نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


موضة جديدة في عالم الصرعات .. حمى "هارلم شيك" تستشري من القمة للقاع




لوس انجليس - آندي جولدبرج - الجنون لا يعرف أي حدود .. الجميع يدرك هذا فهو شعور ممتع ومرح ولكن ربما يحمل عواقب ضارة ومحزنة أحيانا، ولكن من يريد أن يفقد عقله عمدا لا يفكر في النتائج، فقط يفكر في المتعة اللحظية وهو في حد ذاته أمر ليس سيئا.. الجنون قد يرتبط أحيانا بالموضة .. والموضة بالموسيقى ومع اتساع الفضاء الافتراضي للعالم الإلكتروني الذي أصبح يعيش فيه الإنسان اتحدت كل هذه الأشياء لتولد شعبية أغنيات مثل "جانجنام ستايل" و"هارلم شيك".


موضة جديدة في عالم الصرعات .. حمى "هارلم شيك" تستشري من القمة للقاع
لم تكن الجماهير بالكاد تعرفت على ظاهرة أغنية "جانجنام ستايل" للمطرب الكوري الجنوبي "بي إس واي" العام الماضي والتي حققت نجاحا رهيبا بأكثر من مليار و400 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" لمقاطع الفيديوهات والآلاف من مقاطع الفيديو لمحاكاة تصوير الأغنية، حتى ظهرت هذا العام حمى جديدة هي موسيقى "هارلم شيك".
 
أصبحت "هارلم شيك" هي الموضة الجديدة في عالم "الصرعات المجنونة على الشبكات الاجتماعية" لتحل محل النكات التقليدية التي تسخر من المغنية الأمريكية بريتني سبيرز وشبيهاتها، كل ما عليك هو الاتفاق مع مجموعة من أصدقائك وشراء بعض الأقنعة والأزياء الغريبة والرقص بطريقة مجنونة على نغمات "هارلم شيك".
 
وفي وقت قصير، استقبل موقع  يوتيوب  250 ألف مقطع بهذه الطريقة في ظاهرة "فيروسية" إذا صح التعبير جذبت انتباه مئات الملايين من مستخدمي الإنترنت، وفي كل مرة تزداد الغرابة والجنون في المقاطع المصورة ليحصل أبطال الفيديو على ثوان من الشهرة التي يحلمون بها.
 
ومن أحدث مقاطع فيديو صرعة "هارلم شيك" التي تم تحميلها على الإنترنت، تلك التي يظهر بها 15 من عمال المناجم الأستراليين، وهم يرقصون على إيقاع هذه الموسيقى الغريبة داخل منجم ذهب يعملون به في الساحل الشرقي .. لقد استمتعوا حقا بلحظاتهم، ولكنهم ذاقوا الثمن الآخر للجنون وهو الندم عقب أن تعرضوا للفصل للقيام بهذا الأمر في مكان العمل.
 
وكانت سلطات الطيران الأمريكية قبلها بأيام قليلة أعلنت أنها تحقق مع ركاب رحلة بين كولورادو سبرينجز وسان دييجو، عقب رفع فيديو ظهر فيه أنهم كانوا يقومون بأداء الرقصة المجنونة أثناء التحليق.
 
الأمر لا يتصل فقط بالمتعة والجنون حينما يتعلق بـ(هارلم شيك) بل إنه ارتبط بالسياسة أيضا، حيث استخدمت الرقصة كأحد أشكال الاحتجاجات في مصر وتونس ضد الإسلاميين، كما حدث بالفعل أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم في القاهرة، ولكن الخيال الذي تحول إلى واقع هو استخدام هارلم شيك ليس للمتعة او للجنون أو حتى للسياسة بل للدين!
 
وفي النسخة "الإسلامية" يظهر خمسة أشخاص يقرأون عددا من الكتب باهتمام بالغ أحدها هو القرآن الكريم ويظهر سادس مرتديا خوذة دراجة نارية ويرقص بجنون على موسيقى "هارلم شيك"، بعدها يسمع صوت الآذان ليقطع الموسيقى ويذهب كل الطلاب الذين كانوا يقومون بالقراءة للصلاة تاركين الشاب الذي يرقص وحده الذي حينما يدرك أن كل أصدقائه تركوه يذهب عدوا نحو الباب لينتهي الفيديو بإحدى آيات القرآن.
 
وتحمل أغلب مقاطع فيديو رقصة "هارلم شيك" عناصر أساسية، تبدأ غالبا بشخص يرتدي قناعا يتحرك بطريقة سريعة بعض الشيء ولكن ليست مجنونة وفي الخلفية موسيقى الأغنية، وما إن تقال عبارة : "Do the HARLEM Shake"  حتى يقوم كل الأشخاص المحيطين به والذين يظهرون وكأنهم لا يولون للأمر أي اهتمام ويواصلون القيام بعملهم بصورة اعتيادية، بالرقص بجنون وبأزياء تنكرية أيضا بل وأداء بعض الحركات ذات الإيحاءات الجنسية أحيانا، كل على حسب هواه، وعلى حسب المكان الذي تم تصوير الرقصة فيه، والذي يتنوع من مكتب إلى مدرسة إلى الشارع إلى جامعة إلخ.
 
وعلى الرغم من الشعبية التي حققتها "حمى هارلم شيك" في بداية الأمر، إلا أنها انطفأت بنفس السرعة، فعلى الرغم من طابعها الممتع إلا أنها لم تكن أبدا "رائعة" في إطار التجديد، وقد تنبأت وسائل الإعلام الأمريكية ومن بينها على سبيل المثال  صحيفة لوس أنجليس تايمز بهذا الأمر.
 
كتبت الصحيفة في شباط / فبراير الماضي "رقصة (هارلم شيك) تفجرت في الساحة الأسبوع الماضي، إلا أنها للأسف تظهر علامات موت مبكر ووشيك"، حيث عددت ثمانية أسباب تعزز بها نظريتها تذهب من "البهرجة الشديدة" إلى "نقطة لا يمكن التسامح معها وهي أنه حتى كبار السن يقومون بها".
 
الحقيقي فعلا أن أجداد الكثير من الشباب الذين تنتابهم اليوم حمى هارلم شيك كانوا بالفعل قدموا نسختهم الخاصة بهم في 1981 ، حيث كانت الرقصة الأصلية مختلفة للغاية عن الطابع الفوضوي الحالي.
 
ووفقا لمقال نشرته جريدة  نيويورك تايمز فإن أحد أهالي حي هارلم وهو رجل نحيف يدعي "آل بي)" كان أول من ابتكر الحركات الراقصة السريعة المجنونة في أحد الحدائق المحلية عام 1981 ، ومن هذا المنطلق يرى بعض المواطنين الأمريكيين أن هارلم شيك تعتبر مثالا جديدا على "استيلاء الثقافة البيضاء على القدرات الإبداعية السمراء".
 
ودفع هذا الأمر عددا من سكان حي هارلم الشهير بكثرة ساكنيه من أصحاب البشرة السمراء للدفاع عن رقصتهم الحقيقية حيث اعتبر البعض أن المسألة كلها سخرية منهم، لذا أصبح من الطبيعي رؤية مقاطع فيديو على موقع يوتيوب يظهر بها الأهالي وهم يقولون "هذه ليست رقصة هارلم" و"توقفوا عن إهانتنا بهذا العته الذي تطلقون عليه (هارلم شيك) و"إنهم يسخرون من هارلم".
 
على أي حال صدقت التوقعات التي أشارت إلى أن حمى هارلم شيك ستختفي سريعا فقبل حتى أن ينتصف العام هدأت الأمور كثيرا فيما يتعلق بهذه الرقصة المجنونة، وإن كانت حمى جديدة بدأت في الظهور هذا الشهر وانطلقت من الولايات المتحدة أيضا وهي الـ"فاندانجوينج".
 
بدأت هذه الحمى هي الأخرى مع الظهور الأول لمصارع جديد في اتحاد "دابليو دابليو إي"  للمصارعة الترفيهية يحمل اسم فاندانجو وهي في الأساس اسم لرقصة إسبانية، حيث أصبح الجمهور يقوم بـ"دندنة" الموسيقى في كل مرة مع ظهوره لتنتشر الحمى في بعض ملاعب كرة القدم الإنجليزية والعالمية وتلاها رفع مقاطع فيديو للرقص عليها، ولكن حتى الآن لم تصل حمى الـ"فاندانجوينج" لنفس درجات "هارلم شيك"، مع العلم بأن عمرها لم يمر عليه سوى شهر واحد فقط.

آندي جولدبرج
الاحد 12 ماي 2013