نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


نازحون سوريون يبيعون أغراضهم الشخصية وحوائجهم لتأمين قوت أبنائهم




حلب (سوريا) - ماري روداني - في حلب، يعمد كثيرون الى بيع اغراضهم الشخصية من اجل الحصول على طعام، وبينهم ابو احمد الذي حمل معه لدى نزوحه من منزله في حي بابا عمرو المنكوب في حمص (وسط)، مروحة للتهوئة يسعى الى بيعها في احد اسواق المدينة الواقعة في شمال سوريا.


نازحون سوريون يبيعون أغراضهم الشخصية وحوائجهم لتأمين قوت أبنائهم
كل يوم، على غرار ابو احمد وهو خياط في الثلاثين من العمر، يأتي عشرات السوريين النازحين من مناطق اخرى تشهد اعمال عنف الى هذا السوق ويعرضون ما تبقى لهم من ادوات منزلية او شخصية للبيع من اجل شراء طعام تقتات منه عائلاتهم. ويقول محمد (52 عاما) الذي يجوب المنازل في الحي الذي يقطن فيه من اجل شراء اغراض يراد التخلص منها ويعمد الى بيعها مجددا في السوق، "الناس يبيعون قبل كل شيء الادوات الكهربائية، فالتيار الكهربائي مقطوع في اي حال"، موضحا انه يعمل في بيع القطع المستعملة من اجل تأمين حاجات اولاده الاحد عشر.
في مكان آخر من السوق، يعرض احمد مضربي تنس وجهاز تلفزيون اشتراه من جاره. ويقول "عندما ذهبت لاخذ التلفاز، أجهش اولاده بالبكاء".
الا انه يؤكد ان التلفزيون سيباع بثمن بخس جدا، مضيفا "لم يعد هذا التلفاز يساوي شيئا. الجهاز الذي كانت قيمته ثلاثة آلاف ليرة سورية (حوالى ثلاثين دولارا) لم يعد يساوي اكثر من الف ليرة (حوالى عشرة دولارات)، بسبب انقطاع التيار الكهربائي".
ثم يتوجه الى حشد من الناس تجمعوا حول نقطة البيع الخاصة به وهو يصرخ "الفا ليرة سورية، فقط الفان، هل يريد احد هنا ان يشتري؟".
على بعد امتار من احمد، يبيع فتى شموعا. مع انقطاع التيار الكهربائي، باتت الشموع سلعة اساسية ومطلوبة جدا في السوق.
وفي محطة محروقات مهجورة في حي الصالحين في شمال شرق المدينة، يفاوض عشرات الرجال والفتيان اسعار بعض الاغراض المعروضة على قطعة قماش ارضا. الى جانبي البسطة، بائعا حمام ودجاج.
في المكان ايضا، يرتفع دخان شواء من بسطات بائعي الكباب... وفي السوق المستحدث اجهزة راديو قديمة واطباق من المعدن واقفال واحذية مستعملة.
في الماضي، كان سوق الخميس هذا يعرف ب"سوق الحراميي"، اذ كان يمكن العثور فيه على اصناف عدة من السلع المهربة او المجهولة المصدر.
اما اليوم، فهو مقصد اليائسين والمكان الوحيد الذي يمكن ان يجدوا فيه مصدرا ماليا ولو محدودا من اجل البقاء على قيد الحياة في مدينة ضربتها الحرب منذ تسعة اشهر وتشتعل فيها اسعار المواد الاستهلاكية.
ويقول ابو بكري لوكالة فرانس برس "كل الناس عاطلون عن العمل. لقد كانت نسبة البطالة مرتفعة حتى قبل الحرب، اليوم وصلت الى مستوى لا يمكن تخيله. وكثيرون انقطعوا عن الذهاب الى اعمالهم خوفا من ان يموتوا بالقصف على الطريق. لذلك يبيع الناس آخر ما يملكون".
بين هؤلاء، صالح (16 عاما) الذي يعرض بخفر آلة تصوير قديمة.
ويقول "والدي مات. ولا احد يعمل في العائلة. جئت ابيع هذه الآلة لاطعم اشقائي وشقيقاتي".
ويتقدم نحوه زبون ويعرض عليه مئة ليرة، اي ما يساوي ثمن كليوغرام ونصف الكيلوغرام من الطماطم.

ماري روداني
الاثنين 25 مارس 2013