء شيقة في عالم السينما والمسرح والتليفزيون، أرغب في تعلم أشياء جديدة، وهذا بالنسبة لي هو أفضل توقيت وأفضل مكان.

(د ب أ ): كيف حال إيقاع يومك في هافانا؟

توليدو: أقمت الأسابيع الأولى في منزل بعض الأصدقاء، الذين فتحوا لي أبوابهم بكل أريحية وكرم. بعد ذلك انتقلت للإقامة في شقة بالإيجار في الدور السفلي لأحد العمارات، مكونة من حجرتين وفناء داخلي لاستقبال الأصدقاء. الميزة فيها أنها تقع في وسط العاصمة، وهو ما يتيح التنقل سيرا على الأقدام أو من خلال المواصلات العامة، ومن هنا أود نفي الشائعات التي ترددت حول وضع السلطات سيارة رسمية بسائق خاص تحت تصرفي، وتوفير فيلا فخمة لإقامتي.

(د ب أ ): في الماضي كنت تزور كوبا كسائح، صف لنا الآن علاقتك بالكوبيين؟

توليدو: أحاول الهرب من الأماكن السياحية ، مثل الأحياء القديمة في العاصمة هافانا، بالرغم من روعتها، إلا أنك هناك تظل دوما سائحا في نظر الناس. أفضل التجول في الحي، الجلوس على المقاهي التي يرتادها أهل البلاد، أو تناول فنجان قهوة على "النصبة" الكائنة أمام منزلي والحديث مع الناس. أود أن أشعر في النهاية أني واحد من بين أهل الحي، التعايش بالنسبة لي كان أمرا يسيرا، أعتقد أن الكوبيين لديهم أسلوب حياة مشابه لأسلوب حياتنا الإسباني.

(د ب أ ): ما هو أكثر شيئ يجذبك في أمريكا اللاتينية؟

توليدو: تؤكد التحولات مثل التي تشهدها فنزويلا، أن هناك أساليب أخرى لصنع الأشياء، وأيضا من خلال "الصناديق" وليس بالعنف. وبمقارنة هذا بما يحدث في إسبانيا حيث لا تتيح الظروف القيام بثورة، أجده أمرا أتمنى حدوثه في بلادي، وأن يكون أيضا من خلال "الصناديق"، على الرغم من أن القوانين الانتخابية في إسبانيا جائرة وتم إعدادها من قبل نظام فرانكو، بحيث لا يتمكن اليسار من الوصول إلى السلطة أبدا. أما ما تعلمنا إياه فنزويلا، فإنه من خلال التوعية السياسية، فإننا يمكن في النهاية أن نصل إلى تشريع قوانين تصب في مصلحة العمال.

(د ب أ ): هل ترى أن إسبانيا لا يوجد بها ديمقراطية؟

توليدو: قطعا لا. منصب رأس الدولة يورث من الأب إلى الإبن، السلطات الفعلية هي ذاتها منذ العصر الفرنكوي (1939-1975): رجال الأعمال والكنيسة الكاثوليكية. لا يزال اليمين يهيمن على وسائل الإعلام، الحزبان الكبيران في البلاد: حزب العمال الاشتراكي الإسباني (PSOE) والحزب الشعبي (PP) يعملان في خدمة رؤوس الأموال. لا نعيش ديمقراطية على الإطلاق، ولا نكاد.

(د ب أ ): ماذا كان رأي أصدقائك وأسرتك حين قررت الرحيل إلى كوبا؟

توليدو: تلقيت أكثر من عشر رسائل بالبريد الإلكتروني من أصدقاء يتساءلون فيها عن الإجراءات المطلوبة للحصول على الإقامة في كوبا، لأن البطالة في إسبانيا تختلف تماما عنها في كوبا، هنا النظام يوفر لك المسكن والتعليم لأولادك، الغذاء، وبرامج رعاية صحية عامة يحسدهم عليها العالم كله، وهذا كله يعد رفاهية بالنسبة لأي بلد في العالم.

(د ب أ ): ما رأيك في برامج الإصلاح التي يجري إقرارها في كوبا الآن؟

توليدو: لطالما دعمت القرارات التي تبناها الشعب الكوبي، ولكن يساورني بعض القلق إزاء نمط معين من الرأسمالية. وبالرغم من أنه لا يزال ناعما وكامنا تحت السطح، إلا أنه يمضي حثيثا، وربما يكون غير ضار وقابل للسيطرة، إلا أننا نعلم كيف تعمل الرأسمالية ومدى نهمها. ومع ذلك فأنا مؤيد لقرارات حكومة راؤول كاسترو، لأن هذا هو ما يريده الشعب الكوبي، وسوف أظل أسانده كتفا بكتف حتى النهاية.


د ب ا
السبت 16 نونبر 2013