نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


موعد مع الله في الشرفة المصرية ...عشرون علامة لصلاة الجمعة في مصر




القاهرة - الهدهد - مصر أم العجائب ولكل شئ فيها طقوسه وخصوصا صلاة الجمعة التي يحرص عليها المصري على أنها موعد أسبوعي مع الله يجدد فيه الاعتراف بذنوبه ويعبر عن أمانيه الدفينة من خلال الدعاء لكن الامور لا تسير على هذا المنوال الروتيني كما يقول كتاب جديد اعجبت به مصر فهناك علامات لصلاة الجمعة في مصر أغلبها بالغ الطرافة حسب ما رصد مؤلف مصري شاب نفذ كتابه خلال شهرين من صدوره فقد أعلن الناشر اسلام شمس في القاهرة عن نفاذ الطبعة الاولى لكتاب "مصر من البلكونة" للكاتب الصحفي الشاب محمد فتحي ، و كما اعلن عن صدور النسخة الثانية من الكتاب بعد شهرين فقط من النسخة الأولى ا- كما قال - لتي صدرت متزامنة مع معرض الكتاب 2009 ، و تهافت الجماهير على اقتنائة .


موعد مع الله في الشرفة المصرية  ...عشرون علامة لصلاة الجمعة في مصر
و الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات تستخدم اللهجة المصرية و الألفاظ الدرجة في الكشف عن الواقع المصري و معاناه المواطن المصري البسيط ، و طرح بعض القضايا التي يتداولها الناس في المجالس و المقاهي منها مترو الانفاق ، و مباريات الأهلي و الزمالك و القوائم البشرية الطويلة في انتظار الخبر في ما يسمى طوابير العيش في الأزمة الأخيرة العام الماضي ، كما يتحدث الكاتب عن مظاهرات المصرين و تدخلات عساكر الأمن المركزي لفض المتظاهرين ، و يعرج محمد فتحي في مقالاته التي جمعها الكتاب فيتحدث عن المدونات المصرية و المندونون و ردود فعل الدولة ممثلة في وزارة الداخلية فيما سجله المدونون على صفحات الشبكة العنكبوتية ، و الذي أعتبر إساءد في حق الدولة و من المعلوم ان أحد المدونون المصريون قد إلقي القبض علية في هذا المجال ، و لكن أكثر من كتاب صدر العام الماضي و هذا العام يجمع أحاديث التدويل الإلكتروني ليتحول الى مستندات ورقية في أيدي الجميع ، و لاقت تلك الكتب أيضا إقبالا جماهيريا على إقتنائها ، و في نفس الصياغ يأتي كتاب "مصر من البلكونة" الذي يتحدث بلغة الشارع مع جمهور الشارع على إختلاف مستوياتهم ، و من الكتاب المذكور نعيد نشر أحد المقالات و هو بعنوان : كيف تعرف إنك في صلاة الجمعة في مصر
كيف تعرف إنك في صلاة الجمعة في مصر؟
المصريون متدينون بطبعهم، لكن لكل منهم وجهة نظره في الدين، ويظهر ذلك دائمًا في علاقتهم بالله عز وجل، فهناك من يصلون الوقت بوقته؛ وغالبًا تجدهم مثار سخرية الآخرين حيث العبارات الحمضانة (ما تاخدنا على جناحك يا عم الشيخ) أو (إبقى ادعيلنا معاك يا مولانا). وفي المقابل تجد البعض يظن – وبعض الظن إثم – أن صلاة الجمعة وحدها تكفيه، وهؤلاء تجدهم مثار سخرية المعسكر الآخر حيث تجدهم هدفًا لعبارات تأخذ صيغة الدعاء (ربنا يهديكم)، أو صيغة الاستنكار (هو انتو فاكرين نفسكم هتوردوا على جنة؟)، أو حتى اللعنات النابعة عن أطيب وأرق الأمنيات القلبية (الله يحرقكم).
لكن تبقى صلاة الجمعة عند المصريين هي موعد مع الله لا يتم إلغاؤه أو تأجيله مهما كانت الظروف، وتجد مواعيدهم مرتبطة بالصلاة دون ارتباط بالمواقيت الزمنية العادية (أقابلك الجمعة بعد الصلاة).
وتنفرد مصر دون غيرها من الدول الإسلامية ببعض الإشارات التي تؤكد لك أنك تصلي الجمعة في أحد مساجدها، وستعرف ذلك حتمًا في الظروف الآتية:
1. إذا كان الميكروفون بايظ وبيصفر ويدعو الإمام دائمًا أهل الخير للتبرع لتغييره ولكنه؛ رغم كل التبرعات؛ لا يتغير أبدًا.
2. إذا وجدت مسجدين وخمس زوايا في مربع لا يتعدى 500 متر، وكل منهم يؤذن لصلاة الجمعة في وقت غير الآخر (تقريبًا فروق توقيت).
3. أغلب المساجد لا يوجد لديها قارئ قرآن يقرأ (قرآن الجمعة) وتتغلب المساجد في مصر على ذلك بتقريب الميكروفون من الراديو الذي يجب أن تسمع فيه رجلاً موجودًا منذ الأزل يقول العبارة الأسطورية (عشان خاطر الحبيبة العفيفة الشريفة ستنا السيدة زينب) بصوته المنغوم، قبل أن تجد من يرد عليه في وسط القراءة مستغلاً تجويد القارئ (صلي على حضرة النبييييييييييييييي).
4. إذا كان خادم المسجد هو الذي يقيم الصلاة (أو يصلي إمامًا في الظهر والعصر لأن الإمام الحقيقي نائم في بيتهم)، وفي أوقات فراغه – الخادم لا الإمام – يبيع حمص الشام أمام باب المسجد.
5. عادة يأتي الخطيب متأخرًا بحجة أنه يعطي الوقت للمتأخرين كي لا تفوتهم الخطبة، وبمجرد أن يبدأ الخطبة يلعن كل من يدخل بعده لأنه جاء متأخرًا، وتكون العبارة التي يتداولها الأمة غالبًا هي: (يا أخي ده انت لو مدي معاد لواحدة هتلتزم بيه فما بالك بمعادك مع ربنا).
6. الميضة (مكان الوضوء) غالبًا ما تكون قريبًا من المصلين للدرجة التي تجعلك تسمع صوت استنشاق البعض ومضمضة البعض، واستنجاء البعض الآخر.
7. مراوح المساجد في صلاة الجمعة مثل مراوح مترو الأنفاق تعمل في الشتاء وتعطل في الصيف.
8. عدد أسطوري من أئمة الريف ما إن تحكي له عن مشكلتك الشخصية حتى تجدها (على سبيل التسييح أو نضوب الأفكار) موضوعًا لخطبة الجمعة التالية مع العديد من النصائح المصحوبة دائمًا بكلمة (مش كدة واللا إيه يا فلان)، وفي الأغلب ستتعلم بعدها أن إرسال مشكلاتك للتليفزيون نفسه أقل جرسة بكثير من مناقشتها مع خطيب الجمعة.
9. إذا سمعت الإمام يلعن كل من يشاهد أو يسمع نانسي عجرم وهيفاء وهبي وكارول سماحة وفيلم تيتانيك وشارون ستون مع مايكل دوجلاس في غريزة أساسية، وغالبًا ستجد الهاجس الذي يسيطر عليك ويحيل حياتك إلى علامة استفهام كبيرة هو (كيف استطاع عمو الشيخ تكوين هذه الحصيلة المعلوماتية الرائعة، إلا إذا كان من هواة مشاهدة ميلودي وإم بي سي تو).
10. إذا وجدت الإمام يرجو أهل المنطقة عدم إلقاء زبالة عند المسجد، ويهددهم بالدعاء عليهم الجمعة القادمة.
11. خطبة الجمعة غالبًا ساعة إلا ربع ودائمًا أبدًا هناك مساجد تصلي الجمعة في ساعة ونصف أو ساعتين مع إن تعليمات وزارة الأوقاف ألا تتعدى 20 دقيقة، كما أن خطبة الحرم المكي نفسه مستحيل أن تبلغ نصف ساعة.
12. إذا كنت في قمة خشوعك أثناء الصلاة ثم وجدت موبايل يرن (رجب.. حوش صاحبك عني)، أو يعلن عن مجيء رسالة بالنغمة الشهيرة (بوسطة يا باشا).
13. إذا شتم الإمام حركة كفاية والمعارضة ودعا على الحكومة بالخراب قبل أن يدعو للرئيس الذي عين هذه الحكومة بدوام الصحة والسعادة هو والأنجال.
14. إذا اعتلى المنبر شخص غير الإمام كل مؤهلاته أنه مربي دقنه ويستمد شرعيته الوحيدة من مناداة الناس له بـ(عم الشيخ) ومشاهدته لقناة الناس، وغالبًا يقول كلامًا ما أنزل الله به من سلطان، ورغم ذلك تجد الناس تومئ برأسها مستحسنة وتتسارع لمصافحته، ودائمًا أبدًا تجد هذا الشخص ينظر لإمام المسجد الحقيقي بنظرة استغراب وهو يتساءل بدهشة زائفة (الله.. هو انت هنا يا مولانا.. أنا آسف ما خدتش بالي).
15. إذا وجدت تنجيد إحدى العرايس بجوار باب الجامع، والدي جي على أعلى درجة مما يدفع الإمام لدعوتهم بمنتهى الذوق لإغلاقه مؤقتًا (يا ريت نخلي عندنا دم ونقفل النيلة ده).
16. إذا وجدت أحدهم يمر بالفيسبة الصيني ذهابًا إيابًا أثناء الصلاة وهو مشغل الكاسيت بأعلى صوت على (اتلح لح روح سينما.. العبلك دور دومينة)، وهي الأغنية المناسبة لأجواء التفكر والتدبر والخشوع على أساس أن اسمها (العبد قال للشيطان لأ)!!
17. إذا وجدت الشخص المجاور لك في الصلاة يتسلى أثناء الخطبة بقرقضة أظافره أو اللعب في أصابع قدمه أو على أقل تقدير يصطاد الدبان.
18. إذا وجدت العيال الصغيرة التي تحضر الخطبة تلسع بعضها بالأستك ويكون حظك أن قشر اليوسف أفندي يلبس في قفا سعادتك.
19. إذا وجدت أحد المصلين يدفع العيال الصغيرة بغلظة تصل لدرجة (غور ياض) لكي يجعلهم يصلون في الصف الأخير ويأخذ هو مكانهم، (على فكرة بيكون جاي متأخر وبيكون اتلسع بالأستك من نفس العيال).
20. أغلب المصلين لهم وجهة نظر في (الصف)، وهو دائمًا صف أعوج بسبب أن كل منهم له مفهومه المستقل عن الصف، رغم وجود خط على السجادة لو اصطف عليه الجميع خلصت الحكاية.

القاهرة - الهدهد - شمس
الجمعة 3 أبريل 2009