نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


نجمة باحثة عن وطن ...الكاتب الفرنسي لوكليزيو حامل جائزة نوبل متفائل بقيام دولة فلسطينية




ليماسول - دانيال صالح - ابدى الكاتب الفرنسي جان ماري لوكليزيو تفاؤله بالنسبة الى مستقبل الشرق الاوسط بالرغم من النزاعات التي تمزقه، معتبرا ان السلام سيعم فيه وان الفلسطينيين "ستكون لهم دولتهم" في نهاية المطاف، في حديث مع وكالة فرانس برس في مدينة ليماسول القبرصية .


الكاتب الفرنسي جان ماري لوكليزيو
الكاتب الفرنسي جان ماري لوكليزيو
ويقول لوكليزيو الحائز جائزة نوبل للاداب 2008 "بعد بضعة اشهر، بضع سنوات، ستكون للفلسطينيين دولة هي دولتهم. الامور ستهدأ، ستستعيد توازنا. وبعدما يتم تصحيح هذه البؤرة الملتهبة فان السلام سيغلب.السلام يأتي من الحرب".

ويضيف في اطار مشاركته الى جانب كتاب اخرين في رحلة "اوليس 2009" التي تنظمها فرنسا وتجول بها على عدد من مرافئ البحر المتوسط "ما تبحث عنه البشرية في المقام الاول هو السلام، السلام هو الذي سيغلب وليس الحرب".
يرى لوكليزيو معللا ثقته وامله في المستبقل ان "السياسة يصنعها الناس العاديون الذين يعيشون حياتهم اليومية. يهيأ لنا في الوقت الحاضر ان هذا الامر لا يؤخذ بالاعتبار، لكن مثل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يثبت لنا ذلك".
ويكمل بصوته الهادئ وهو يختار كلامه بعناية وبساطة "ظل الفلسطينيون يؤكدون على وجودهم حتى بات لهم الان وجود" مضيفا "اعتبار الاخر عدوا هو اعتراف بوجوده" حتى لو كعدو.

وقد خص لوكليزيو احدى اجمل رواياته "النجمة الهائمة" (ايتوال ايرانت، عام 1992) لحرب 1948 بين الفلسطينيين واليهود فارادها "رسالة سلام" تناقض طروحات قالت ان "الفلسطينيين غير موجودين" مذكرا بانهم "كانوا يشيرون اليهم آنذاك بالعرب، ويقولون ان عليهم العودة الى العراق من حيث قدموا" .

ولعل لو كليزيو المعروف ب"كاتب الترحال" يختزل في شخصه رسالة هذه التظاهرة الثقافية "اوليس 2009" الرامية الى نشر روح "الحرية والسلام" في حوض المتوسط.

وهو ان كان معروفا ككاتب فرنسي، غير انه في الواقع على صورة المتوسط، متعدد الثقافات والهويات، يمتد انتماؤه من فرنسا وجزيرة موريشيوس التي هاجرت اليها عائلته، الى افريقيا والقارة الاميركية. مواطنوه يشملون الهنود الاميركيين الذين عاش معهم في بنما وتبنى اسلوبهم الحياتي لفترة حتى انه لقب ب"الهندي في المدينة"، وقبائل البدو الرحل في صحراء المغرب الذين تتحدر منهم زوجته جمعية، وقد جعل من هذه المنطقة موطن بطلة رواية "الصحراء" (ديزير، 1980).

لوكليزيو المولود عام 1940 والذي كرمت فيه لجنة نوبل العام الماضي "كاتب الانطلاقات الجديدة ومستكشف بشرية ما دون الحضارة السائدة وما وراءها"، قال عشية توجهه الى بيروت في اخر محطات "اوليس 2009" انه يراهن على الشباب الذين يتحدث عنهم غالبا فاكد ان "الاجيال الجديدة ستبتدع الوسائل لتحقيق السلام، لكن ينبغي التسلح بالتفاؤل".

بنى لوكليزيو رواية "النجمة الهائمة" على رحلتين هما في الواقع رحلة واحدة معكوسة كأنما في مرآة، رحلة فتاة يهودية تهرب من القتل ايام الحرب العالمية الثانية وتقوم برحلة طويلة مع والدتها بحثا عن "ارض الميعاد" في اسرائيل، وقصة فتاة فلسطينية يتم ترحيلها الى مخيم للاجئين بعدما فقدت منزلها وعائلتها في الحرب. فتاتان متشابهتان تلتقيان على حافة الطريق، الاولى في ختام رحلتها المضنية والثانية في بدايتها، قبل ان تكمل كل منهما طريقها. رحلتان لمعاناة بشرية واحدة.

يشرح انه استلهم روايته من قصص كانت ترويها والدته عن يهود جابوا اوروبا هربا من النازية، وعن تقارير للامم المتحدة حول الوضع في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وعند صدور الكتاب، تعرض لانتقادات بعض المثقفين في فرنسا في حين يقول "لم اشأ الوقوف الى جانب طرف، الكتاب اردته رسالة سلام، اردت تصحيح الامور، ان اقول ان الفلسطينيين موجودون"، وهو الذي لطالما حمل على الثقافة المهيمنة ودافع عن الاقليات المهملة والشعوب المهمشة.

وكأنما لينفي الواقع الحالي ويؤكد على طبيعته العابرة والزائلة، يقول "اننا نرى الأن المنطقة كما هي، لكن هذه هي آخر طبقة، الطبقة الظاهرة، فوق طبقات قديمة متراكمة منذ زمن بعيد. لا نرى كل هذه الطبقات، لكنها جميعها هنا".

يستحضر من الكتاب الذين اعجب بنتاجهم الكاتب الفلسطيني اميل حبيبي ذاكرا كتابه "المتشائل" الذي ترجم الى الفرنسية والانكليزية ويقول "انه روائي يعجبني. لديه ذاك الطابع الساخر الذي وجدته طريفا" ويتابع "في وضع فطيع، سواء بالنسبة للفلسطييين المسيحيين او المسلمين، الامر سيان، انهم في وضع فظيع، فان الناس يسخرون من انفسهم".

دانيال صالح
الاربعاء 21 أكتوبر 2009