نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


مواجهة سعودية إسرائيلية في طوكيو تثير أسئلة «التطبيع»






بعد إعلان اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية المقامة في العاصمة اليابانية طوكيو، عن اختيار لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني لمواجهة راز هيرشكو، من دولة الإحتلال الإسرائيلي، طرح رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية والوطن العربي تساؤلات حول مدى «الشفافية» و«حسن النية» التي تكمن وراء وقوع الاختيار على لاعبين عرب مقابل آخرين من الجانب الإسرائيلي.


 

وقد انقسم المغردون إلى فريقين:
الأول كان يدعم اللاعبة السعودية بلا حدود، ويعبر عن «فخر الوطن» بها، وبوصولها إلى هذا المحفل العالمي، وبضرورة مواجهة منافستها الإسرائيلية.
أما الفريق الثاني فعلى الرغم من تشجيعه للبطلة إلا أنه فضل أن تنسحب من أمام منافستها من دولة الاحتلال الصهيوني.
فالقبول بالمنازلة تطبيع مع دولة غير طبيعية، خصوصاً بعد إعلان لاعب الجودو الجزائري، فتحي نورين، انسحابه الخميس الماضي من البطولة الأولمبية، حين أوقعته القرعة في مواجهة الإسرائيلي، طوهار بوتبول.
من أبرز الداعمين للمواجهة المحامي السعودي والكاتب عبدالرحمن اللاحم، الذي غرد على تويتر: «بالتوفيق لبطلتنا تهاني القحطاني في مواجهتها مع اللاعبة الاسرائيلية في الجودو الجمعة المقبلة. ستكون تهاني بطلة بأعيننا في كل الحالات. الرياضة ما لها علاقة بالسياسة.
السعودية وشعبها لا ينتميان للشعوب الطارئة على الأرض والتي تقتات على الضجيج والشعارات».
وقد شاركه الموقف الروائي السعودي تركي الحمد بالقول: « كلي أمل أن لا تنسحب بطلتنا السعودية من المواجهة الرياضية مع اللاعبة الإسرائيلية وتمنحها الفوز بمجرد الإنسحاب. فالمسألة رياضة في الأول والآخر. ولن تزول إسرائيل بمثل هذا الإنسحاب. أما ألسنة السوء، فستبقى في مستنقع السوء، سواء انسحبت أو نافست، فعلى بركة الله».
فيما عارضهم الأكاديمي السعودي خالد الدخيل في تغريدة جاء فيها: الأفضل للاعبة الجودو السعودية الإنسحاب من المباراة أمام ممثلة إسرئيل. السعودية لا تعترف بهذه الدولة. والشعب السعودي يعتبرها دولة احتلال مفروضة بمنطق القوة العارية. والإنسحاب ليس في هذه الحالة من أمام اللاعبة الإسرائيلية كفرد أو كيهودية، وإنما رفضاً لمشروعية الدولة التي تمثلها. وأضاف الدخيل: «هناك منطق شعبوي يرى الاعتراف مجاناً بإسرائيل انتقاماً من موقف مشين لبعض الفلسطينيين من السعودية. وحصر القضية هكذا ساذج سياسياً. الإعتراف المجاني اعتراف بالإستيطان والتهجير والإعتداء على حقوق الشعوب التاريخية والإنسانية. وهذا لا يخص شعباً دون سواه. هو موقف سياسي وقانوني يطال الجميع»، مؤكداً أن «هناك جانبا آخر للمنطق ذاته. إسرائيل قوية ولم يعد بامكاننا هزيمتها أو اقناعها بالتنازل مقابل الإعتراف. تفرض الواقعية حسب هذا المنطق الأخرق الإستسلام لهذا الواقع ولشرط إسرائيل بالإعتراف بها والتطبيع معها دون أي مقابل. وهذا ليس منطق دولة ولا شعب بل منطق سُذج لا علاقة له بالسياسة».
وفي موقف مؤيد للمقاطعة، غردت الكاتبة الكويتية سعدية مفرح قائلة:
من يقول بأن على اللاعبين العرب مقابلة الصهاينة في المنافسات الرياضية لا يخرج عن أربعة:
الأول: مؤمن بالتطبيع وينادي به.
الثاني: مؤمن بالتطبيع، ولكن يشعر بالخجل!
الثالث: ساذج يرى أن الصراع لا يخرج عن فكرة من يضرب من!
الرابع: غبي لا يعرف الفرق بين الحرب والمنافسة الرياضية!

# لا للتطبيع بكل أشكاله

وفي رصد لطبيعة التفاعلات على الـ»سوشال ميديا»، نلمس الوعي الجذري داخل المجتمعات العربية الرافضة لفكرة الفصل بين الرياضة والسياسة، وبين «التطبيع» والمصالح التي قد تدفع هذه الدولة أو تلك للتسليم بجريمة الاحتلال، انطلاقا من «الواقعية السياسية».
بالطبع، أقول جريمة، لأن ترجمة المشروع الصهيونى على أرض فلسطين التاريخية يمثل جناية أخلاقية وقانونية فى حق الإنسانية كلها وانتهاك صارخ للمواثيق الدولية. في اللا شعور الجمعي كلنا نرغب أن تذهب اللاعبة تهاني القحطاني و»تكسر رقبة» لاعبة الإحتلال، وتهدي انتصارها الذي نتمناه إلى الشعب الفلسطيني الصامد.
لكن القبول بفكرة النزال سيكون خدمة للدعاية الإسرائيلية التي نجحت بكل أسف في تزييف الحقائق والواقع لمصلحتها، بينما فشل «عرب التطبيع» في الإصغاء لصرخات شعوبهم.
انسحاب القحطاني سيكون مدوياً أكثر من انتصارها في المنازلة، لأنه يعكس روح الرفض لهذا الكيان. وهذا أضعف الإيمان.

زفاف أسطوري في زمن الجوع اللبناني

رصدت صحيفة «القدس العربي» ومواقع إخبارية لبنانية الزفاف «الاسطوري» لإبنة نوار الساحلي، النائب السابق عن «حزب الله».
وانتشرت صور للساحلي، إلى جانب إبنته في الحفل الضخم، الذي تحلت فيها الطاولات بزينة ضخمة. كما ظهرت العروس بفستان زفاف باهر قدر الناشطون ثمنه بآلاف الدولارات.
وقد تحول العرس الى حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الانفاق الباذخ في الحفل.
كذلك عبّر بعض مناصري الحزب عن «صدمتهم» بأن ابنة الساحلي «غير محجبة». خلافاً للأغلبية الأعمّ من عائلات عناصر وقياديي الحزب الإسلامي،
بالإضافة إلى تداول فيديو يظهر تناول مشروبات روحية خلال الحفل.
كذلك جاء الحفل في ظل أزمة الدواء والكهرباء والأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بلبنان.
غرد الناشط علي مظلوم: « في زمن القحط والجوع ها هم «جماعة يوسف» لبنان يتنعمون وحدهم بالدولارات من مخازن «طيبة»، ويدعون الجائعين العراة لأكل الصبر والتحاف البصيرة للفوز بجنة الآخرة».
أما الفنانة أمل حجازي فعقبت بدورها على الحفل قائلة: «هؤلاء أولاد نوابنا ووزرائنا، أما أبناؤنا فهاجروا من بلدهم سعياً وراء لقمة العيش وكرامة حُرموا منها في بلدهم»!
وعلق النائب الساحلي نشاطه السياسي إثر موجة الغضب، التي وجهها موالون ومعارضون.
وقال في بيان: «حضرت حفل زواج ابنتي، الذي أقامه صهري، ولم أقدّر أنه سيسبب أذيّة لجمهورنا العزيز، لذا فأنا أعتذر من أهلي وأحبّتي عن ما حصل».
وأضاف: «ولقد تسبّبت أيضاً بإساءة غير مقصودة للحزب، الذي أحب وأنتمي إليه، لذلك فأنا أعلّق جميع أنشطتي الحزبية في انتظار أن تتخذ القيادة القرار وأنا سألتزم به مهما كان».
كان من الممكن لمثل هذه المناسبة أن تمر مرور الكرام، دون أن تستفز الرأي العام، لولا أن حزب الله الذي ينتمي إليه النائب نوار الساحلي، كان ولا يزال شريكا فاعلاً في السلطة، التي ثار اللبنانيون ضدها في 17 تشرين الأول / أكتوبر، تحت شعار «كلن يعني كلن». كذلك يحتكر الحزب تاريخياً نظرية «الصواب السياسي» ومحاربة «الفساد»، بالإضافة إلى احتكار «المقاومة» و»التقشف».
لهذا كانت صور العرس الباذخة صادمة لجمهور الحزب قبل خصومه. لم يراع في هذه «المناسبة العائلية» الجوع المنتشر والوضع الاقتصادي المتأزم الذي يعيشه لبنان اليوم.
يدرك جمهور المقاومة أن شعبية حزبهم تراجعت في السنوات الأخيرة، وذلك بفعل تحالفاته الداخلية مع رموز الفساد وامتداداته الإقليمية، التي شكلت عبئاً ثقيلاً على بلد يعيش اليوم على حافة الإنهيار.
في زمن الجوع اللبناني نتذكر قول للإمام علي: الفقر هو الموت الأكبر.
----------
القدس العربي


مريم مشتاوي
الجمعة 30 يوليوز 2021