نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


موقف سيارات في القدس يشعل حربا داخلية بين المتطرفين والعلمانيين في إسرائيل




القدس- لورا دياتس - يسعى اليهود المتطرفون المعروفون باليمين المتشدد للترويج لتعاليم يوم السبت وفقا لنصوص التوراة خوفا من طغيان الثقافة العلمانية التي لا تعترف في كثير من الأحيان بهذه التعاليم.


مناقشة بين رجلين احدهما من احدهما من التيار اليهودي المتطرف والآخر من العلماني بشان افتتاح موقف السيارات
مناقشة بين رجلين احدهما من احدهما من التيار اليهودي المتطرف والآخر من العلماني بشان افتتاح موقف السيارات
وكان سماح بلدية القدس بفتح موقف للسيارات بوسط المدينة أمام الجمهور يوم السبت الشرارة التي تنذر باشتعال مواجهة جديدة بين التيارين داخل الدولة العبرية.

وقد وقعت بالفعل مصادمات عنيفة واحتجاجات واسعة في الشوارع بين الجانبين بسبب هذا الموقف. ويعرب اليمين المتطرف عن خوفه من تراجع الطابع اليهودي للمدينة نتيجة لبعض الممارسات اليومية العادية من جانب العلمانيين.

يشار إلى أن تعاليم التوراة تنص على أن "يوم السبت لا تشعل نارا ولا تطفئها" وتعتبر هذه من التعاليم المقدسة، وبتطبيقها على عصرنا الحالي يعني منع التعامل مع أي مصادر للطاقة حتى ولو كان ذلك إضاءة مصباح كهربي أو إدارة محرك سيارة أو استدعاء المصعد لصعود المنزل.

ولكن هذه التعاليم أصبحت تناضل من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب تغير المفاهيم واكتساب المدينة طابعا عالميا نتيجة لتزايد أعداد السياحة الوافدة من جميع أنحاء العالم والتي كان لها رأي آخر في هذه التعاليم.

يقول إيتاي –يهودي علماني- "أريد أن أعيش هنا وأن أوقف سيارتي هنا، أريد أن تظل المدينة مفتوحة لاستقبال السائحين" مؤكدا أنه يتوجه كل يوم سبت لباحة انتظار السيارات المثيرة للجدل للمشاركة في المظاهرات ضد مواقف اليهود المتطرفين.

ويضيف "اليمينيون المتشددون بوسعهم ممارسة شعائرهم في أحيائهم ولكن لا يمكنهم إجبار المدينة بالكامل على العيش وفق هواهم" مشيرا إلى أن اليهود المتطرفين يعاملون المتظاهرين بخشونة كما يعتدون عليهم بالضرب أيضا.

يؤكد مواطن إسرائيلي علماني آخر يدعى يوسف "نحن لا نتظاهر ضد الدين بل نحتج على التطرف .. نريد أن تكون القدس للجميع" وفي هذا الأثناء تحاول الشرطة كبح جماح المتطرفين الذين أخذوا يلقون بأجسادهم بعنف فوق السيارات التي تدخل وتخرج من الباحة وهم يطلقون هتافات دينية توراتية مثل "السبت!!".

ويحتشد هؤلاء اليهود المتطرفون بزيهم التقليدي المعروف بالآلاف كل سبت لتنظيم هذه المشاهد الهستيرية ويقومون بالاعتداء على الشرطة والصحافة وموظفي البلدية ويحرقون صناديق القمامة ويرشقون المباني بالحجارة ويحطمون اللافتات العامة في محاولة مستميتة للدفاع عن قدسية "السبت" خوفا من أن تتحول مع الزمن إلى مجرد "مناسبة فلكلورية".

ويمثل افتتاح هذه الباحة الفتيل الذي أشعل حربا سوف تدور رحاها لسنوات، حسبما يؤكد جلعاد ملاش، الخبير في سياسات تيار الهارادي اليهودي اليميني المتطرف، والذي يؤكد أن العلمانيين واليهود المتشددين لطالما تعايشوا معا لسنوات طويلة في مدينة القدس، ولكن مع الزمن اكتسب العلمانيون أرضية أكبر، وخير دليل على ذلك هو فوز القيادي العلماني نير بركات برئاسة بلدية القدس بعد سنوات من سيطرة اليمين المتطرف برئاسة الحاخام يوري لوبوليانسكي، الذي اضطرت سياساته التميزية التي تحابي اليهود المتشددين على غيرهم، مما اضطر آلاف الشباب العلماني للرحيل إلى مدن أكثر حيادية مثل تل أبيب.

خلال سنوات حكم لوبوليانسكي اتسعت الهوة بين العلمانيين واليهود المتشددين، الذين يصل تعدادهم في إسرائيل إلى 600 ألف أي ما يعادل 8% من إجمالي سكان إسرائيل. ويبرز من بين معتقداتهم الراسخة عدم الخدمة في الجيش، كما يحصلون على اميتازات مالية وضريبية كبيرة بالإضافة إلى الحصول على أسعار خاصة في السلع والخدمات ووسائل المواصلات فضلا عن إعانات خاصة من الدولة مقابل كل طفل جديد يولد في الأسرة.

يقول أحد المحتجين العلمانيين على هذا الوضع "نحن ندفع لهم من ضرائبنا وأموالنا ثم يتجرأون بعد ذلك على الاعتداء علينا"، مشيرا إلى معاملة اليهود المتطرفين لهم في القدس، حيث يبلغ تعدادهم 300 ألف أي ما يوازي أكثر من 30% من سكان المدينة.

وتعتبر المساعدات التي تحصل عليها الأسر اليهودية المتطرفة مصدر دخلها الأساسي نظرا لأن غالبية أفرادها من الرجال تخصص وقتها لدراسة تعاليم التوراة في مدارسهم الدينية المتخصصة، بينما تتحمل النساء النصيب الأكبر للنهوض بأعباء الأسرة، بالإضافة إلى مسئوليات تربية وتنشئة الأطفال الذين يتراوح متوسط أعدادهم من 5 إلى 6 أطفال في الاسرة الواحدة.

كما تحصل هذه العائلات على إعانات مالية من الدولة مقابل كل طفل جديد تنجبه بالإضافة إلى التبرعات والمساعدات المالية الضخمة التي يحصلون عليها من الجاليات اليهودية في الخارج ومعظمها في الولايات المتحدة

بالرغم من ذلك تبرز فروق طبقية في المعاملة بين الرجل والمرأة، تتزايد حدتها داخل التيارات الدينية اليمينية الأكثر تطرفا.

تشير إحصائية أجريت عام 2007 أن نسبة العمل في الجاليات اليهودية المتشددة بين الرجال لا تكاد تتجاوز الـ28%، بينما تفوق الـ49% بين النساء. ومن ثم يعتبر مجتمع تحكمه تناقضات دينية وعرقية قوامها التمييز على أساس النوع.

ويعتبر تيار إيرهارديت الأكثر تطرفا بين المذاهب اليهودية اليمينية المتشددة ويبلغ تعداد أتباعه حوالي 30 الف، وهو معروف بعدائه للصهيونية ومعارضة اي مساعدات تأتي من جانب الدولة العبرية. وتعد هذه الجالية المحرض الأول على المظاهرات الاحتجاجية ضد إقامة موقف السيارات الذي يفتح أبوابه يوم السبت.

وبالرغم من ذلك استجابت كافة التيارات اليمينية المتطرفة لندائه بما في ذلك التيارات الأكثر اعتدالا، جيث اعتبروا أن حشد قواهم وتوحيد صفوفهم هو كل ما تبقى لهم لمواجهة الحكومة العلمانية في القدس.

ومع ذلك يرى بقية الإسرائيليين أنهم "أقلية تحاول فرض هويتها بالقوة والتأثير على سياسات الحكومة العلمانية بالقوة" ويؤكد الدكتور ملاش أن السبب الرئيسي لهذه الاحتجاجات يرجع إلى التحول في سياسات الحكومة المركزية نحو الجاليات اليهودية المتطرفة فيما يختص بأمور تتعلق بالتعليم والاندماج في سوق العمل ودور المرأة التي تعاني من التمييز.

ويوضح ملاش "ربما تكون هذه الأحداث التي نشهدها اليوم نتيجة تحريض اليمين المتطرف، الخطوة الأولى نحو التغيير وأنا واثق أن هذا التغيير المنشود سيتحقق قريبا".

لورا دياتس
الاثنين 31 غشت 2009